استقبل السفير الأميركي في بكين وفدًا من الكونغرس يضم نوابًا من الحزبين، مؤكداً أن الزيارة تمثل خطوة محورية لإدارة وتطوير العلاقات مع الصين وسط خلافات حول التجارة والتكنولوجيا وتايوان.
وصل إلى العاصمة الصينية بكين وفدٌ من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، يضم ممثلين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لإجراء محادثات رسمية مع كبار المسؤولين الصينيين.
وتأتي الزيارة في إطار جهود متزايدة من الجانبين لتثبيت العلاقات الثنائية وخفض حدة التوترات المتصاعدة بين البلدين، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ عام 2019.
ووفقًا لتقرير إعلامي مشترك أصدرته السفارة الأمريكية في الصين، من المقرر أن يلتقي الوفد مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في قاعة الشعب الكبرى، في لقاء يُتوقع أن يتناول ملفات حساسة ومتشابكة، تتراوح بين الخلافات التجارية، والقيود الأمريكية على تصدير رقائق أشباه الموصلات، وملف ملكية تطبيق "تيك توك"، فضلًا عن الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، والقضايا المتعلقة بتايوان، التي تعتبرها بكين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
وقال سفير الولايات المتحدة لدى الصين ديفيد بيرديو في منشور له على منصة "إكس": يسعدنا استقبال النواب الأمريكيين آدم سميث، وباومغارتنر، ورو كانا، وهولاهان في الصين، في أول زيارة لوفد من مجلس النواب منذ عام 2019، حيث يلعب هذا الفريق الحزبي المشترك دورًا محوريًا في إدارة وتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وتأتي الزيارة، في أعقاب مكالمة هاتفية جرت يوم الجمعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
ووصف ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال" يوم الجمعة، المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الصيني بأنها "مثمرة للغاية وجيدة جدًا"، مؤكدًا أن الجانبين أحرزا تقدمًا ملموسًا في عدد من الملفات الحيوية، شملت التجارة، ومكافحة الفنتانيل، والجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فضلًا عن التوصل إلى اتفاق بشأن تطبيق "تيك توك".
وأعلن ترامب، خلال المنشور نفسه، عن ترتيبات لقاءات قادمة بينه وبين الرئيس شي، تشمل حضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية، وزيارة رسمية سيقوم بها إلى الصين في أوائل العام المقبل، مقابل زيارة مماثلة مرتقبة للرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق يُتفق عليه لاحقًا.
ويرأس الوفد الأمريكي النائب الديمقراطي آدم سميث، وهو رئيس سابق وعضو بارز حالي في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، التي تشرف على وزارة الدفاع الأمريكية والقوات المسلحة.
وفي تصريح لشبكة NBC News بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر، شدد سميث على أهمية فتح قنوات الحوار مع بكين، قائلاً: "مجرد التحدث مع الصين لا يعني تأييد كل ما تفعله. الصين دولة كبيرة وقوية، ونحن دولة كبيرة وقوية، مضيفا :" أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث عن ذلك".
وفي وقت سابق، أجرى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغست أول محادثة هاتفية له مع نظيره الصيني الجنرال دونغ جون، أكد خلالها أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى الصراع مع الصين"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن واشنطن "ستحمي مصالحها الحيوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، في إشارة واضحة إلى أن الحوار لا يعني التنازل عن المواقف الاستراتيجية.
وتأتي هذا التطور في ظل تصاعد الخلافات التجارية بين البلدين، بدأته إدارة ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، لترد بكين بإجراءات مماثلة، من بينها فرض رسوم إضافية وتعليق صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وكان الطرفان قد توصلا في يوليو الماضي، خلال جولة مفاوضات في ستوكهولم، إلى هدنة تجارية مدتها 90 يومًا، تضمنت خفض الرسوم واستئناف صادرات المعادن النادرة.