دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على حوالي 60 شريكًا تجاريًا لواشنطن حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء، وتهاوت معها البورصات العالمية بعد أن لاحت الحرب التجارية في الأفق كأمر حتمي لا تُعرف نهايته، لا سيما مع بكين التي كان لها "حصة الأسد" من رسوم ترامب الجمركية.
تتصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي في ظل التراجع الحاد الذي تشهده الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر نيكي الياباني (.N225) بأكثر من 3%، ووصلت عملة كوريا الجنوبية إلى أدنى مستوى لها في 16 عامًا، بعدما سجلت السندات الحكومية خسائر فادحة عقب لجوء المستثمرين إلى السيولة النقدية كملاذ آمن.
أما في "وول ستريت"، فتستمر العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في النزيف لليوم الخامس على التوالي مع هروب رجال الأعمال من الأسواق الأمريكية، خاصة بعدما زكّى الزعيم الجمهوري مخاوفهم بقوله إن الرسوم الجمركية "ستكون دائمة".
ولربما لم تُخطئ صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عندما قالت قبل وقت ليس ببعيد إن الرئيس الأمريكي متأثّر بأسلوب صديقه مايك تايسون في الملاكمة، فهو "يضرب أولًا ثمّ يفاوض". وقد أكّد ترامب بنفسه على تلك الفكرة عندما قال إنّ سياساته التجارية "ستضغط على العديد من قادة الدول" لطلب المفاوضات.
وأوضح ترامب في فعالية خلال البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء: "لدينا العديد من الدول الراغبة في إبرام صفقات"، مشيرًا إلى أن بكين قد تكون إحدى هذه الدول.
وكانت التعريفات الشاملة بنسبة 10% التي فرضها الرئيس البالغ 78 عامًا على جميع الواردات من الدول قد بدأت يوم السبت.
أما الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية "المتبادلة"، فدخلت حيز التنفيذ صباح الأربعاء عند الساعة 12:01 بالتوقيت المحلي، مستهدفة الدول التي "تستغل" أمريكا، وفقًا لما قاله ترامب.
وتشمل تلك القائمة حلفاء البيت الأبيض، كالاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان.
وسرعان ما تكدست في "بريد البيت الأبيض" طلبات اللقاء، حيث أعلنت سيول رغبتها في التفاوض مع الرئيس الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية، وحصلت على رضاه بعدما وعدت أنها لن تلجأ إلى الصين للتخفيف من تبعات الأزمة.
وتجاوب ترامب معها ومع طوكيو بتحديد موعد للتفاوض، فيما وردت أنباء عن زيارة قريبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى واشنطن الأسبوع المقبل.
وفي ذات السياق، يستعد نائب رئيس وزراء فيتنام لإجراء محادثات مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
أما الصين، التي ضاعف لها ترامب العذاب بفرض رسوم بنسبة 104% على سلعها، عوضًا عن 54% كما كان مقررًا الأسبوع الماضي، فأعلنت أنها "ستقاتل حتى النهاية"، مشيرة إلى عدم الرضوخ لسياسات واشنطن التي وصفتها بـ"الاستفزازية".
وجمعت الدولة الآسيوية شملها مع تعهد كبار المستثمرين بالعمل معًا لتحسين الاقتصاد، وإبقاء سور البلاد عاليًا وعظيمًا.