روسيا تبدأ في إجلاء المدنيين من إقليم خيرسون بجنوب أوكرانيا

روسيا تبدأ في إجلاء المدنيين من إقليم خيرسون بجنوب أوكرانيا
روسيا تبدأ في إجلاء المدنيين من إقليم خيرسون بجنوب أوكرانيا Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ماكس هاندر وعبد العزيز بومزار

كييف/كوبيانسك (أوكرانيا) (رويترز) - اقترح الحاكم الذي عينته روسيا لإقليم خيرسون في جنوب أوكرانيا على السكان أن يأخذوا أطفالهم ويغادروا منازلهم حفاظا على سلامتهم في واحدة من أوضح المؤشرات حتى الآن على أن موسكو تفقد قبضتها على الأراضي التي تقول إنها ضمتها.

وأفادت وكالة تاس الروسية للأنباء بأنه من المتوقع وصول أول مجموعة من المدنيين الفارين من خيرسون إلى إقليم روستوف الروسي يوم الجمعة.

وقال فلاديمير سالدو رئيس إدارة خيرسون التي نصبتها روسيا في رسالة مصورة "كل يوم تتعرض مدن خيرسون لهجمات صاروخية".

وأضاف "لذلك، قررت قيادة خيرسون منح عائلات الإقليم خيار السفر إلى مناطق أخرى من الاتحاد الروسي للراحة والدراسة".

ومضى قائلا "نقترح على جميع سكان خيرسون، إذا رغبوا في حماية أنفسهم من عواقب الضربات الصاروخية... الذهاب إلى مناطق أخرى". وتابع أن الناس عليهم "المغادرة مع أطفالهم".

وأشار إلى أن النداء بالإجلاء يستهدف في المقام الأول من يعيشون على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. ويشمل ذلك عاصمة الإقليم، وهي المدينة الأوكرانية الرئيسية الوحيدة التي استولت عليها روسيا دون أن تتعرض لأضرار جسيمة منذ بدء الغزو في فبراير شباط.

وإقليم خيرسون واحد من أربعة أقاليم أوكرانية تحتلها روسيا جزئيا وتقول إنها ضمتها في الأسابيع القليلة الماضية، لكن يُنظر إليه على أنه الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية. ومن يسيطر على الإقليم يسيطر أيضا على الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في عام 2014، وكذلك مصب نهر دنيبرو الممتد بطول 2200 كيلومتر والذي يقسم أوكرانيا إلى شطرين.

ومنذ بداية أكتوبر تشرين الأول، اخترقت القوات الأوكرانية خطوط القتال الروسية في الإقليم في أكبر تقدم لها في الجنوب منذ بدء الحرب.

ومن حينها، تتقدم القوات الأوكرانية بسرعة على امتداد الضفة الغربية واضعة نصب أعينها عزل آلاف القوات الروسية عن خطوط الإمداد وطرق الهروب المحتملة.

وذكرت وكالة تاس نقلا عن حاكم إقليم روستوف الروسي المتاخم للأراضي الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها أن الإقليم مستعد لاستضافة أي شخص يفضل مغادرة خيرسون، متوقعا وصول المجموعة الأولى يوم الجمعة.

* نائب الحاكم ينفي الإجلاء

بعد لحظات من صدور رسالة الحاكم سالدو، أصدر نائبه كيريل ستريموسوف بيانا نفى فيه وجود أي خطة للإجلاء.

وقال ستريموسوف في بيانه "ليست هناك ولا يمكن أن تكون هناك خطة لإخلاء إقليم خيرسون... ولا أحد يخطط لسحب القوات الروسية من خيرسون".

وسيكون هروب المدنيين من خيرسون بمثابة ضربة كبيرة لمطالبة روسيا بضم نحو 15 بالمئة من أراضي أوكرانيا ودمج منطقة تعادل مساحتها مساحة البرتغال إلى روسيا.

وحشدت روسيا العديد من أفضل قواتها تدريبا لتشديد قبضتها على الضفة الغربية لخيرسون. لكن لا يمكن إمداد هذه القوة إلا عبر النهر الذي يبلغ عرضه عدة كيلومترات ولا يمكن عبوره سوى من خلال عدد قليل من الجسور.

وفي الأسبوعين الماضيين، استعادت أوكرانيا السيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي، مع توغل قواتها باتجاه سد نوفا كاخوفكا الذي يبلغ طوله ثلاثة كيلومترات والذي يشكل أحد آخر المعابر على النهر.

وقال مسؤولون محليون إن ميكولايف، وهي أقرب مدينة كبيرة تسيطر عليها أوكرانيا إلى خيرسون، تعرضت لقصف روسي مكثف اليوم الخميس، مما ألحق أضرارا بمنشآت مدنية.

وقال حاكم الإقليم فيتالي كيم إن الطابقين العلويين من مبنى سكني مكون من خمسة طوابق دُمرا وتضررت الطوابق المتبقية. وأظهرت لقطات مصورة نشرتها خدمات الطوارئ الحكومية رجال الإنقاذ وهم يسحبون صبيا يبلغ من العمر 11 عاما بعدما قضى ست ساعات تحت الأنقاض حسبما قال كيم.

وفي الشرق، انفجرت ثلاثة صواريخ روسية صباح يوم الخميس بالقرب من السوق المركزي في كوبيانسك، وهي مدينة تضم تقاطعا رئيسيا للسكك الحديدية واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها خلال تقدمها الميداني هناك في سبتمبر أيلول.

ودمرت الصواريخ المحال التجارية وكست الشوارع المحيطة بشظايا الزجاج والأنقاض والألواح المعدنية الملتوية.

وفي أحد الشوارع، صعد دميترو، الذي رفض الكشف عن اسم عائلته، درجا مغطى بالحطام في متجر الأحذية الخاص به أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنتجات.

وردا على سؤال عن السبب الذي يعتقد أن الروس قصفوا لأجله المنطقة التجارية في كوبيانسك، قال ساخرا "من يعلم؟ إنهم يعتبرونه هدفا عسكريا".

وجاءت المكاسب التي حققتها أوكرانيا في الجنوب هذا الشهر في أعقاب تقدم سريع في الشرق منذ سبتمبر أيلول.

* أوقات خطرة

ومع تعرض قواته لعدة انتكاسات منذ سبتمبر أيلول، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وأعلن ضم أراض يحتلها في أوكرانيا وهدد مرارا باستخدام الأسلحة النووية لحماية أراضي روسيا بما في ذلك المناطق التي ضمها الشهر الماضي.

وشن بوتين هذا الأسبوع أكبر ضربات جوية منذ بداية الحرب، حيث أطلق أكثر من 100 صاروخ كروز مستهدفا بشكل رئيسي البنية التحتية للكهرباء والتدفئة، وسقط بعضها في متنزهات وطرق مزدحمة ومواقع سياحية. وقال بوتين إن الضربات جاءت ردا على انفجار دمر يوم السبت جسرا روسيا يؤدي إلى شبه جزيرة القرم.

وعلى الرغم من انحسار الضربات الجوية في مختلف أنحاء البلاد منذ يوم الثلاثاء، واصلت القوات الروسية قصف البلدات والمدن الأقرب من الجبهة.

وكشف حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماع في بروكسل اليوم الخميس عن خطط مشتركة لتعزيز الدفاعات الجوية الأوروبية باستخدام أنظمة باتريوت وغيرها من الأنظمة الصاروخية.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت في حفل توقيع اتفاق تلتزم بموجبه ألمانيا وأكثر من 12 عضوا أوروبيا في الحلف بالاشتراك في شراء أسلحة للمنظومة المسماة (درع الفضاء الأوروبي) "نحن نعيش في أوقات خطيرة ومليئة بالتحديات".

وقالت موسكو إن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف يجعل أعضاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة "طرفا مباشرا في الصراع" وقالت إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيشعل صراعا عالميا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا اليوم الخميس إن أوكرانيا لا تزال تملك نحو عشرة بالمئة فقط مما تحتاجه لحماية نفسها من الهجمات الجوية الروسية.

وفي كييف، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إنه أثار قضية نائب رئيس محطة زابوريجيا للطاقة النووية المحتجز لدى السلطات الروسية.

وأضاف أن احتجاز نائب رئيس المحطة فاليري مارتينيوك أمر غير مقبول.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا

فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر الكاريبي

خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا