في بريطانيا الاقليات العرقية هل ستغير في المعادلة السياسية؟

في بريطانيا الاقليات العرقية هل ستغير في المعادلة السياسية؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

"بايم" او BAME تعني في بريطانيا الاقليات الاثنية من سود وآسيويين وافارقة. هؤلاء غيروا وجه البلاد خلال نصف القرن الماضي. فهل سيغيرون وجه بريطانيا السياسي اليوم؟ هذا هو موضوع هذه الحلقة من ريبورتر.

السود في المملكة المتحدة هم اصحاب البشرة الملونة وليس فقط اصحاب البشرة السوداء…
مع الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية المقبلة والمقررة في السابع من مايو/ايلر، خرجت حملة من نوع مختلف. انها “عملية بلاك فوت” التي تدعو الاقليات للمشاركة في العملية الديمقراطية.

لي جاسبر احد مؤسسيها وقف في الشارع يدعو السكان عبر مكبر الصوت “الديمقراطية هي الرصاص المطلق من المسدس. نحن هنا اليوم في نوتينغهام لتسجيل الناس وحثهم على التصويت”.

لهذه العملية حافلة لها مهمة واحدة وهي اقناع الاقليات بالانضمام الى اللوائح الانتخابية. لقد وصلت الى نوتينغهام، ديار الاسطورة روبين هود، ربع سكانها هم من الاقليات العرقية، منهم من لم يشارك سابقاً بالتصويت كأحد الشبان الذي يجد سبباً للقيام بذلك وهو “إن لم اقترع لا يمكنني انتقاد ما يحدث في الحياة السياسية. لذا إن قلت كلمتي يمكنني بعدها الانتقاد”.

هل ستتمكن هذه الحملة من تغيير المعادلة السياسية ؟

مدير هذه الحملة سايمن وولي يقول إنه “في معظم الانتخابات، الغالبية العظمى من الشعب البريطاني لا يصوتون ويبقى الوضع على ما هو عليه. واتسع نطاق عدم المساوات والناس اصبحوا اكثر احباطاً. في كل انتخاب هناك عدد من المقاعد وعلينا ان نقرر مصير المقاعد المهمشة وهي مئة وثمانية وستون مقعداً. ومع هذه المقاعد لكل انحاء البلاد، نحن لا نطالب السياسيين وانما نطالب باحتضان التنوع والاعتراف به والتعامل معه بطريقة تفيد المجتمع باسره بدلاً من تقسيم الفئات والمجتمع”.

الملونون المنتمون الى المجتمعات الاثنية يشكلون تقريباً خمس عشرة في المئة من الشعب البريطاني لكن النواب الذين يمثلونهم لا يتعدون اكثر من خمس في المئة من وستمنستر آبي الذي يبلغ عدد اعضائه 650 نائباً.

احد سكان المدينة تساءل لمن سيصوت ؟ فلا يعجبه اي من المرشحين “هل سأصوت للناس الذين سيتم اختيارهم من قبل اشخاص آخرين. وإن كنت سأصوت لك؟ قد تكونين زعيمة افضل من الموجودين. لذا هؤلاء المرشحون الذين يقفون هناك، لا يعجبني احد منهم. لا اعتقد ان اياً منهم قادر على القيام بمهمته”.

اما لي جاسبر فيرى انه “ما يثير السخرية هو انه في الوقت الذي يوجه فيه الناس انتقاداتهم توفر هذه الانتخابات لكل مقترع الحق في فرض سلطته وممارسة تأثيره”.

لكن لماذا التصويت لبرلمان مليء باعضاء بعيدين كل البعد عن اهتمامات ومطالب الاقليات؟ هذه المجتمعات العرقية غيرت وجه بريطانيا خلال نصف القرن الماضي كما هو الحال في تاور هامليتس شرق لندن التي جاءها المهاجرون منذ ايام الهوغونو الفرنسيين الى يهود اوروبا الشرقية. وفي يومنا هذا تعرف ببنغلاتاون نسبة للاوصول البنغالية لعدد كبير من سكانها.

تاور هامليتس هي ايضاً افقر ضواحي لندن، والمجتمع البنغالي فيها ناشط سياسي فيها كما هو حال انصار احمد الله الذي شرح وضع هذه الجماعة “العنصرية في السبعينيات والثمانينيات كانت عنيفة جداً وشعرت الجماعة انه يجب ان يمثلها احد داخل السلطة وذلك للتأثير واحداث تغيير حقيقي. لذلك قررت الانضمام الى الاحزاب السياسية الرئيسية. بداية واجهت تردداً من قبل هذه الاحزاب لقبول عضوية احد اعضاء الجماعة البنغالية. وهكذا احتاجت لوقت طويل ليصل عضو منها الى البرلمان”.

روشانارا علي هي اول نائب في البرلمان البريطاني من اصول بنغالية. وتسعى لاعادة انتخابها. وهذه الليلة، لديها لقاء في تاور هامليتس. جماعتها تعيش صدمة بعد ان توجهت ثلاث قاصرات من بناتها الى سوريا. لذا الحوار سيركز على الشعور بنمو التطرف والكراهية ضد الاسلام. مسائل تعني الجماعة التي جاءت منها روشانارا وتعرفها جيداً.

ولروشانارا علي رؤيتها في الحياة السياسية ““انا محظوظة جداً لانني نشأت هنا. وهذا يساعد على ايجاد آفاق لمعرفة المنطقة ومختلف المجتمعات. لكني اعتقد ان العديد من زملائي الذين يعملون بجد مع كل الفئات لمعالجة التحديات التي يواجهونها كافراد في المؤسسة التشريعية. وهذا احد اهم الامور: اعلم ان الناس ينتقدون بشدة العملية السياسية والسياسيين لكن احد اهم الامور في بريطانيا هو اننا نملك نظاماً برلمانياً يربط اعضاءه بناخبيهم ودوائرهم الانتخابية. واعتقد ان هذا يعطي القوة لان هذه الطريقة تمكن من البقاء على اتصال مع ما يحدث والاطلاع على حقيقة الامور”.

شخصية بنغالية اخرى ناجحة وهو اقبال وهاب ومطعمه هو احدى صفحات قصته. فوهاب هو مهاجر من بنغلادش، كان احد اعضاء عصابة كما كان مشاغباً في المدرسة. لكنه غير حياته. ودخل الجامعة وتخرج منها وانشأ مؤسسته الخاصة. كما نظم برنامجاً لارشاد الشباب اصحاب البشرة الملونة.

اقبال وهاب كان مستشاراً في مجال التمييز ضد الاثنيات. ويقول إن الاحزاب تحتاج للمزيد من الجهود كي تتواصل مع هذه الجماعات العرقية، ويضيف “هناك اتهامات رهيبة تطال مجتمعنا واقتصادنا. وقد اظهرت دراسات ان سيرة ذاتية تحمل اسماً انكليزياً واخرى تحمل اسماً افريقياً او اسيوياً فإن من يحمل الاسم الانكليزي له حظه بالحصول على مقابلة مضاعف ثلاث مرات عن الآخر. اليوم لا ادعو ذلك عنصرية، اقول فقط إنه تحيز بغير وعي. الناس لا يأبهون لهذه الامور وتنبيههم يصبح نقطة تحول لانطلاق ادراك افضل لما يقومون به. هناك مشاكل عميقة الجذور، فشلت الحكومات تاريخياً في معالجتها. كمستشار في مجال الاقليات الاثنية نصحت كلاً من الحكومة السابقة والحالية ببعض التدابير العملية التي يمكنها ان تطبقها لكنها لم تقم بها ابداً. فلا حزب العمال ولا حزب المحافظين تعاملا مع هذه التدابير بحماس”.

معالجة التمييز العنصري بحماس: هذا ما يقوم به تيرول لويس لكن ليس بطريقته الخاصة.

لويس نشأ في بريكستون جنوب لندن. كما اقبال كان ينتمي لعصابة، لكنه دخل السجن. اما التغيير في حياته فكان عبر مركزه للتدريبات الرياضية الذي عرف النجاح بفضل استعراضاته في الشارع. وكما يقول فإن الامر لم يكن سهلاً “خرجت من السجن. حاولت تحسين حياتي. ترددت الى الكنيسة، وذهبت الى مركز رياضي وسألت عن ثمن الاشتراك به. فقيل لي إنه يقتطع مباشرة من حسابي المصرفي. فصرت حائراً، انا انتمي لعصابة، لدي المال وهو موجود تحت فراشي. ولا املك ابداً اي حساب مصرفي”.

اليوم تيرول لا يملك فقط حساباً مصرفياً وانما ايضاً زبائن بينهم مصرفيون ومحامون وكذلك شبان منهم عاطلون عن العمل ومنهم ينتمون لعصابات. هذا الاختلاط ادى في بعض الحالات لايجاد عمل لبعض الباحثين عنه. لكن بالنسبة للعديد منهم السياسة والاقتراع امران غريبان عنهم.

ويؤكد لويس ان العديد من الناس يجهلون نظام الاقتراع “وبعضهم الآخر عاشوا اموراً كثيرة، وصدموا كثيراً، يقولون “ماذا فعلت الحكومة لاجلنا؟” وهذا ما حدث معي في احد الايام. بعدها بدأت اطلع وتبين لي الفرق بين الحكومات بما تقدمه وما هي الاحزاب التي لديها تأثير اكبر في بعض المناطق. وكالعديد من الناس حولي لا اتفق مع بعض ما تقوم به. فما علينا القيام به هو عدم انتظار تحرك احد كي نتحرك بعده ومن يريد مساعدتنا فهو دعم اضافي لنا”.

ويضيف مازحاً “هل سأقترع ؟ هذا هو السؤال. عليكم متابعتي على انستراغرام تيرول لويس لتعرفوا من سأقترع”.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل يمثّل فريق المفوضية الأوروبية الجديد التنّوع العرقي في الاتحاد الأوروبي؟

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج