اعتبر سيب شيلهورن من وزارة الخارجية النمساوية أن الدعوات إلى المقاطعة "غبية ولا طائل منها"، بينما اتهمت ألمانيا الدول الداعية للمقاطعة بـ"تسييس حدث ثقافي".
تجد النمسا نفسها أمام تحدٍّ متصاعد قبل استضافة يوروفيجن 2026، مع اتساع رقعة الدول الأوروبية التي تلوّح بمقاطعة المسابقة في حال السماح لإسرائيل بالمشاركة. ويأتي الاحتجاج على خلفية الموقف السياسي من الحرب في غزة وما ترتب عليها من انقسامات حادة داخل أوروبا.
النمسا تبحث عن “حل وسط”
قال رولاند فايسمان، المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية، إنه يخوض "جهدًا مكثفًا" لإقناع هيئات البث في الدول الأوروبية بالقدوم إلى فيينا في أيار/مايو المقبل. وأضاف: "بصراحة، هذا وقت الدبلوماسية"، مؤكدًا أن الأجواء الحالية تتطلب مفاوضات حساسة.
ويترقب الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون اجتماعه في كانون الأول/ديسمبر، الذي سيُحسم خلاله موضوع مشاركة إسرائيل.
دول تلوّح بالانسحاب
أعلنت إسبانيا رسميًا أنها لن تشارك في يوروفيجن إذا كانت إسرائيل ضمن المنافسة. ووجّهت كل من أيرلندا وسلوفينيا وأيسلندا وهولندا تهديدات مشابهة، فيما تدرس دول أخرى بينها بلجيكا والسويد وفنلندا اتخاذ الموقف نفسه.
في المقابل، اعتبر سيب شيلهورن من وزارة الخارجية النمساوية أن الدعوات إلى المقاطعة "غبية ولا طائل منها"، بينما اتهمت ألمانيا الدول الداعية للمقاطعة بـ"تسييس حدث ثقافي".
ملف الاستبعادات سابقًا
للاتحاد سوابق في هذا المجال، فقد استبعد روسيا عام 2022 بسبب غزو أوكرانيا، وبيلاروس عام 2021 عقب الانتخابات الرئاسية هناك. وتستند بعض الدول إلى هذه الأمثلة للمطالبة بخطوات مشابهة تجاه إسرائيل.
في المقابل، أعلنت رومانيا ومولدوفا وبلغاريا رغبتها في العودة للمنافسة، بينما عبّرت كندا عن اهتمامها بالمشاركة لأول مرة.
نتائج 2025 والاستضافة الحالية
اجتذبت نسخة يوروفيجن 2025 في بازل السويسرية حوالي 166 مليون مشاهد من 37 دولة. وفاز النمساوي جيه جيه (يوهانس بيتش) عن أغنيته "Wasted Love"، ما منح النمسا حق استضافة النسخة السبعين.
وجاءت إسرائيل في المركز الثاني عبر الفنانة يوفال رافائيل، وهي ناجية من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما جعل مشاركتها محطّ نقاش واسع.
ترقّب لقرار ديسمبر
ومع ازدياد الضغوط وتنامي التخوفات من انسحابات جماعية، تبدو يوروفيجن 2026 مقبلة على اختبار صعب. وسيكون قرار الاتحاد الشهر المقبل حاسمًا في تحديد ما إذا كانت المسابقة ستحافظ على طابعها الجامع أم ستدخل في واحدة من أكبر أزماتها.