كيف يمكن الحد من البطالة طويلة الأمد داخل الإتحاد الأوروبي ؟

كيف يمكن الحد من البطالة طويلة الأمد داخل الإتحاد الأوروبي ؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

هذا الأسبوع، سنتطرق للآثار السلبية للبطالة طويلة الأمد على مستقبل أطفالنا، وعائلاتنا وميزانيات بلداننا.

هذا الأسبوع، سنتطرق للآثار السلبية للبطالة طويلة الأمد على مستقبل أطفالنا، وعائلاتنا وميزانيات بلداننا.

في السويد سوف نكتشف كيف تم من خلال سلسلة من التدابير،الحفاظ على مستوى منخفض من نسبة هذه الفئة من العاطلين عن العمل على الرغم من توافد المهاجرين من جميع أنحاء العالم.

توصيات الإتحاد الأوروبي

تخيلوا أن يكون جميع المارة في شوارع ستوكهولم هم من العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة. 50٪ منهم بلا عمل منذ عام تقريبا.بالنسبة للثلثين منهم هذه المدة تتجاوز السنتين. عشرة ملايين وخمس مائة ألف شخص في أوروبا يعانون من هذه الوضعية لذا تم وضع خطة عمل على مستوى الاتحاد الأوروبي.
نرى في هذه الفقرة، شرحا مبسطا لأهم التوصيات الصادرة عنها.

http://eur-lex.europa.eu/legal-content/FR/TXT/PDF/؟uri=CELEX:32016H0220(01)&from=EN

عاطل عن العمل من أصل خمسة، يفشل في الحصول على وظيفة.73% فقط من هذه الفئة مسجلون لدى وكالات التوظيف المخصصة. الحواجز تتزايد خصوصا بسبب الدعم غير الكافي من أرباب العمل.

التدابير التي يجب إتخادها
لإبطاء هذا التزايد السريع، يعتبر الاقتراح الجديد للاتحاد الأوروبي أن الحفاظ على العاطلين منذ مدة طويلة في لعبة البحث عن العمل يمر عبر تقديم متابعة شخصية من طرف خدمات التوظيف. سيمكنهم بذلك تسجيل نقاط إضافية بفضل اتفاق الإدماج المهني.

يجب علينا دعمهم في بحثهم عن العمل وتقديم دورات تدريبية وتقديم الدعم من أجل السكن ورعاية الأطفال والنقل والإرشاد الفردي.
إشراك أرباب العمل أمر ضروري، الضغط على زر واحد عن طريق الخدمات المخصصة، سيجعل الفوز أسهل.

ما نراه في معظم البلدان الأوروبية هو أن 20%فقط من التدابير من أجل خلق فرص العمل تخص العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة هذا رغم أعدادهم المرتفعة.
الدول تركز نفقاتها على برامج الأشغال العامة ولا تشجع بما فيه الكفاية أرباب العمل على توظيف هؤلاء الناس. في هذه الحالة، كيف سيجدون طريقهم إلى العمل؟

التجربة السلوفاكية

سلوفاكيا تشهد نموا قويا يتجاوز 3٪ ونسبة البطالة فيها اقل من معدل منطقة اليورو: حيث تصل إلى 9.4٪
ولكن هنا،أكثر من 60٪ من العاطلين عن العمل لم يشغلوا اي وظيفة منذ أكثر من عام.
هذا الوضع يمكن تفسيره من خلال العولمة والتطورات التكنولوجية.

هذا ما يؤكده رادوفان سيهوفيتش، بحث عن العمل منذ مدة طويلة” : لقد عملت في مجال الاتصالات. مع التقدم التكنولوجي، تم تخفيض عدد الموظفين.لذا تمت إقالتي.”

و تضيف إيلينورا أبرانوفا، عاطلة عن العمل تجاوزت الخمسين: “لسوء الحظ، انا ابحث عن العمل في قطاع أغلب العاملين فيه من الرجال. أرباب الشركات يفضلون توظيف رجل حبذا لو كان أصغر سنا.”

لمعالجة هذه المشكلة، خفضت الحكومة السلوفاكية الضرائب على الأجور المنخفضة. منحت العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة مساعدات من أجل الحصول على وظيفة وأعادت تنظيم الخدمات الوطنية المخصصة للتوظيف.

كما تم تشكيل لجان داخل كل قطاع إقتصادي لتقييم المهارات المطلوبة.

حيث يقول بارنيسلاف آندروس، وزير الشغل السلوفاكي: “لا يمكننا حل مشكلة البطالة الطويلة الأمد دون تعاون وثيق مع أرباب العمل لأنهم هم الذين يوظفون وبالتالي، يجب أن نستمع إليهم ومعرفة ما يريدون ما هو الموظف المثالي أو المهارات التي يبحثون عنها.” جيوفاني ماجي صحفي يورونيوز :
“البطالة منذ مدة طويلة تمس أوروبا بأكملها. في العديد من البلدان، أكثر من نصف العاطلين عن العمل لم يشغلوا اية وظيفة منذ أكثر من عام هذا واحد من العوامل التي تفسر تزايد الفقر منذ بداية الأزمة الاقتصادية.”

هذا المهندس الإسباني الشاب هو واحد من العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة والذين وجدوا فرص عمل في سلوفاكيا. في بلاده، ما يقرب من نصف العاطلين عن العمل هم في هذه الفئة.

ويقول إيفان إيسكالانت لوبيز، مهندس صناعي : “هناك العديد من المرشحين لشغل وظيفة لذا يجب أن تبرزمؤهلاتك، أن تتميز عن الآخرين وأن تقنع الشخص الذي يقرأ سيرتك الذاتية بانك الشخص المناسب له”.
كل صباح نستيقظ ونقول : “اليوم سوف أجد عملا”. يسعى المرء، ويكرر المحاولات وأخيرا،سلوفاكيا فتحت لي أبوابها وقبلت وها أنا اليوم هنا.”

الحصول على وظيفة هي بالطبع مسألة مثابرة شخصية، ولكن هي ايضا مسألة توافق بينمؤهلات وعمل، وتنسيق بين السياسات واحتياجات أرباب العمل.

التجربة السويدية

البرامج التي تتبعها السويد من اجل خلق فرص العمل تعتبر مثالا ناجحا، وهذا رغم تزايد عدد سكان البلاد بشكل كبير http://www.scb.se/en_/Finding-statistics/Statistics-by-subject-area/Population/Population-composition/Population-statistics/Aktuell-Pong/25795/Behallare-for-Press/399296/ مكافحة البطالة هو اكبر تحدي بالنسبة لإيلفا جوهانسون، وزيرة الشغل السويدية.

يورونيوز:
“ما هي السياسات التي نجحت في الماضي وما هي تلك التي إضطررتم إلى تغييرها؟”

إيلفا جوهانسون : “عندما تكون وزيرا سويديا أنت معتاد على القول بأنه لدينا نظام يعمل بشكل جيد، ولكن عندما يتعلق الأمر بمساعدة الوافدين الجدد على الاندماج في سوق العمل، في الواقع، هناك نقص في النظام. لذلك يجب علينا تبني استراتيجيات جديدة بالتوازي مع إدارة موجات المهاجرين التي وصلت إلى بلدنا في العام الماضي، وعدد كبير جدا من الناس يبحثون عن العمل اليوم. سياسة التعليم هي جزء مهم من الحل : يتم ذلك من خلال التعليم والتكوين التكميلي والتكوين داخل العمل… علينا الجمع بين هذه التدابير لتسريع الاندماج في سوق العمل. والنقطة الأساسية الثانية هي إشراك الشركاء الاجتماعيين وخاصة النقابات. وهذا أمر مهم جدا، وهو تقليد قديم هنا.” يورونيوز:
“هل تعتقدين انه على سوقي الإسكان والعمل التطور مستقبلا؟”

إيلفا جوهانسون : سوق العمل ليست منظمة بالشكل الذي يمكن أن نتصوره فهي منظمة من قبل الشركاء الاجتماعيين، لذا فهناك مرونة ولكن سوق الإسكان بحاجة إلى إصلاحات كبيرة الحكومة تعمل على ذلك. يورونيوز:
“ما هي الأفكار الجديدة التي يمكن تطبيقها لمواكبة تزايد طلبات العمل بسبب توافد المهاجرين؟”

إيلفا جوهانسون : على سبيل المثال، يمكن توفير الموارد المالية للأشخاص البالغين الذين لديهم مستوى دراسي منخفض لتمويل تعليمهم دون الحاجة إلى اقتراض المال، يمكنهم الحصول على الأموال مباشرة من الدولة حتى يتمكنوا من الوصول إلى مستوى يعادل نهاية التعليم الابتدائي أو الثانوي. أما المبادرة الثانية فهي مساعدة الناس على تعلم السياقة لأنه أحيانا يكون أساسيا أن تتوفر على رخصة السياقة من أجل الحصول على وظيفة. لذلك سنحاول العثور على نظام لمساعدة الناس على تمويل رخصة السياقة. يورونيوز:
“بماذا تنصحين زملائك وزراء الشغل في جميع أنحاء أوروبا؟”

إيلفا جوهانسون :
نحن نعيش في عالم فيه أناس كثيرون فروا من الجحيم. يجب علينا أن نأخذ نصيبنا من المسؤولية، وهذا أعتقد أنه أهم شيء علينا القيام به.
ربما يجب علينا القيام ببعض الإصلاحات في سوق العمل..
بالنسبة للسويد، على سبيل المثال، لدينا أعلى معدل توظيف في الاتحاد الأوروبي – وذلك منذ سنوات عديدة -. ومن المؤكد أن الوضع جيد إلى حد ما في سوق العمل لدينا.
لذلك يجب علينا التأكد من أننا لا ندمر الأشياء التي تعمل بشكل جيد. نحن بحاجة للإصلاحات التي تركز على أولئك الذين لديهم احتياجات معينة و أن نكون حذرين من الإصلاحات التي يمكن ان تقلب سوق العمل ككل.”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية وخطته الجديدة لتمويل المشاريع

هل ستخلق الروبوتات الوظائف أم ستدمرها؟

أوروبا : كيفية التغلب على عدم المساواة في الأجور؟