ارتفاع حرارة الأرض طبيعي أم من فعل الإنسان؟

فصل الشتاء يقصر وجبال المياه الجليدية تتضاءل والحرارة ترتفع أكثر فأكثر تبعاً لذلك. وارتفاع الحرارة بلغ أقصاه في العام ألفين وسبعة، ثم انخفض في العام الماضي والعام الحالي. ومن ملاحظة هذه التغيرات يستخلص علماء البيئة

استنتاجاتهم، مثل البروفسور فبيورن كارلن في جامعة أوبسالا السويدية:

“جبال المياه الجليدية في غروئنلند هي خزان كربون هائل ودوره في التوازن المناخي كبير على مر التاريخ. هذا الدور بات مهدداً مع تزايد حرارة محيط الأرض الجوي الناتج عن الأنشطة التي يقوم بها البشر”

بحسب لجنة التغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة يشكّل جليد القطب الشمالي خزاناً هائلاً للكربون يمتصه ويحفظه وقد بدأ اليوم يتخلى عن القيام بهذه الوظيفة بسبب ارتفاع الحرارة.

البروفسور هنينغ رود عضو لجنة التغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة :

“إذا ذاب جليد القطب كلياً أو جزئياً فالنتائج التي تحدثها نعكاسات ذلك على المناخ وظروف الحياة ستكون خطيرة جداً على جميع الكائنات الحية في هذه المنطقة من بشر ونبات وطبيعة.

منذ زمن بعيد وجليد القطب الشمالي يذوب بنسبة تفوق أو تقل عن عشرة في المائة.
واليوم أيضاً نلاحظ أن الذوبان يبقى ضمن حدود تقل أو تزيد عن العشرة في المائة أيضاً. وربما كانت التغيرات ناتجة عن التيارات التي تحدث في المحيطات.
الظاهرة نفسها توجد في سيبيريا في جزيرة يمال الجليدية، حيث يرصد عالم الجغرافيا فيودر روماننكو ذوبان الجليد في التربة الجليدية منذ ما يُسمّى بالعصر الجليدي أي حوالي ثلاثين ألف سنة، والتي بدأت تذوب شيئاً فشيئاً.

روماننكو فيودور: “خلافاً للتربة العادية التي تتنفس فإن المادة العضوية الموجودة في التربة الجليدية(برمافروست) تحتوي على كميات كبيرة من غازات الكربون ولا يتحلل منها إلا إذا ارتفعت الحرارة وبدأت الميكروبات المخزنة فيها تعمل بسبب ذوبان الجليد”.

في موسكو لا تُخفي ماريا ليبمان مديرة الأبحاث العلمية في معهد علوم قشرة الأرض وفضائها، لا تخفي شكها في أن يكون لأفعال الناس تأثير سلبي يؤدي إلى إذابة الجليد.

في موسكو، ماريا ليبمان، مديرة المعهد العلمي للأبحاث في مجال القشرة الأرضية وفضائها: “ هذا جسم جيويولوجي تطوّر منذ آلاف السنين وليس من الممكن أن أن يكون لعمل الإنسان كل هذا التأثير عليه خلال بضع عشرات من السنين”
ارتفاع الحرارة في أجواء الأرض ناتج عن أفعال الإنسان أم أنه ظاهرة طبيعية ما لازالت كما كانت ؟ هذا هو السؤال الذي يشغل المناقشات في مؤتمرات البيئة.