تحليل-وقف ألمانيا بيع الأسلحة للسعودية قد يشكل ضغطا على يوروفايتر

تحليل-وقف ألمانيا بيع الأسلحة للسعودية قد يشكل ضغطا على يوروفايتر
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - صورة من أرشيف رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أندريا شلال وسابين سيبولد

برلين (رويترز) - قد يهدد موقف ألمانيا المتشدد بوقف بيع السلاح للسعودية بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي طلبية ضخمة تلقتها شركة يوروفايتر التي تقودها بريطانيا من الرياض وقد تضر بفرص العمل في حوض سفن في شمال شرق ألمانيا.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكثر وضوحا من غيرها من كبار مصدري السلاح مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشأن وقف المبيعات للسعودية حتى تتضح ملابسات قضية خاشقجي وهو موقف قال حليف محافظ بارز إنه قد يؤثر كذلك على طلبيات سابقة جرت الموافقة عليها.

وتراجع برلين حاليا كل المبيعات للسعودية بما فيها عقود أقرت في سبتمبر أيلول للمزيد من زوارق الدوريات التي تنتجها شركة لورسن الخاصة وأربعة نظم رادارات مضادة للصواريخ من طراز كوبرا تنتجها مجموعة شركات تضم تاليس الفرنسية وإيرباص ولوكهيد مارتن الأمريكية.

وأقرت السلطات الألمانية عقود سلاح للسعودية تزيد قيمتها على 400 مليون يورو في الأشهر التسعة الأولى من 2018 لكنها لم تحدد قيمة المعدات التي لم تسلم بعد.

وتمثل صادرات السلاح الألمانية نسبة اثنين بالمئة من إجمالي واردات السلاح السعودية وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة بالصادرات الأمريكية والبريطانية، لكنها تصنع مكونات لعقود صادرات دول أخرى.

وقالت مصادر من قطاع صناعة السلاح إن التأثير الأكبر ربما يكون على اتفاق بقيمة عشرة مليارات جنيه استرليني (12.99 مليار دولار) أبرمته السعودية لشراء 48 طائرة تايفون جديدة من إنتاج يوروفايتر من بريطانيا نظرا إلى أن ثلث مكونات هذه الطائرات يأتي من ألمانيا.

لكن الاتفاق الذي أبرم بمذكرة تفاهم في مارس آذار الماضي لم يستكمل بعد ولا يظهر في البيانات المالية لشركة بي.إيه.إي سيستمز.

ورفضت بي.إيه.إي سيستمز ومسؤولون من مجموعة يوروفايتر ومقرها ألمانيا التعليق على الأمر. ولم ترد وزارة الخارجية البريطانية على الفور على طلب التعليق.

والطلبية السعودية من يوروفايتر، التي يجري الإعداد لها منذ أربع سنوات، تضمن آلاف الوظائف في بي.إيه.إي سيستمز كما تساعد في تمديد انتاج الطائرات المقاتلة الأوروبية لحين بدء إنتاج الجيل الجديد منها المقرر ان يستكمل تصميمه في غضون السنوات القليلة المقبلة.

كما أن السعودية أصبحت إحدى الأسواق التصديرية القليلة المتبقية ليوروفايتر نظرا لخسارتها عقود لصالح شراء طائرات إف-35 التي تنتجها لوكهيد الأمريكية في عطاءات أخرى منها قرار متوقع قريبا من بلجيكا.

* زوارق الدوريات

غير أن ما يثير القلق على الفور هو ثلاث زوارق دوريات تحت الإنشاء حاليا في حوض سفن فولجاست التابع لشركة لورسن في ولاية ميكلينبورج فوربوميرن التي تعاني من نقص السيولة. وقالت مجلة شتيرن إن 300 موظف يعملون في بنائها. وأضافت المجلة إن الطلبية تشمل 33 زورقا في المجمل منها 16 زورقا لم تجر الموافقة عليها بعد.

ورفضت شركة لورسن التعليق على العمل للسعوديين لكنها قالت إنها ستحترم أي قرار سياسي بشأن مصير الزوارق مع تأكيدها على أهمية الطلبية لحوض السفن.

واتخذت المانيا موقفا أكثر تشددا من غيرها من الحلفاء مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فيما يتعلق بمبيعات السلاح للرياض بعد مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول الذي أثار موجة غضب دولي عارمة.

وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقه من أن يدفع وقف بيع السلاح للسعودية، حليفته العربية الرئيسية في مواجهة إيران، الرياض لطلب السلاح من روسيا والصين.

وقال تيم شتوختي المدير التنفيذي لمعهد براندنبرج للمجتمع والأمن إن ألمانيا تواجه معضلة صعبة - فإما أن تتبع ميلها الأخلاقي أو أن تنتهج جدول أعمال لبيع السلاح بدافع المصالح الاقتصادية.

اعلان

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الأربعاء إن مباحثات جارية الآن داخل الحكومة بشأن كيفية التعامل مع صادرات السلاح للسعودية التي تمت الموافقة عليها لكن لم تسلم بعد.

وأضاف ردا على سؤال للصحفيين "فيما يتعلق بمسألة كيفية التعامل مع التصاريح الممنوحة بالفعل أو البضائع التي لم تسلم بعد هناك مباحثات مكثفة داخل الحكومة في الوقت الراهن ويتعين علينا دراسة ذلك بعناية".

ويحكم ميركل جزئيا اتفاق أبرم في مارس آذار 2018 مع شركائها في الائتلاف الحاكم والديمقراطيين الاشتراكيين، يؤكد على حظر السلاح لأي طرف في الحرب الدائرة في اليمن - التي تدخلت فيها قوات تقودها السعودية عام 2015- باستثناء عناصر جرت الموافقة عليها في السابق وأخرى ستبقى لدى البلد المشتري.

وقال شتوختي إن اختلاف الآراء في أوروبا بشأن هذا الأمر يلقي الضوء كذلك على التحديات التي تواجه برنامجا فرنسيا ألمانيا طموحا لتطوير طائرات مقاتلة مستقبلية. وأضاف "طالما لا توجد قواعد أوروبية موحدة لصادرات السلاح سنظل دائما نواجه هذه المشكلة. سيكون من الصعب موازنة سلوك فرنسا وبريطانيا بشأن السلاح مع الضرورات الأخلاقية الألمانية".

اعلان

* ثمن السياسة الخارجية

يقول يان تيشاو الزميل بمركز دراسات صندوق مارشال الألماني إن برلين إذا أوقفت العمل على الطلبية الزوارق السعودية التي جرت الموافقة عليها بالفعل ربما تضطر لتعويض حوض السفن الذي استثمر بكثافة ليتمكن من تنفيذ العمل.

وأضاف "في نهاية المطاف يظل السؤال هو كم ثمن السياسة الخارجية المبدئية" وتابع "إذا ألحقت أضرار بحوض السفن في فولجاست نتيجة تغيير السياسة قد يكلف ذلك مالا. وهذا هو القرار الذي يتعين عليهم اتخاذه".

ويثير منهج ألمانيا الحذر تجاه مبيعات السلاح، الذي يرجع على الأرجح لتاريخها النازي، وخطواتها السابقة لإبطاء الموافقات على الصادرات دهشة دول أوروبية أخرى.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين إن ذلك دفع فرنسا بالفعل للتسويق لأنواع معينة من الأسلحة باعتبارها "فرنسية مئة بالمئة" - أي غير عرضة لتعطيل موردين في دول أخرى.

اعلان

وقال نوربرت روتجن الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية البرلمان لشبكة زد.دي.إف التلفزيونية الألمانية يوم الاثنين إن مصداقية ألمانيا على المحك إذا لم توقف جميع توريدات السلاح للسعودية حتى تحدد المسؤولية في مقتل خاشقجي أو تشهد عواقب وخيمة في السعودية.

لكن خبراء في مجال صناعة السلاح يقولون إن وقف ألمانيا العمل على عقود حيوية لشركائها يثير الشكوك بشأن جدارتها كشريك يعتمد عليه في مشروعات مستقبلية.

وقال تيشاو من صندوق مارشال "من الواضح... أن سلسلة الإمداد العالمية تتطلب اتفاقات بين الشركاء وإن تنسيق المواقف مطلوب على المستوى الأوروبي لكن ليس هذا هو الحال اليوم".

(الدولار = 0.7701 جنيه استرليني)

اعلان
اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إردوغان يصف نتنياهو بـ"هتلر العصر" ويتوعد بمحاسبته

أمريكا تستعد لفرض عقوبات على كتيبة متطرفة في الجيش الإسرائيلي وغالانت يقول "لا أحد يعلمنا الأخلاق"

شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخمر في القدس