السعودية تندد ب"الخداع" الإيراني حول الاتفاق النووي وطهران تتهم دولا أوروبية بالنفاق

اعلان

نددت السعودية الثلاثاء بإستمرار إيران في "الخداع والمراوغة" حول برنامجها النووي، بعد قرار طهران تفعيل نشاطاتها النووية، في وقت اتهمت طهران  دولا أوروبية بالنفاق بسبب انتقادهم قرارها الأخير التخلي عن المزيد من تعهداتها بموجب الاتفاق النووي

 ونقل بيان صادر عن مجلس الوزراء بعد الاجتماع الذي ترأسه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أن مجلس الوزراء أكد استنكاره "لإستمرار إيران بالخداع والمراوغة وتأخرها في توفير المعلومات المطلوبة منها للوكالة عن برنامجها النووي".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في تقرير الإثنين أنها رصدت آثار يورانيوم في موقع لم تعلن عنه السلطات في إيران. وأكد التقرير كذلك أن إيران كثفت من عمليات تخصيب اليورانيوم حيث وصل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب إلى ما يعادل 551 كغ في حين أن السقف المحدد في الاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية في العام 2015 هو 300 كغ.

وبعد عام من انسحاب واشنطن من "خطة العمل الشاملة المشتركة"، بدأت إيران بخفض التزاماتها بموجب الاتفاق على أمل الحصول على تنازلات من الأطراف التي لا تزال ضمن الاتفاق.

والأسبوع الفائت، أعلن الرئيس حسن روحاني أنّ بلاده ستستأنف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في مصنع فوردو على مسافة حوالى 180 كلم إلى جنوب طهران، بعدما جمدتها بموجب الاتفاق النووي.

والاثنين، أعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عن "قلقها الشديد" إزاء خطوات إيران الأخيرة لتفعيل نشاطاتها النووية، مشيرين إلى أنها "تخالف" الاتفاق النووي. وتحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الكبرى في العام 2015، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في شكل أحادي في ايار/مايو 2018 وإعادة فرضها عقوبات على إيران.

وجاء في بيان مشترك أنّ الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي "التزمت في شكل كامل بتعهداتها في خطة العمل الشاملة المشتركة بما في ذلك رفع العقوبات". وتابع البيان "من الضروري الآن أن تحترم إيران التزاماتها وأن تعمل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة للسماح بتخفيف التوتر".

اقرأ أيضا على يورونيوز:

• ماكرون يؤكد أن النظام العالمي يمر بأزمة غير مسبوقة
• يوميات كتالونيا.. برلمانٌ يؤيد حقّ تقرير المصير وشلٌّ للحركة بين إسبانيا وفرنسا
• أردوغان: لا نعلق أهمية على انذارات الاتحاد الأوروبي بشأن التنقيب قبالة السواحل القبرصية

إيران تتهم دولا أوروبية بالنفاق بشأن الاتفاق النووي

من جهتها اتهمت إيران الثلاثاء دولا أوروبية بالنفاق بسبب انتقادهم قرار طهران الأخير التخلي عن المزيد من تعهداتها بموجب الاتفاق النووي في حين أن هذه الدول تعجز عن مساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

ولم يذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإثنين وأفادت فيه عن "رصد آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشريّ في موقع لم تعلن عنه إيران" للوكالة. لكن مبعوث إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا قال إن الوكالة مُنحت حق الوصول إلى الموقع "بأقصى تعاون وإيضاحات".

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بقوة على الموقف الأوروبي الثلاثاء، وكتب على تويتر "التزمتم بشكل كامل بتعهداتهم في خطة العمل الشاملة المشتركة. انتم؟ حقا؟". وتابع أنّ إيران "أطلقت واستنفدت" بالفعل آلية تسوية النزاعات في الاتفاق.

وقال السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غريب عبادي في بيان إنّ "التعاون بين ايران والوكالة بشأن هذه القضية لا يزال مستمرا. لذلك فان أي محاولة للحكم المسبق وتقديم تقييم غير ناضج للوضع سيكون بهدف تشويه الحقائق لتحقيق مكاسب سياسية".

روحاني: "انتظرنا عاما كاملا"

وقال حسن روحاني الثلاثاء إنّ بلاده بدأت فقط التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق بعد عام من الانسحاب الأمريكي لإتاحة الوقت الكافي للأطراف الأخرى للقيام بدورها. وصرّح روحاني في مؤتمر صحافي متلّفز "انتظرنا عاما". وتابع "لا أحد في العالم يمكنه لومنا بالقول، لماذا تتخلون عن التزاماتكم بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة اليوم ولماذا تطلقون فوردو اليوم؟". وأضاف "هذه أزمة خلقها العدو لنا" في إشارة للولايات المتحدة غريمة بلاده منذ عقود.

وأكد كذلك أن نهج بلاده كان اتخاذ "مسار المقاومة والمثابرة" عبر تخفيض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي والانخراط ايضا في المفاوضات، موضحا أنه "نتفاوض مع العالم ... يقدمون عروضا لنا ونقدم عروضا لهم. حت اليوم، لم أوافق على العروض التي وصلتني".

ولم يذكر روحاني تقرير الوكالة الأحدث حول برنامج إيران النووي الذي يتحدث عن رصد آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشري في موقع لم تعلن عنه ايران للوكالة.