هل تقف حكومات وراء حملة اتهام "تيك توك" باختراق خصوصية المستخدمين؟

حملة ضد تيك توك في الهند
حملة ضد تيك توك في الهند Copyright NOAH SEELAM/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تطبيق تيك توك الصيني، الذي أطلق عام 2016 ولقي رواجا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عام 2018، بات مهددا بخسارة مالية قد تصل إلى 6 مليارات دولار بسبب مساعي الهند لحجب هذا التطبيق.

اعلان

تطبيق تيك توك الصيني، الذي أطلق عام 2016 ولقي رواجا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عام 2018، بات مهددا بخسارة مالية قد تصل إلى 6 مليارات دولار بسبب مساعي الهند لحجب هذا التطبيق.

وازداد التفاعل عبر تطبيق تيك توك الذي بلغ عدد مستخدميه نحو مليار ونصف المليار مستخدم، ثلثهم نشطون، خلال الأشهر الماضية بعد حالة الإغلاق التي شهدتها دول العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتحدثت صحيفة "فوربز" الأمريكية في 23 يونيو - حزيران، عن مشكلة تقنية حاولت "أبل" اصلاحها في نظام تشغيلها، حيث يمكن لتطبيق تيك توك، الوصول إلى معلومات دقيقة في أجهزة المستخدمين، وستعمل الشركة على تحذير المستخدمين كلما قرأ التطبيق آخر ما تم نسخه في "الحافظة" في أجهزة آيفون.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الإشكال خطرا على المستخدمين، باستباحة خصوصيتهم، ونوهت إلى أن الباحثين طلال حاج بكري وتومي ميسك تمكنا من تصوير عملية الاختراق التي يجريها تيك توك، وهو ما يثير القلق ومخاوف أمنية من التطبيق الصيني.

وفي الأول من الشهر الجاري تحدث الصحيفة مجددا عن اتهامات وجهت لهذا التطبيق لاختراقه البيانات الشخصية وإشكاليات الرقابة، ومرد هذه الاتهامات، هو تمكن نسخة تجريبية من iOS 14 من ضبط التطبيق وهو يخترق حافظات المستخدمين.

ومن البيانات التي يجمعها التطبيق استخدام الذاكرة، وأبعاد الشاشة، والتطبيقات الموجودة على الجهاز، واسم الواي فاي، وإن كان الجوال محميا، وما هي كلمة سر كسر الحماية، والمواقع التي زرتها.

الهند كانت أولى الدول التي تتخذ خطوة فعلية لحظر التطبيق، ومن غير الواضح ما إن كانت هذه الخطوة موضع خطة مسبقة، أم أنها جاءت كردة فعل على الأزمة السياسية الحدودية الدائرة بين بكين ونيودلهي.

وحاليا لا تظهر أيقونة التطبيق ضمن "آب ستور" أو "بلاي ستور"، في الهند، علما أن الهند كانت من أكبر أسواق هذا التطبيق، كما شهد التطبيق أغلاقا من الكثير من المستخدمين حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة.

ومؤخرا أقدمت مجموعة من الهاكرز، تسمى Hactivist على شن حملة منذ عدة أسابيع تطالب بحذف التطبيق، وذكرت في إحدى التغريدات على تويتر: "إن كنت تعرف أحدا يستخدم هذا التطبيق، فاشرح له أنه تطبيق خبيث، تديره الحكومة الصينية ضمن عملية تجسس ضخمة".

الحساب ذاته على تويتر عاد وغرد بأن التطبيق صمم من قبل الحكومة الصينية لأغراض تجسسية.

وتلمح فوربز إلى أن الإدارة الأمريكية كنظيرتها في الهند، لها مصالح في الإطاحة بهذا التطبيق، بعد أن أعلنت بعض الحسابات فيه، عن إمكانية نشر فضائح جرائم ارتكبتها الشرطة الأمريكية وهي التهديدات ظهرت بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي أمريكي، ومنذ هذه الحادثة، حصلت هجمات الكترونية على مواقع الكترونية تابعة للشرطة الأمريكية، لقرصنة البيانات، أو حتى تعطيل أجهزة التواصل الخاصة بها.

وضع خاص لتيك توك

وهذا يضع التطبيق أمام موقف مختلف عن باقي تطبيقات أو مواقع التواصل الاجتماعي، بوجود جبهة من الحكومات التي تحارب توسعه، والتحذيرات التي أطلقها بعض الدول دفعت بالكثير من المشاهير مستخدمي هذا الموقع بإبداء مخاوفهم من فكرة اختراق خصوصيتهم وبياناتهم، ومن الواضح أن الحملة التي تشنها مجموعة القرصنة باتت تؤثر بمستخدمي التطبيق على وجه العموم.

وبعد حظره في الهند، قال الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة التطبيق، إن الحكومة الصينية لم تطلب من قبل بيانات للمستخدمين الهنود للتطبيق، وأكد أن البيانات تخزن في سنغافورة، بعيدا عن متناول بكين.

إلا أن تقارير إعلامية صينية كانت قد أكدت في وقت سابق سيطرة الدولة على هذه الشركة، وأن شركة بيتي دانس، مالكة التطبيق استثمرت مليار دولار لبناء قاعدة مستخدمين في الهند، ويواجه التطبيق خسائر محتملة تقدر بـ 6 مليار دولار، نتيجة عزوف مئات الملايين من المستخدمين عنه، والحظر المفروض عليه، ومع حجب إمكانية تحميل التطبيق في الهند قد يواجه أيضا احتمال حجب استخدام الحسابات الحالية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أشاد بتحرك الهند بحجبها التطبيق، ملمحا إلى أن هذا التطبيق هو امتداد لـ "دولة الرقابة" في الصين، وهذا قد يجعل تيك توك هدفا لإدارة ترامب، في معرض استهدافها لعمالقة شركات التكنولوجيا الصينية.

viber
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحبس عامين لفتيات التيك توك في مصر لإدانتهن بـ"التعدي على قيم المجتمع"

البرلمان المصري يقر اشتراط موافقة الجيش على ترشح ضباطه للرئاسة

لافروف يحل ضيفا على بكين تأكيدا لوحدة المواقف إزاء الغرب في ظل الحرب في أوكرانيا