رغم تزاحم الشركات لتقديم عروضها، لا تزال تساؤلات عديدة تحيط بمشروع "القبة الذهبية"، الذي تُقدّر الحكومة الأميركية تكلفته بنحو 175 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
أعلنت شركة "آبيكس" - وهي شركة ناشئة متخصصة في إنتاج الأقمار الصناعية - عن مشروع جديد طموح يحمل اسم "شادو" أو "الظل"، يمكن أن يكون أول تجربة أمريكية لاعتراض الصواريخ مباشرة من الفضاء.
جاء هذا الإعلان استجابةً لطلب وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي، الذي دعت فيه شركات القطاع الخاص إلى تقديم مقترحات لتصميم نماذج أولية لأنظمة "الاعتراضات الصاروخية الفضائية" (SBIs). وهذه الأنظمة عبارة عن أسلحة مدارية مصممة لاعتراض الصواريخ المعادية وتدميرها أثناء تحليقها في الفضاء.
ويندرج طلب الوزارة ضمن مشروع الدرع الصاروخي المسمى "القبة الذهبية"، الذي اقترحته إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقد لاقى اهتماماً كبيراً من عدة شركات تعاقدت لتطوير هذه التقنية.
عن الشركة
تُعد "آبيكس" إحدى الشركات المهتمة بهذا المشروع، فبالرغم من أن حديثة النشأة، إذ أطلقت أول قمر صناعي لها العام الماضي فقط، إلا أنها حصلت في فبراير على عقد بقيمة 46 مليون دولار من قوات الفضاء الأمريكية، لتسليم عدد غير محدد من الأقمار الصناعية خلال السنوات الست المقبلة.
وتقول "آبيكس" إنها تهدف إلى إرسال أزواج من الصواريخ الاعتراضية على متن إحدى منصاتها التجارية الجاهزة بحلول يونيو 2026. وبعد نشرها في المدار، ستسعى الشركة لاختبار قدرة النظام على التحكم بالصواريخ الاعتراضية وإصدار أوامر الإطلاق.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، إيان سينامون، في بيان: "تأسست آبيكس للتحرك بسرعة، وهذا بالضبط ما تحتاجه أمريكا وحلفاؤها لضمان الفوز في سباق الفضاء الجديد."
وأضاف أن الشركة ستطلق خلال أقل من عام المنصة الحاضنة للاعتراضات الفضائية، التي تُعرف باسم "المخزن المداري" (Orbital Magazine)، والتي ستنشر عدة نماذج أولية من الصواريخ الاعتراضية في المدار.
ومع أنه أكد استعداد الشركة للتعاون الكامل مع إدارة ترامب، إلا أنه قال: "نحن في آبيكس لا ننتظر منحاً أو عقوداً حكومية، بل نطوّر تقنية المخزن المداري على نفقتنا الخاصة ونتحرك بسرعة كبيرة."
كما أشار سينامون إلى أن الهدف يتمثل في إطلاق نموذجين اختباريين لإثبات القدرات الأساسية للمخزن المداري، بصفته منصة متقدمة مصممة لدعم مهام الدفاع الفضائي من الجيل القادم.
سباق الشركات
وليست "آبيكس" وحدها في هذا السباق، فبحسب موقع Ars Technica، تعمل شركة لوكهيد مارتن أيضاً على تطوير التقنية نفسها، وتخطط لإجراء تجربة ميدانية بحلول عام 2028. كما أكد الرئيس التنفيذي جيمس تايكليت خلال مكالمة هذا الأسبوع: "نحن نبني نماذج أولية تشغيلية بالكامل، ليست مجرد نماذج مختبرية أو اختبارات، بل أجهزة حقيقية ستُستخدم في الفضاء أو في الهواء أو عبر نطاقات إطلاق الصواريخ. إنها أجهزة عملية قابلة للإنتاج على نطاق واسع."
وفي ذات السياق، أشارت شركة نورثروب غرومان إلى أنها تجري اختبارات مماثلة، مما يعني أن "آبيكس" تدخل منافسة قوية مع عمالقة صناعة الدفاع الأمريكية.
شكوك حول مشروع القبة الذهبية
رغم تزاحم الشركات لتقديم تجاربها، لا تزال هناك تساؤلات عديدة حول مشروع "القبة الذهبية" الذي تُقدَّر الحكومة الأمريكية تكلفته بـ 175 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
مع ذلك، يفيد تقرير لوكالة بلومبرغ الشهر الماضي، أن التكلفة الفعلية قد تكون أعلى بكثير، حيث قدّر محللو معهد American Enterprise Institute أنها قد تتراوح بين 252 مليار دولار و3.6 تريليون دولار خلال العقدين المقبلين.
من الناحية التقنية، يؤكد سينامون أن التكنولوجيا الكامنة وراء الاعتراضات الفضائية قابلة للتطبيق، قائلاً: "كل المكونات المطلوبة لجعلها ممكنة موجودة بالفعل - لدينا أقمار صناعية، ومعزّزات، وأنظمة توجيه، وتحكم ناري، وتحديثات أهداف أثناء الطيران، وروابط بين الأقمار." مع ذلك يشير إلى أن دمج هذه المكونات معاً "صعب للغاية".