فرنسا والموجة الثانية لفيروس كورونا وواقع "العناية الفائقة" في المشافي

اجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا
اجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا Copyright Bob Edme/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز مع أ ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

واقع الحال في جناح العناية الفائقة بمشفى آرل، ينسحب على كافة الأجنحة المماثلة في جميع مشافي فرنسا، ففي العاصمة باريس يشغل مرضى كورونا أربعين بالمائة من أسرة العناية الفائقة، أما على صعيد البلاد بأسرها، فالنسبة هي خمس وعشرين بالمائة.

اعلان

تدهورت مؤشرات وباء كوفيد -19 بشكل كبير خلال الـ 24 ساعة الأخير في فرنسا مع زيادة جديدة في عدد المرضى في العناية المركزة وأكثر من 20 ألف حالة إيجابية جديدة، وهو رقم قياسي جديد، وفقًا للأرقام التي نشرتها وكالة الصحة العامة الجمعة.

وارتفع عدد مرضى كوفيد -19 في المستشفيات بشكل طفيف الجمعة حيث بلغ ما مجموعه 1439 شخصًا في العناية المركزة، أي بـ 21 حالة جديدة مقارنة باليوم السابق، وهو رقم قياسي آخر منذ مايو- آيار الماضي.

وليلة الخميس إلى الجمعة، تمّ إدخال ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، إلى جناح العناية الفائقة التي يديرها الطبيب كريم دبّات في مشفى بمدينة آرل جنوب فرنسا، هذا الجناح وبرغم من تعزيزه مؤخراً بعدد منّ الأسرّة إلا أن طاقته الاستيعابية لا يمكن لها أن تستجيب لتداعيات الموجة الثانية من للوباء، فعدد المرضى يفوق بأضعاف ما كان عددهم في الموجة الأولى.

وواقع الحال في جناح العناية الفائقة بمشفى آرل، ينسحب على كافة الأجنحة المماثلة في جميع مشافي فرنسا، ففي العاصمة باريس يشغل مرضى كورونا أربعين بالمائة من أسرة العناية الفائقة، أما على صعيد البلاد بأسرها، فالنسبة هي خمس وعشرين بالمائة، ذلك أن ثمة انشار سريع للعدوى بين جميع الفئات العمرية، وخاصة أوساط الشباب.

فرنسا لم تتعلم الدرس

وعلى الرغم من كونها واحدة من أغنى دول العالم، وأكثرها تضرراً بفيروس كورونا، إلا أن فرنسا، لم تعمل على توسيع وحدات العناية الفائقة، أو رفدها بمزيد من الموظفين والمختصين، وكما حال الكثير من البلدان التي تشهد موجة ثانية من الوباء، فإن فرنسا لم تتعلم الدرس من خلال الموجة الأولى للوباء.

يقول الدكتور دبّات لوكالة "أسوشيتد برس": "الوضع متوتر للغاية، ليس لدينا المزيد من الأماكن"، ذلك أنه قام بتحويل غرف الإنعاش إلى وحدة للعناية الفائقة، ما يعني أن ثمة عمليات جراحية غير عاجلة سيتم تأخيرها، أضف إلى ذلك أن هناك نقصاً كبيراً في عدد الممرضين والمسعفين،

وعندما احتج العاملون في المستشفيات العامة في باريس في مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع للمطالبة بمزيد من الاستثمار الحكومي في القطاع الصحي ، قال: "لم يعد الأمر يتعلق بموارد، إنها مسألة تنظيم".

ثمّة شحّاً في الأموال.

ودافع ماكرون عن طريقة تعامل حكومته مع الأزمة، ميشيراً إلى أن 8.5 مليار يورو من الاستثمارات تم تخصيصها في شهر تموز/الماضي لنظام المشافي، إلا أن المسعفين المحتجين يؤكدون أن على أرض الواقع شحّاً في الأموال.

تعتبر معدلات إشغال وحدة العناية المركزة مؤشرًا مهمًا لمدى تشبع نظام المستشفى ومدى فعالية السلطات الصحية في حماية السكان المعرضين للخطر.

يوم أمس الخميس، تم الإبلاغ عن أكثر من ثمانية عشر ألف إصابة بكورونا، علماً أن مرضى الفيروس يشغلون حالياً 1427 سريرًا في وحدات العناية الفائقة في جميع أنحاء البلاد، وهو رقم تضاعف في أقل من شهر. ويجدر بالذكر أن الطاقة الاستيعابية لوحدات العناية الفائقة في جميع أرجاء فرنسا تبلغ نحو ستة آلاف حالة.

وللمقارنة، فقد كانت ألمانيا تملك حينما بدأ الفيروس يتفلّت هنا وهناك، خمسة أضعاف عدد أسرة العناية المركزة في فرنسا، إن أن هناك فارق كبير في عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس، فالأولى توفيّ فيها 9584 ألف مصاب مقارنة بـ 32521 في فرنسا.

ويستبعد رئيس خدمة الطوارئ الطبية في فرنسا سيرج سمادجا أن تواجه بلاده مرة أخرى الوضع الذي شهدتها في فصل الربيع الماضي، حينما كان أكثر من سبعة آلاف مصاب بالكورونا داخل العناية الفائقة، وعشرة آلاف مصاب لقوا حتفهم في دور رعاية المسنين دون أن يتمكنوا من الوصولإلى المستشفيات، لكن سمادجا يقول: إن الفرنسيين وقادتهم أخطأوا في الاعتقاد بأن "الفيروس أصبح وراءنا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في باريس والعدوى تضرب جل أفراد العائلات

كوفيد-19: أكثر من 7 ملايين إصابة في الهند وأوروبا تتحضر لحزمة من التدابير الصحية الجديدة

شاهد: رغم الإجراءات الحكومية.. المزارعون الفرنسيون يواصلون الاحتجاج ويقطعون الطرق بجراراتهم