إيطاليا تحظر شات جي بي تي.. فهل تحذو الدول الأوروبية الأخرى حذوها؟

اعلان

أصبحت إيطاليا أول دولة غربية تحظر برنامج شات جي بي تي، وهو برنامج الدردشة الآلية المدعوم بالذكاء الاصطناعي AI. 

وقد أكدت هيئة مراقبة حماية البيانات في إيطاليا أنها فتحت تحقيقًا ضد شركة "أوبن أيه آي"، الشركة التي تقف وراء برنامج الدردشة الآلية بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات بعد الحديث عن انتهاك البرنامج لقواعد الخصوصية وجمع البيانات بصورة غير قانونية.

يمكن لبرنامج شات جي بي تي الإجابة إلى حد كبير على أي أسئلة واجتياز أي نوع من وحتى تشفير المواقع الإلكترونية. وتمّ استخدامه من قبل مئات ملايين الأشخاص منذ إطلاقه في نوفمبر-تشرين الثاني 2022، مما يجعله التطبيق الأسرع نمواً في التاريخ، وفقًا لدراسة أجرتها "يو بي إس".

وعلى ما يبدو، فقد تزايدت المخاوف بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي بما في ذلك تهديده بالقضاء على العديد من الوظائف ونشر المعلومات المضللة.

الأسبوع الماضي، دعت شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا، على غرار رئيس منصة تويتر إيلون ماسك، لتعليق هذه الأنواع من أنظمة الذكاء الاصطناعي وسط مخاوف من أن السباق لتطويرها أصبح خارج نطاق السيطرة.

هل ستتبع الدول الأخرى حذو إيطاليا وتحظر شات جي بي تي؟

بعد قرار إيطاليا بتقييد الوصول إلى تطبيق" شات بوت"، دعت منظمة المستهلك الأوروبية جميع السلطات للتحقيق في جميع روبوتات الدردشة الرئيسية للذكاء الاصطناعي.

شات جي بي تي، على سبيل المثال، لا يمكن الوصول إليه بالفعل في عدد من البلدان، بما في ذلك الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا. 

وبحسب أورسولا باشل، نائبة مدير منظمة المستهلك الأوروبية: "المستهلكون ليسوا مستعدين لهذه التكنولوجيا. إنهم لا يدركون مدى الخداع الذي قد يكون مظللا". 

وأضافت باشل ليورونيوز: "إنهم لا يدركون أن المعلومات التي يحصلون عليها قد تكون خاطئة. أعتقد أن هذه الحادثة مع شات جي بي تي مهمة للغاية. إنها نوع من نداء إيقاظ الاتحاد الأوروبي لأنه على الرغم من أن المؤسسات الأوروبية كانت تعمل على قانون الذكاء الاصطناعي، لن تكون قابلة للتطبيق لمدة أربع سنوات أخرى. وقد رأينا مدى السرعة التي تتطور بها هذه الأنواع من الأنظمة".

تعكف المفوضية الأوروبية حالياً على مناقشة أول تشريع في العالم بخصوص الذكاء الاصطناعي يسمى قانون الذكاء الاصطناعي. ولكن يبدو أنه قد لا يميل إلى حظر أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفقًا لما ذكرته نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، مارغريت فيستاغر.

وقد كتبت فيستاغر على تويتر: "بغض النظر عن التكنولوجيا التي نستخدمها، علينا أن نستمر في تعزيز حرياتنا وحماية حقوقنا"، وأضافت: "هذا هو السبب في أننا لا ننظم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل ننظم استخدامات الذكاء الاصطناعي. دعونا لا نتخلص في بضع سنوات مما استغرق بناؤه عقودًا".

وفقًا لبي بي سي، قالت لجنة حماية البيانات الأيرلندية ومنظم البيانات في المملكة المتحدة أيضًا إنهما سيبدآن في النظر عن كثب إلى روبوتات الدردشة هذه التي تعمل بالذكاء الاصطناعي خاصةً عندما يتعلق الأمر بحماية البيانات.

أكد المفوض الألماني لحماية البيانات لجريدة "هاندلسبلات" إن ألمانيا يمكن أن تحذو حذو إيطاليا من خلال حظر "شات جي بي تي" بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات. كما تواصل منظمو الخصوصية في فرنسا أيضًا مع نظرائهم الإيطاليين لمعرفة المزيد حول أساس الحظر.

صرح دان مورغان، مدير الشؤون الحكومية الأوروبية في "حماية بطاقات الآداء"، مزود تصنيفات الأمن السيبراني ، ليورونيوز أن هذه الخطوة تشير لأهمية الامتثال التنظيمي لشركات كـ  "أوبن أيه آي" في أوروبا، وقال: "أعتقد أن الآثار الواضحة لذلك هي أنه لا يمكنك تجنب التنظيم إذا كنت تريد العمل في الاتحاد الأوروبي".

"يجب على الشركات إعطاء الأولوية لحماية البيانات الشخصية والامتثال. بغض النظر عن مدى أهمية المنتج ، كما تعلم ، فإن الامتثال للوائح في أوروبا ليس خيارًا إضافيًا".

قالت هيئة الرقابة الإيطالية إن الشركة التي تقف وراء "شات جي بي تي" لديها 20 يومًا لمعالجة مشكلات حماية البيانات أو دفع غرامة قدرها 20 مليون يورو أو ما يصل إلى 4 في المائة من الإيرادات السنوية. وقد أكد الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان على تويتر أن شركة "أوبن إيه آي" كانت تحيل إلى "الحكومة الإيطالية" بشأن هذه القضية. وأضاف "إيطاليا هي إحدى الدول المفضلة بالنسبة لي وأتطلع لزيارتها مرة أخرى".