الصين تعلّق العديد من النشاطات بسبب أشغال مؤتمر الحزب الشيوعي

Access to the comments محادثة
بقلم:  Adel Dellal
الصين تعلّق العديد من النشاطات بسبب أشغال مؤتمر الحزب الشيوعي

في إطار التحضير لأشغال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني تمّ تعليق العديد من النشاطات في العاصمة الصينية بكين على غرار أشغال ورشات تجديد المنازل والقاعات الرياضية ودور الحضانة والمدارس الخاصة بالأطفال وأنشطة الطيران النموذجية وغيرها من الأنشطة الترفيهية. القرار نابع من خشية السلطات الصينية من وقوع حوادث قد تؤدي إلى تعطيل هذا الحدث السياسي الكبير والذي من المقرر أن يمهد الطريق أمام الرئيس شي جين بينغ لحكم البلاد لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل، لا يوجد أي نشاط صغير جدا من الهروب من التدقيق من المسؤولين عن ضمان وقوع الحدث دون عقبة.

وخلال أشغال المؤتمر التاسع عشر للحزب التي ستنطلق هذا الأربعاء سيعمل الرئيس الصيني شي جين بينغ أولاً على ترسيخ فكره السياسي في ميثاق الحزب، وربما قد يدفع بالمزيد من الأصدقاء في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، والتي تعتبر الهيئة العليا الحاكمة.


وقد قامت السلطات الصينية بتأمين محيط قاعة الشعب الكبرى حيث سيجتمع كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي من خلال غلق جميع المراكز والمؤسسات والشركات والمدارس والقاعات الرياضية والتي تشهد في العادة نشاطا أو حضورا جماهيريا أو شعبيا خلال مدة انعقاد المؤتمر.

وكجزء من الاجراءات الأمنية الشاملة التي تمّ اتخاذها في جميع أنحاء العاصمة بكين، طلب من هواة الطائرات النموذجية في العاصمة ومحيطها تعليق هوايتهم خلال أشغال المؤتمر، وتمتدّ منطقة الحظر على مسافة 200 كيلومتر تقريبا حيث تشمل حدود مقاطعتي هيبيي وتيانجين، وعلى هذا الأساس تمّ تعليق مبيعات الطائرات النموذجية إلى ما بعد انتهاء أشغال المؤتمر.
يشار إلى أنّ مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني لا يُعقد إلاّ مرة واحدة كل خمس سنوات بهدف تقرير القيادة المستقبلية لثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد تمّ تنظيم آخر مؤتمر للحزب في العام 2012، وهو المؤتمر الذي منح للرئيس الصيني تشي جين بينغ الفرصة لتثبيت رؤيته وأفكاره في البلاد.



والحزب الشيوعي الصيني في ظل قيادة الرئيس شي جين بينغ هو من يسيطر بقوة على توجه البلاد، وقد أثار الرئيس الحالي على مدار السنوات الخمس منذ توليه مقاليد الحكم دهشة وتعجب المراقبين، حيث حظي، على حد سواء، بإعجاب وازدراء القادة الأجانب بسبب قدرته على تعزيز سلطته بسرعة.

وتمكن شي جين بينغ من تولي المسؤولية في مختلف القطاعات الاقتصادية حيث جرّد مجلس الدولة ورئيس الوزراء من السلطة من خلال حملته الكاسحة لمكافحة الفساد التي عاقبت حوالى مليون ونصف المليون مسؤول سواء في صفوف المسؤولين رفيعي المستوى في الحزب أو مسؤولي الرتب البيروقراطية.

كما تمكن شي جين بينغ من التخلص من المعارضين السياسيين وتفكيك الفصائل القديمة داخل الحزب الشيوعي وإنشاء تكتلات خاصة به، حيث قام بالدفع بالزملاء والأصدقاء القدامى في كل المؤسسات. وأبرز مثال على هذا ما حدث لسون سو كاي، سكرتير الحزب السابق في تشونغ تشينغ، الذي كان يعتبر الرئيس المقبل بعد شي جين بيغ، وقد تمّ إخضاعه للتحقيق بتهم ارتكاب انتهاكات خطيرة للانضباط، وقد تمّ استبداله بأحد المقربين من الرئيس وهو شيه يمن شانت بيار، والذي قد ينضم أيضاً إلى المكتب السياسي للحزب في هذا المؤتمر.