حلحلة الأزمة الليبية على سلم أولويات فرنسا

Access to the comments محادثة
بقلم:  Adel Dellal  مع REUTERS
حلحلة الأزمة الليبية على سلم أولويات فرنسا

خلال الزيارة التي قادته إلى ليبيا أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أنّ بلاده تدعم فكرة التوصل على اتفاق اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار إلى البلاد.

وتسعى فرنسا إلى جانب حكومات غربية أخرى، تتخوف من تنامي نشاط المتشددين الإٍسلاميين ومهربي البشر في ظل الفوضى الليبية، إلى إبرام اتفاق أشمل تدعمه الأمم المتحدة لتوحيد ليبيا وإنهاء الاضطرابات التي أضعفت البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.

واجتمع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في طرابلس مع فايز السراج ويعتزم إجراء محادثات مع عبد الرحمن السويحلي وهو سياسي مرتبط ببعض من خصوم حفتر ويرأس برلمانا في العاصمة.


كما ترددت أنباء عن زيارة لودريان إلى مصراتة مسقط رأس السويحلي وقاعدة المعارضة للقائد العسكري خليفة حفتر قبل أن توجهه إلى بنغازي للاجتماع مع حفتر ثم إلى طبرق حيث يلتقي برئيس برلمان شرق ليبيا المتحالف معه.

وأشارت مصادر دبلوماسية فرنسية إلى أنّ رئيس الديبلوماسية الفرنسية يسعى إلى تعزيز الاتفاق الذي سبق وان توصل إليه حفتر والسراج من خلال إقناع الأطراف التي لم توجه لها الدعوة الشهر الماضي بدعمه.

وكان رئيس الوزراء الليبي فائز السراج والقائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر قد وقعا في فرنسا خلال شهر يوليو-تموز الماضي اتفاقا مشروطا لوقف إطلاق النار، والعمل على إجراء انتخابات في 2018 لكن الاتفاق لم يشمل فصائل كبيرة أخرى.

وتتسق زيارة وزير الخارجية مع مساعي الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون لتعميق دور فرنسا في توحيد الفصائل الليبية على أمل التصدي لعنف المتشددين وتخفيف أزمة المهاجرين نحو أوربا، وضمان العدالة لجميع الأطراف في ليبيا ما يضع الأسس لإجراء انتخابات وإرساء الاستقرار في ليبيا لمصلحة جميع الليبيين.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أنّ: “وجود ليبيا موحدة ومؤسسات فاعلة هو الشرط لتفادي خطر الإرهابيين على الأمد البعيد“، مضيفا أنّ: “اتفاق باريس يهدف إلى دعم الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة لإنشاء حكومة وحدة وطنية”.


وأكدت مصادر ديبلوماسية أنّ زيارة لودريان على ليبيا تتفق مع جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا غسان سلامة لإعلان خارطة طريق لإجراء الانتخابات خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي سياق متصل أعلنت الخارجية الفرنسية عن قرب عودة سفارتها للعمل من العاصمة طرابلس، وهو ما أكده لودريان خلال لقائه مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وأعلن لودريان خلال هذا اللقاء عن تقديم بلاده مبلغ مليون يورو لصندوق دعم الاستقرار الذي يعمل تحت إشراف الأمم المتحدة لدعم مشاريع خدماتية في ليبيا.

زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى ليبيا شددت على أنّ الاتفاق السياسي هو الأرضية المشتركة التي يجب أن ينطلق منها العمل السياسي وصولا إلى الانتخابات المرتقبة في ليبيا، وفي هذا الشأن أكد السراج على ضرورة وضع إطار زمني لتحقيق ذلك من خلال خارطة طريق دعا فيها إلى ضرورة العودة إلى الشعب ليفصل في الأمر من خلال صناديق الاقتراع.


ويعتبر خبراء الشأن الليبي أنّ البلاد بحاجة إلى إقرار دستور أو قانون جديد للانتخابات قبل إجرائها، وهي مهمة في غاية الصعوبة في بلد يعاني انقسام مؤسساته، كما تنطوي عملية تنظيم الانتخابات على تحديات لوجيستية وأمنية كبيرة.

وسبق أن فشلت محاولات غربية للوساطة من أجل إبرام اتفاقات بسبب الصراعات السياسية بين الفصائل والكتائب المسلحة التي تتنافس على السلطة خاصة وأنّ حكومة السراج تواجه حكومة السراج صعوبة لبسط سيطرتها كما أن مجلسها الرئاسي منقسم ويرفض حفتر قبول شرعية هذه الحكومة ويحقق مكاسب ميدانية بمساعدة حليفتيه مصر والإمارات.