عشية الانتخابات التشريعية الإسبانية..تحذير من التضليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي

اعلان

قبل أيام من إجراء انتخابات تشريعية مهمة في إسبانيا، تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ادعاءات مضللة بشأن بطاقات الاقتراع عبر البريد وتزوير الانتخابات، لذلك انتقد باحثون ما يرون أنه نهج غير متسق اتخذته شركات وسائل التواصل الاجتماعي حيال الوضع.

المزاعم التي تزايدت من قِـبل أنصار الحزب الشعبي من يمين الوسط وحزب فوكس اليميني المتطرف، تحمل أوجه تشابه كبيرة مع الادعاءات التي لا أساس لها التي نشرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

فيسبوك وتويتر على الخط

في الأسابيع الأخيرة، انتشرت على نطاق واسع على موقعي فيسبوك وتويتر مقاطع فيديو -تم فضحها- يزعم أصحابها أنها لموظفين في مراكز الاقتراع وهم يقومون بحشو الصناديق. صنف فيسبوك مقاطع الفيديو على أنها كاذبة بينما لم يتخذ تويتر أي إجراء.

وتزعم مقاطع فيديو أخرى انتشرت على فيسبوك وتيك توك أن حزب بيدرو سانشيز سيسرق نتيجة الانتخابات لمنع الهزيمة.

يعد استخدام بطاقات الاقتراع عبر البريد محورًا خاصًا لنظريات المؤامرة الانتخابية، حيث يقترح بعض الناخبين اليمينيين المتطرفين أن مكتب البريد سيُستخدم لمنح نتيجة الانتخابات لصالح سانشيز.

هذا الوضع قام بتضخيمه زعيم الحزب الشعبي ألبرتو فيجو، ففي تجمع حاشد الأسبوع الماضي، حثّ موظفي البريد الإسباني على البقاء مستقلين.

قال فيجو خلال تجمع انتخابي في مورسيا يوم الأربعاء: "أطلب من سعاة البريد في إسبانيا العمل بأقصى طاقتهم، في الصباح وبعد الظهر وأثناء الليل". "بغض النظر عن رؤسائكم، أحثكم على توزيع جميع بطاقات الاقتراع عبر البريد في الوقت المحدد".

قال فيجو في وقت لاحق إنه لم يكن يحاول الإيحاء بأن الخدمة البريدية ستحاول سرقة الانتخابات، لكنه كان يشير بدلاً من ذلك إلى تحديات التعامل مع هذا العدد الكبير من بطاقات الاقتراع عبر البريد.

نظريات المؤامرة والمحتوى المتطرف

حدد باحثو وسائل التواصل الاجتماعي في مؤسسة "ريست Reset "غير الربحية، والتي تدرس الطريقة التي تؤثر بها وسائل التواصل الاجتماعي على الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم، وتقدم أمثلة عديدة لمعلومات مضللة متعلقة بالانتخابات تنتشر على تويتر وفيسبوك ويوتيوب وتيك توك.

في حين أن أنواع المحتوى تختلف باختلاف منصة التواصل الاجتماعي -بحسب المؤسسة البحثية تنتشر مثلا الكراهية ضد المسلمين بشكل خاص على تويتر- تم تحديد رفض واسع للانتخابات كما وجد الباحثون.

تتميز بعض المزاعم التي تنشر معلومات مضللة حول الانتخابات الإسبانية بالانتشار الواسع والمتزايد. حدد باحثو مؤسسة "ريست" 88 حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي  لديها أكثر من 14 مليون متابع، نشرت بشكل متكرر محتوى متطرفًا في إسبانيا. شوهدت المنشورات التي تم وضع علامة عليها لاحتوائها نظريات الكراهية أو المؤامرة الانتخابية ما يقرب من 100 مليون مرة منذ يناير.

خلص الباحثون في مؤسسة "ريست"  إلى أن "مزاعم تزوير الانتخابات التي تقوض الثقة في العمليات الديمقراطية والتي هيمنت أيضًا على الانتخابات الإقليمية في إسبانيا  تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي".

عندما يتعلق الأمر بتحديد الادعاءات الكاذبة وإزالتها، فقد تميز تصرف المنصات بعدم التناسق، فقد "يتم تصنيف أو إزالة  نظريات المؤامرة أو الادعاءات المضللة حول الانتخابات من منصة واحدة مثلا وتركها على منصة أخرى".