تقرير خاص: ما الذي يحدث في القطب الشمالي وسيبيريا؟

تقرير خاص: ما الذي يحدث في القطب الشمالي وسيبيريا؟
Copyright euronews
بقلم:  Jeremy WilksGalina Polonskaya
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تقرير خاص: ما الذي يحدث في القطب الشمالي وسيبيريا؟

اعلان

في غرب سيبيريا، تغرق التربة الصقيعية، وتتزايد درجات الحرارة، وتتغير المناظر الطبيعية بسرعة. كيف يبدو ذلك على أرض الواقع؟  تقرير خاص من أقصى شمال روسيا في عدد هذا الشهر من " Climate Now"

تشير البيانات الرئيسية  التي قدمتها خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن تموز/ يوليو 2020  كان ثالث أحر تموزعلى مستوى العالم، بعد  2016 و 2019 ، حيث كانت درجات حرارة 0.5 درجة مئوية أعلى من المتوسط 1981-2010.

يورونيوز / كوبرنيكوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF
تموز / يوليو 2020 + 0.5 درجة مئويةيورونيوز / كوبرنيكوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF

في حين أن شهرتموز قد يكون متغايراً في جميع أنحاء أوروبا، أكثر دفئاً من المتوسط في البرتغال وإسبانيا، وأبرد من المتوسط في المملكة المتحدة والدول الاسكندنافية، من الواضح أنه كان أكثر دفئاً في منطقة القطب الشمالي.  توضح خريطة عن شذوذ درجات الحرارة للقطب منطقة كبيرة حمراء وزهرية تمتد على طول الساحل الشمالي لسيبيريا.

يورونيوز / كوبرنيوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF
شذوذ درجات الحرارة لشهر تموز / يوليو 2020يورونيوز / كوبرنيوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF

إذا نظرنا إلى نفس المنطقة على هذه الخريطة حيث التركيز على شذوذ الجليد البحري،  نرى أن الاحترار مؤكداً.

 باللون الأحمر، شهدت هذه المناطق غطاءً جليدياً بحرياً أقل بكثير مما كان متوقعاً في شهر تموز/ يوليو، وفي كثير من الحالات هنا، كان الأمر مجرد مياه مفتوحة، لأن الجليد قد ذاب بعيداً.

يورونيوز / كوبرنيوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF
شذوذ تركيز الجليد البحري في تموز / يوليو 2020يورونيوز / كوبرنيوس خدمة تغير المناخ التي تنفذها ECMWF

 

ما هي التغييرات المرئية في سيبيريا؟

لمشاهدة حقيقة آثار تغير المناخ في أقصى الشمال، توجهت مراسلة يورونيوز في موسكو غالينا بولونسكايا للقاء فريق علمي في محطة في يامالو نينيتس ذاتية الحكم في أوكروغ، وهي منطقة قليلة السكان في غرب سيبيريا.

يقوم الفريق، بقيادة العالم سيرجي لويكو، برحلات ميدانية منتظمة إلى المنطقة لمراقبة تطور المناظر الطبيعية. هناك العديد من العمليات المعقدة الجارية في القطب الشمالي وسيبيريا مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أرادوا هذا العام، على وجه الخصوص، أن يروا كيف أثرت موجة الحر في الربيع على المنطقة.

يكشف قياسهم الأول عن مدى التغييرات الجارية. يحفر سيرجي لويكو في الأرض ليرى العمق الذي يحتاجه للوصول إلى الطبقة الصلبة. النتيجة كانت أقل مما كان متوقعاً: " بدلاً من 40 سنتيمتراً عادياً، نرى هنا حوالي 55 سنتيمتراً . عادة نستطيع رؤية عمق هذه الطبقة النشطة في نهاية الصيف، أو في منتصف أيلول/ سبتمبر. لذا، فإن التربة الصقيعية قد تعمقت بحوالي شهر واحد. في الخريف ستغرق بشكل أعمق بكثير ".

الطبقة النشطة هي الجزء العلوي من التربة الذي يتجمد ويذوب مع تغير الفصول. في بعض مناطق التربة الصقيعية، يبلغ سمكها بضعة سنتيمترات فقط، وفي مناطق أخرى يمكن أن يصل عمقها إلى أمتار.

العالم سيرجو لويكو
يورونيوز / كوبرنيكوسالعالم سيرجو لويكو

عندما تذوب التربة الصقيعية فإنها تطلق الكربون والمعادن الأخرى في البيئة، مما يساهم في تغير المناخ. يدرس فريق لويكو، من جامعة ولاية تومسك ، العناصر التي تطلقها التربة الصقيعية في الغلاف الجوي والماء والتربة.

بشكل عام، يقول لويكو إنهم يلاحظون إشارة واضحة من البيئة: "تُظهر بحوثنا في هذا المجال الرئيسي ومجالات أخرى أن المناخ يزداد دفئاً، وأن الأنظمة البيئية تتفاعل، وتتفاعل بشكل مختلف. إذا نظرنا إلى كل ما يتعلق باستقرار التربة، نرى أنها أصبحت أقل استقراراً. البحيرات تجف، ويبدأ الخُث بالتراكم سريعاً ".

يعتبر تراكم الخُث الذي لاحظه هذا الفريق في بعض مناطق غرب سيبيريا بمثابة خبر سار نادر بالنسبة للبيئة، أنه عبارة عن بالوعة طويلة الأجل للكربون، يحبس ثاني أكسيد الكربون الذي سينطلق في الغلاف الجوي. مع ذلك، فإن التأثير الإيجابي يتضاءل بسبب التأثير السلبي للميثان وثاني أوكسيد الكربون المنطلق عندما تصبح البكتيريا نشطة في طبقة التربة الصقيعية الأكثر دفئاً .

يورونيوز
العديد من الطرق في سيبيريا الآن متموجة بسبب الذوبان الدائم للجليديورونيوز

إرتفاع درجة حرارة المناخ يؤدي إلى إستنزف البحيرات

أحد أكثر مظاهر تغير المناخ وضوحاً في هذا الجزء من سيبيريا هو اختفاء البحيرات، التي كانت موجودة سابقاً فوق طبقة التربة الصقيعية، ولكنها بدأت تتلاشى الآن.

يأخذنا سيرجي لويكو إلى منطقة المستنقعات التي كانت موطناً لبحيرة تزيد مساحتها عن كيلومتر مربع قبل 15 عاماً فقط. يؤدي تجفيف البحيرات إلى إنخفاض طبقة التربة الصقيعية إلى الأسفل وتفكيكها، والشتاء الأكثر اعتدالاً يغير ديناميكيات البيئة المحلية.

يورونيوز
سيرجي لويكو ومراسلة جالينا بولونسكايا يزوران منطقة بحيرة جافة في غرب سيبريايورونيوز

 "يكون الشتاء دافئاً خلال مرحلة ارتفاع درجة حرارة المناخ. ولأنه دافيء، فإنه أكثر تساقطاً للثلوج، كقاعدة عامة"، يوضح سيرجي لويكو.

 "لا يتوفر الوقت الكافي للتربة وحوض الجدول الذي يقع تحت الجليد للتجمد بشكل صحيح، وبالتالي عندما تتراكم كتلة كبيرة من الماء الذائب وتبدأ في الضغط للأسفل، تزيل الثلج، وحين تنهار التربة فانها تُدفع للخارج كما تعمل الجرافة، ويتم تنظيف مجرى المياه. و بذلك تُدمر الضفاف وتغرق البحيرة وتختفي ".

اعلان

تزحف الغابات شمالاً

النتيجة الأخرى لتغير المناخ  هي تقدم خط الأشجار شمالاً.

تزحف الغابة نحو القطب الشمالي بينما تنخفض طبقة التربة الصقيعية تاركة وراءها التربة الخصبة.

 "هنا يمكننا أن نرى الأشجار الصغيرة، هذه الشجرة نبتت في عام 2005، تبدو جيدة حقاً، يمكن أن نرى كيف تتحرك هذه الأشجار في الأهوار"، يقول سيرجي لويكو.

يورونيوز
تتقدم الأشجار شمالاً إلى المناطق التي غرقت فيها التربة الصقيعية بعمقيورونيوز

لماذا ترتفع درجة حرارة سيبيريا ومنطقة القطب الشمالي بهذه السرعة؟

ترتفع درجة حرارة هذه المنطقة الشاسعة بوتيرة أسرع من بعض الأجزاء الأخرى من الكوكب بسبب ما يسمى بـ "حلقات التغذية الراجعة الإيجابية".

مثال على هذا: إذا ذاب الثلج في وقت مبكر فإنه يعرض أرضاً أكثر قتامة تحته، تمتص المزيد من ضوء الشمس، وتسخن أكثر.

اعلان

وهناك تأثيرات أخرى أيضاً: "هناك وجهة نظر مفادها أن ذوبان التربة الصقيعية قد يؤدي إلى تسريع هذه العملية. لذا فإن الذوبان يتسارع من تلقاء نفسه، لأنه عندما يذوب الجليد الدائم ويصبح تربة ذائبة يبدأ بالتنفس وإطلاق الغازات الدفيئة، تزيد هذه الغازات من الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فيزداد الذوبان ويتسارع"، يقول سيرجي لويكو.

اسم الصحفي • Jeremy Wilks

المصادر الإضافية • Copernicus Climate Change Service

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

شاهد: أطول موجة برد تضرب منطقة روسية في سيبريا منذ 14 سنة

للمرة الأولى بحر القطب الشمالي لم يتجمد في نهاية أكتوبر