"كل الأزمات التي عشناها في هذه المقبرة على مدى الخمسين عاما الماضية استمرت لبضعة أيام أو أسبوع على الأكثر. لكننا الآن نمر بأزمة منذ 260 يوماً.."
اعلانكغيرها من دول العالم، تعاني إيران من ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا حيث تشير التقارير الطبية والإعلامية إلى وفاة أكثر من 300 شخص يومياً في العاصمة طهران وحدها، وهو ما يُؤكده مسؤول مقبرة بهشت زهراء سعيد خال، الذي أوضح أن المقبرة أصبحت تتعامل مع ضعف العدد المعتاد للدفن كل يوم.
وأضاف سعيد خال قائلاً: "كل الأزمات التي عشناها في هذه المقبرة على مدى الخمسين عاما الماضية استمرت لبضعة أيام أو أسبوع على الأكثر. لكننا الآن نمر بأزمة منذ 260 يوماً وليس من الواضح كم عدد الأشهر التي سنواجهها في هذه الأزمة".
ويكافح مجمع مقبرة بهشت زهراء من أجل مواكبة ذلك، حيث يقوم حفارو القبور بحفر آلاف مواقع الدفن الجديدة تحسبا لسقوط المزيد من ضحايا كوفيد-19 في الساعات والأيام المقبلة.
ولطالما كانت المقبرة الضخمة الواقعة على مشارف العاصمة الإيرانية مثوى أخير للكثيرين، بما في ذلك قتلى الحرب والمشاهير والفنانين والمفكرين والقادة في البلاد.
مع وجود 1.6 مليون شخص مدفونين بالمقبرة، التي تمتد على مساحة تزيد عن 5 كيلومترات مربعة، فهي واحدة من أكبر المقابر في العالم، كما أنها المقبرة الرئيسية في طهران التي يبلغ عدد سكانها 8.7 مليون نسمة.
ويمكن من بعيد رؤية المآذن الذهبية لضريح الإمام الخميني، وهو موقع دفن زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.
أبلغت إيران عن حوالي 700 ألف إصابة و38 ألف حالة وفاة من كوفيد – 19. وتمّ تسجيل ما يقرب من نصف وفيات الفيروس المبلغ عنها في البلاد في طهران، ما زاد الضغط على المقبرة.
بالنسبة إلى خال، الذي يشار إليه أحيانا "بعمدة" هذه المقبرة الشاسعة، فإن السرعة تفوق أي شيء رآه من قبل حيث أكد لوسائل الإعلام "اعتدنا على تسجيل وصول ما بين 150 إلى 170 جثة يوميا، قبل تفشي فيروس كورونا، ولكن هذه الأيام عندما نشهد ذروة الوفيات، نقوم بتسجيل 350 جثة في المتوسط".