قمة تركيا و الاتحاد الأوروبي..الطريق إلى المصالحة؟

اعلان

عقد الاتحاد الأوروبي في مدينة فارنا البلغارية قمة يشوبها التوتر مع تركيا اليوم الاثنين من المتوقع أن يمنح فيها التكتل أنقرة مزيدا من النقود لتمديد اتفاق بشأن اللاجئين السوريين فيما سيحاول الاتحاد تجنب المطالب التركية بتوطيد العلاقات التجارية وإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لأوروبا.

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي إزالة كل العراقيل أمام عضويتها وتؤكد التزامها بعملية الانضمام. وأضاف إردوغان أنه سيناقش أيضا ما تعتبره تركيا تقاعسا من جانب الاتحاد عن الوفاء بتعهداته إزاء اللاجئين السوريين. وستعقد القمة في ميناء فارنا المطل على البحر الأسود.

الحرب السورية وتداعياتها

ومع انتقادات من الاتحاد لما يعتبره تنامي النزعة الديكتاتورية لدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وتدخله في الحرب السورية ترددت بروكسل في قبول عقد القمة.لكن بلغاريا الدولة المضيفة للقمة اعتبرت الاجتماع في فارنا المطلة على البحر الأسود فرصة نادرة للحوار مع دولة لا تزال مرشحة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي على الرغم من توقف المحادثات لسنوات.

ويقول أنتوني تودوروف ، أستاذ العلوم السياسية-جامعة بلغاريا

ما قامت به الحكومة البلغارية ضد المعارضين السياسيين الأتراك يتعارض مع جميع القيم الأوروبية. في بعض الأحيان يتطلب الأمر التصرف بحكمة معتبرة وبمواقف صارمة وإلا فإنه لا يمكننا أن نصبح شركاء فلا أحد يمكن أن يعتبر بمواقف بلغاريا بأنها تؤخذ على محمل الجد و بخاصة في تركيا.

مسألة تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أوروبا.

هذا و استشهد قادة من الاتحاد الأوروبي بأهمية تركيا في حلف شمال الأطلسي في الجناح الجنوبي من أوروبا ودورها أيضا في كبح تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أوروبا.وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "لدى مشاعر متباينة حيال قمة فارنا لأن الاختلافات في الآراء بين الاتحاد الأوروبي وتركيا متعددة". وسيمثل يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك التكتل في القمة مع تركيا. وقال يونكر بعد قمة عقدت على مدى يومين للاتحاد الأوروبي وناقشت الملف التركي "سيكون نقاشا صريحا ومفتوحا لن نخفي فيه خلافاتنا لكن سنسعى فيه لتحسين تعاوننا".

قادة أوروبا دانوا ما وصفوه بتصرفات غير قانونية من جانب تركيا بشأن مكامن الغاز في شرق البحر المتوسط

وفي الاجتماع الذي عقد في بروكسل دان القادة ما وصفوه بتصرفات غير قانونية من جانب تركيا في أزمة بشأن مكامن الغاز في شرق البحر المتوسط مع اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوروبي.وقال عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي إن أنقرة تعتبر القمة "فرصة مهمة لدفع العلاقات قدما" وإنه يتوقع "ذات النهج الإيجابي والبناء من الاتحاد الأوروبي".

فرصة أخيرة

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركي إن إردوغان سيسعى للحصول على مزيد من الأموال للاجئين السوريين وتوثيق التعاون في الاتحاد الجمركي وتحقيق تقدم في إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى أوروبا.ومن المتوقع أن يمنح التكتل تركيا دفعة ثانية قيمتها ثلاثة مليارات يورو (3.7 مليار دولار) للإنفاق على لاجئين سوريين تستضيفهم تركيا بموجب اتفاق مبرم في مارس آذار 2016 لاستقبال اللاجئين الفارين من الحرب.

لكن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قالوا إن دعوة إردوغان إلى فارنا سيكون ثمنها مزيدا من الانتقادات الحادة من قادة التكتل الذين يقولون إن تركيا تتراجع فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان منذ انقلاب فاشل في يوليو تموز 2016.واعتقلت السلطات التركية 50 ألفا من بينهم صحفيون فيما أوقفت عن العمل أو فصلت 150 ألفا آخرين من بينهم معلمون وقضاة وجنود منذ محاولة الانقلاب.وقال رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي "من المحتمل أن يكون الاجتماع في فارنا أحد آخر الفرص للحفاظ على الحوار".

سيتم تناول ملفات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوربي، واتفاقية إعادة قبول المهاجرين، والخطوات المشتركة الواجب اتخاذها في الفترة القادمة، والعلاقات التركية الاوربية في المجال الاقتصادي، والأمني، والتجاري، ومكافحة الإرهاب، والسياسة الخارجية وغيرها فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية ومنها القضية الفلسطينية، والعراق، وسوريا، وليبيا، والبلقان.