من المقرر أن تدشن الحكومة الفرنسية إلى جانب الشركاء الأوروبيين في يونيو-حزيران قوة عسكرية أوروبية قابلة للانتشار لمواجهة الأزمات خارج نطاق جهود الاتحاد الأوروبي.
أكدت مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الفرنسية أن الحكومة ستدشن في يونيو حزيران قوة عسكرية أوروبية قابلة للانتشار لمواجهة الأزمات خارج نطاق جهود الاتحاد الأوروبي الحالية.
وأجرت باريس اتصالات بأكثر من عشر دول بينها ألمانيا وهولندا وبريطانيا والدنمارك بشأن المبادرة وشكلت مجموعة عمل لوضع الخطوط العريضة للفكرة في مارس-آذار.
وتهدف المبادرة إلى جمع بلدان أوروبية تتمتع بقدرات عسكرية ورغبة سياسية للتعاون في تخطيط وتنفيذ تحليلات مشتركة للأزمات الطارئة والتصدي لها على وجه السرعة.
وعلى ما يبدو فلن تعمل المبادرة داخل الاتحاد الأوروبي، ولكنها ستسمح لدول من خارجه مثل بريطانيا بأن تكون جزءا منها. وعن الخطوط العريضة لهذه المبادرة قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ فكرة وجود قوة أوروبية للتدخل السريع ضرورية وقد وعد بتنفيذ الفكرة نهاية العقد في خطاب هام عن أوروبا ألقاه في سبتمبر-أيلول الماضي. ورغم وجود بعض مجموعات التدخل التكتيكية التابعة للاتحاد الأوروبي لم يتم استخدام أي منها حتى الآن.
للمزيد:
**
ورغم تاريخ ألمانيا في مقاومة أي مهام عسكرية تنطوي على استخدام القوة، فقد أبدت في مارس-آذار مساندتها للفكرة في ضوء الحاجة إلى تحسين التعاون الأوروبي في مواجهة الأزمات.
إلا أنها أكدت من قبل على ضرورة أن تكون القوة في إطار اتفاق التعاون المنظم الدائم الدفاعي الجديد بين حكومات الاتحاد الأوروبي حيث كثيرا ما أكد المسؤولون الفرنسيون أنّ المبادرة الجديدة لن تكون بديلا عن اتفاق التعاون المنظم الدائم.
ومن المقرر أن تبحث وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي المشروع مع نظيرتها الألمانية أورسولا فون دير ليين في لقاء يجمعهما هذا الخميس في باريس.
ويهدف المشروع الأوروبي إلى التكهن بالأزمات المستقبلية سواء كانت عسكرية أو إنسانية مثل العواصف التي وقعت مؤخرا في الكاريبي وتجنب مواقف تضطر فيها دولة واحدة للتدخل بمفردها كما فعلت فرنسا في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.