اضراب ملايين الاوروبيين ضد التقشف: ما الخطأ فيه وهل من بديل؟

ملايين العمال شاركوا في اضرابات عمت جنوب أوروبا احتجاجا على سياسات التقشف.
لم تمر جميع الاضرابات بسلام. الشرطة اعتلقت وفرقت متظاهرين في اسبانيا التي قام اتحادها العمالي باول اضراب منسق مع نظيره في البرتغال. الاضرابات انضم لها ايضا العمال في اليونان وايطاليا وفرنسا وبلجيكا ومالطا، وجاءت في اطار “اليوم الأوروبي للعمل والتضامن”.
الاتحادات العمالية تعترض بشدة على سياسات التقشف، فخفض الانفاق وزيادة الضرائب برايها هي اجراءات عمقت الأزمة الاقتصادية بدلا من التصدي لاثارها.
التقشف دفع البطالة الى مستويات قياسية، لا سيما في دول مثل اليونان واسبانيا، ما صعد الاحتجاجات العمالية.
للحديث عن الاضراب العمالي الموحد، التقت “يورونيوز” الاقتصادي هنري ستردنياك، استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، وعضو في مجموعة بحثية مناوئة للنيوليبرالية.
برأي الخبير الاقتصادي :“سياسات التقشف لا تحل المشاكل التي طرحتها الازمة المالية بل تزيدها سوءا، لان الضغط على الانفاق العام والانفاق الاجتماعي، مع مطالبة العمال بقبول الركود الاقتصادي او حتى خفض الاجور، كل هذا يخفّض الطلب”.
هنري ستردنياك يقول ان التقشف “ليس هو فقط المسؤول عن الركود. من الواضح أن الرأسمالية تمر في أزمة، وقد اختفى ما دفع النمو حتى عام 2007، سواء كان الفقاعات المالية أو الفقاعات العقارية بحسب الابحاث الاستراتيجية التنافسية في المانيا والصين”.
سياسات التقشف برأي الخبير الاقتصادي الفرنسي تزيد سوء “وضع كارثي” موجود مسبقا. أما البديل برأيه فهو “استراتيجية تقود لزيادة التنسيق في اوروبا. هدف ذلك محاربة البطالة، وليس الهدف تخفيض العجز العام. يجب علينا تحفيز النشاط الاقتصادي، دعم الصناعات المبتكرة وسياسات توفير الطاقة”.
ويضيف ستردنياك :“هناك الكثير من الاشياء التي يمكننا فعلها. وبدون شك يجب علينا الانعطاف باتجاه اوروبا اكثر تضامنا من الناحية الاجتماعية تحل بدلا من عقيدة المحافظين الجدد النيوليبرالية”.