إثيوبيا تستخدم تقنيات التجسس الإسرائيلية لاستهداف المعارضين في الخارج

إثيوبيا تستخدم تقنيات التجسس الإسرائيلية لاستهداف المعارضين في الخارج
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الهجمات الخبيثة، التي يجري شنها منذ عام 2016 وحتى الآن، تم تنفيذها بأدوات مراقبة من إنتاج شركة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية "سايبربيت" وهي شركة تابعة لمقاول الدفاع "إلبيت سيستمز".

اعلان

الحكومة الأثيوبية تضاعف جهودها الرامية إلى مراقبة منتقديها، بمد أذرع الدولة طويلا في كل مكان للعمل على تخريب شخصيات المعارضة ووسائل الإعلام المناهضة.

مراقبة المعارضين بأجهزة إسرائيلية

تقرير جديد نشره مختبر المواطنة في مدرسة "مانك" للشؤون الدولية في جامعة تورونتو، يشير إلى أن الصحفيين المعارضين والمؤسسات الأكاديمية في 20 دولة تسلمت رسائل إلكترونية تحتوي على برامج تجسس تجارية، تطلب الضغط على روابط تتعلق بموقع إريتيري للفيديو أو تحميل برنامج "أدوب فلاش" أو "بي دي إف". فإن فتح المستخدمون الرسالة الإلكترونية سيصبح مشغلو البرنامج التجسسي في إثيوبيا ، قادرين على التحكم وسحب أية معلومات على الجهاز بما في ذلك الرسائل الإلكترونية والملفات الصوتية والفيلمية.

الهجمات الخبيثة، التي يجري شنها منذ عام 2016 وحتى الآن، تم تنفيذها بأدوات مراقبة من إنتاج شركة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية "سايبربيت" وهي شركة تابعة لمقاول الدفاع "إلبيت سيستمز".

استهدف نظام التجسس، المعروف بنظام مراقبة الكومبيوتر، شخصيات معارضة في كندا والولايات المتحدة وألمانيا، جنبا إلى جنب مع الشركات الإريتيرية والوكالات الحكومية إضافة باحث من مخبر المواطنة نفسه.

من خلال تحليلاتهم، أشار المختبر إلى أنها كانت قادرة على رقابة "عروض خارجية عن برامج التجسس في العديد من البلدان الأخرى، حيث أظهر الزعماء ميولا استبدادية و/أو حيث يوجد الفساد السياسي وتحديات المساءلة مثل: نيجيريا والفيليبين ورواندا وأوزبكستان وزامبيا".

رقابة شاملة وعزل عن العالم

رقابة التلفزة والإنترنت في إثيوبيا ليست بالجديدة، حيث تطبق الحكومة آليات رقابة واسعة على مدى سنوات، وخاصة على شبكات الإنترنت. هذا ما يبرر احتكار الدولة لقطاع خدمات الهاتف النقال والإنترنت من خلال شركة "إيثيو تيليكوم".

جهود الرقابة الحالية تتوسع أيضا، ضمن أجواء الخوف والقلق الذي ساد البلاد بعد احتجاجات جماعة "الأورومو" في عامي 2015 و2016. حينما قتلت الحكومة نحو 1000 محتج واعتقلت عشرات الآلاف من الناس خلال عملية تطهير واسعة، انتقدتها منظمات حقوق الإنسان. ورغم وجود ربط ضعيف للإنترنت والاتصالات الخليوية، لكنها قطعت أيضا، الإنترنت وحظرت الكتابة عن الاحتجاجات المعارضة للحكومة على الفيسبوك.

خلال الاحتجاجات تابعت وسائل الإعلام الإثيوبية في الخارج مثل "أوبرايد" و"شبكة أوروميا الإعلامية"، إلقاء اضوء على الأزمة والدفاع عن العدالة الاجتماعية. ورد المسؤولون الأثيوبيون بحظر هذه الشبكات، ووصموها بالتبعية لمنظمات إرهابية. ذكر مختبر المواطنة أن الهجوم الأول، الذي كشفوه، استهدف مدير شبكة أوروميا الإعلامية جاوار محمد.

الأدلة الجديدة تطلق النقاشات حول تصدير برامج التجسس إلى الخارج، وكيف تستخدمها الدول ضد الكيانات التي تعتبرها خطرا سياسيا. أثيوبيا التي تتهم بانتهاك حقوق الإنسان. والحصول على أنظمة المراقبة من "غاما إنترناشيونال فين فيشر" التي مقرها ألمانيا، و"التحكم عن بعد" للقرصنة الإلكترونية والمتواجدة في إيطاليا.

وفي رد على هذه الادعاءات، قالت سايبربيت أنها بصفتها بائع، فإن "هم المشغلون الوحيدون للمنتجات على مسؤوليتهم وحدهم، وهم ملزمون بذلك وفقا لجميع القوانين واللوائح المعمول بها".

تنوع أشكال اختراق إسرائيل للدول والحكومات الإفريقية

بتحريض من إسرائيل بدأت بعض دول منبع النيل المطالبة بالمحاصصة المتساوية في نهر النيل، ومطالبة دول المصب أي مصر والسودان بدفع أثمان مياه نهر النيل . فتاريخ الأطماع الإسرائيلية يعود إلى عام 1974، إذ طرحت تل أبيب مخططا يقضي بنقل مياه نهر النيل إليها ، عبر حفر ست قنوات تمر من تحت قناة السويس لنقل ما يقارب المليار م3 من المياه المصرية سنويا إلى صحراء النقب ، حيث صمم حينها المهندس الإسرائيلي اليشع كيلي مشروعا لمحاولة جلب مياه النيل إلى إسرائيل من خلال توسيع قناة الاسماعيلة ، حتى يزيد معدل تدفق المياه داخلها وسحبها من أسفل قناة السويس ، وإسرائيل طرحت أكثر من مرة قضية مياه نهر النيل وطالبت بحصولها على 10% من مياه النيل أي ما يقارب 8 مليار م3 سنويا لحل مشكلة المياه فيها ، وهي تعمل ومنذ زمن أيضا، على التغلغل بشكل كبير في دول حوض النيل وخاصة ( أوغندا ، تنزانيا، كينيا ،وإثيوبيا).

كما قامت إسرائيل بإعادة تقييم أداء المراكز التدريبية الخاصة في إفريقيا ومنها مركز جبل "كارمل"، الذي ينظم حلقات دراسية للمرأة الإفريقية في ميدان التنمية، ومركز دراسة الاستيطان الذي يوفر تدريبات في البحوث الزراعية والتخطيط الإقليمي، والمركز الزراعي الذي يوفر الخبراء والمساعدة الفنية لتعظيم استخدام الموارد المتاحة، والمعهد الأفروآسيوي للهستدروت والذي يهتم بأنشطة الاتحادات العمالية.

وتطرح إسرائيل نموذجاً مثيرا بالنسبة للدول الإفريقية في ميدان محاصيل الأراضي القاحلة وشبه القاحلة، ويسعى البرنامج الدولي لمحاصيل الأراضي القاحلة في جامعة بن غوريون إلى إقامة مشروعات زراعية في إفريقيا بغرض محاربة التصحر وخلق البيئة المؤاتية للزراعة الدائمة. كما تقوم إسرائيل بتقديم المساعدات والتدريبات الطبية لبعض الدول الأفريقية.

في سنة 2009 عندما كان أفيغدور ليبرمان يقوم بجولته الرسمية في إفريقيا أدلى بتصريح يقول فيه أن زيارته للقارة مهمة جدا لتعزيز وتقوية موقع إسرائيل في المجتمع الدولي. ولكنّ عناصر الإستخبارات الجنوب إفريقية لديهم رؤية مخالفة حيث يقول تقريرهم أنّه " بينما يتحدث ليبرمان مع المسؤولين الأفارقة عن المصالح المشتركة ويعبّر عن قلقه من الجوع ونقص المياه و سوء التغذية و إنتشار الأوبئة التي تهدد دولتهم يمكن إعتبار وعود تل أبيب لهذه الدول ممارسة لسياسة الخداع والسخرية".ويضيف التقرير أنّ "المؤامرات العسكريّة والإقتصادية و الأمنية والسياسية مسّت كل أرجاء إفريقيا تحت غطاء العمل الخيري والمنظمات الإنسانيّة" و أعتبر التقرير أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خاض حربا دبلوماسية للظفر ببعض الأصدقاء في القارة.

دعم الدكتاتوريات بحجة مكافحة الإرهاب

اعلان

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التعاون في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة مثل بوكو حرام وحركة الشباب والمتشددين في سيناء، وذلك في معرض زيارته إلى كينيا لحضور مراسم تنصيب أوهورو كينياتا رئيسا لكينيا لفترة ولاية ثانية.

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التعاون في مواجهة تنظيمات إسلامية مسلحة كجماعة بوكو حرام وحركة الشباب والمتشددين في سيناء.

تصريحات نتنياهو جاءت على هامش زيارته إلى كينيا لحضور مراسم تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، إلا أنه لم يذهب إلى الاستاد الذي شهد مراسم التنصيب بحضور زعماء دول آخرين ومسؤولين حكوميين.

وقال نتنياهو إن هناك داء عضالا ينتشر في العديد من الدول، مشيرا إلى جماعة بوكوحرام المتشددة وحركة الشباب إلى جانب الجهاديين في سيناء، مضيفا أنها تمثل تهديدا للجميع وأنه يمكن التعاون مع الدول الأخرى لمواجهة من وصفهم بالهمجيين وهزيمتهم.

والتقى نتنياهو لاحقا بالرئيس الكيني في مقر إقامته بنيروبي إلى جانب عدد من زعماء الدول، وحثهم على المشاركة في الجهود المبذولة لمواجهة القضايا الأمنية التي تهدد العالم.

اعلان

كان الرئيس الكيني أوهورو كينياتا قد أدى اليمين اليوم الثلاثاء رئيسا لكينيا لفترة ولاية ثانية تستمر لخمسة أعوام منهيا بذلك شهورا من فوضى سياسية عمت البلاد.

تجسس بلا حدود

تتابع إسرائيل تدخلها في شؤون الدول الإفريقية بمختلف الوسائل والذرائع وعلى كافة المستويات، في محاولة دون كلل ولا ملل، لإطباق سيطرتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على هذه الدول في سبيل تحقيق مصلحتها العليا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل يواجه زعيم إثيوبيا المقبل ثورة بعد إعلان حالة الطوارىء؟

شاهد: المسيحيون الأرثودكس في أثيوبيا يحتفلون بعيد "طمقت" المصادف لعيد الغطاس

شاهد: طقوس عيد الميلاد توحّد الإثيوبيين.. ملابس بيضاء وطواف بالشموع وسط الترانيم