ضرب زلزال قوي غرب تركيا، مساء الاثنين، ما أدى إلى انهيار ثلاثة مبانٍ على الأقل كانت قد تضررت في زلزال سابق، فيما أكدت السلطات عدم تسجيل أي وفيات.
قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إن الزلزال، الذي بلغت قوته 6.1 درجات على مقياس ريختر، تمركز في بلدة سندرغي التابعة لولاية باليكسير، ووقع عند الساعة 22:48 بالتوقيت المحلي (19:48 بتوقيت غرينتش)، على عمق بلغ نحو 6 كيلومترات.
وشعر به سكان إسطنبول وعدة ولايات مجاورة، منها بورصة ومانيسا وإزمير، فيما تلت الهزة الرئيسية سلسلة من الهزات الارتدادية التي بثت مزيدًا من الخوف بين السكان.
وبثّ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة توثّق انهيار المباني والأضرار الواسعة التي لحقت بمناطق قريبة من مركز الزلزال.
انهيارات محدودة وذعر في الشوارع
أوضح قائمقام قضاء سندرغي دوغوكان كوينجو لوكالة "الأناضول" الرسمية أن التقييمات الميدانية لا تزال مستمرة، مؤكدًا عدم تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن. وأفادت قناة "هابر تورك" بأن العديد من السكان فضلوا البقاء في العراء خشية وقوع هزات إضافية، فيما لجأ آخرون إلى سياراتهم أو الملاجئ المؤقتة.
بدوره، قال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إن ثلاثة مبانٍ غير مأهولة ومتجرًا من طابقين انهارت في بلدة سندرغي، مشيرًا إلى أن جميعها كانت متضررة من زلزال سابق. وأضاف أن شخصين نُقلا إلى المستشفى بعد إصابتهما جراء السقوط أثناء محاولتهما الهرب من منازلهما بسبب الذعر.
وأكد أن السلطات فتحت المساجد والصالات الرياضية والمدارس أمام السكان لإيوائهم مؤقتًا، مشيرًا إلى أن المدارس في جميع أنحاء ولاية باليكسير ستُعلق ليوم واحد حرصًا على السلامة العامة. وأضاف أن مراكز الطوارئ (112) تلقّت 504 بلاغات عقب الزلزال، بينها 25 بلاغًا تتعلق بأضرار هيكلية، لافتًا إلى أن الفرق الميدانية تقيّم كل حالة بشكل منفصل.
ساعات من الخوف والترقب
عاش سكان باليكسير ساعات طويلة من القلق والترقب في العراء، وروت قصص الأهالي حجم الخوف الذي ساد البلدة بعد الزلزال. قالت أمينة بايكر، وهي من سكان باليكسير: "حصل ذلك بشكل فجائي. كنت أنا وزوجي في المطبخ حين بدأت الأرض تهتز. خرجنا مسرعين إلى الخارج وسط المطر، واتجهنا إلى ساحة السوق لنكون في مكان آمن".
وبينما كانت أمينة تحاول استيعاب الصدمة، اختار كثيرون، مثلها، البقاء خارج منازلهم تحسبًا لهزات جديدة. من بينهم أحد السكان الذي لم يُذكر اسمه، يتحدث عن تجربته بالقول: "خرجنا جميعًا نحن والأطفال وها نحن ننام في السيارة. خرجت حافي القدمين ولم أستطع العودة حتى الآن. نذهب أحيانًا إلى الجهة المقابلة من الشارع لنشرب بعض الشاي أو الحساء. لا نملك سوى الصبر والامتنان أننا ما زلنا بخير".
تركيا على خط الزلازل
تعرضت بلدة سندرغي في آب/ أغسطس الماضي لهزة مماثلة بلغت قوتها 6.1 درجات، أسفرت حينها عن مقتل شخص وإصابة العشرات، ومنذ ذلك الوقت تشهد المنطقة نشاطًا زلزاليًا متكررًا.
وتقع تركيا على واحدة من أكثر خطوط الصدع الزلزالية نشاطًا في العالم، ما يجعلها عرضة لهزات مستمرة. وفي عام 2023، تسبب زلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجات بمقتل أكثر من 53 ألف شخص في تركيا، وتدمير أو تضرر مئات آلاف المباني في 11 ولاية جنوبية وشرقية، إلى جانب مقتل ستة آلاف شخص في شمال سوريا المجاورة