توتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي على خلفية السّجال بين ماكرون وإردوغان

الرئيسان ماكرون وأردوغان
الرئيسان ماكرون وأردوغان Copyright LUDOVIC MARIN/AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي خلال تكريم وطني للمدرّس الذي قُطع رأسه في اعتدا وصفه الرئيس ماكرون بأنه "هجوم إرهابي" في 16 تشرين الأول/أكتوبر بسبب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه في الصفّ، غضب بعض الدولة الإسلامية

اعلان

أثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي خلال تكريم وطني للمدرّس الذي قُطع رأسه في اعتداء وصفه الرئيس ماكرون بأنه "هجوم إرهابي" في 16 تشرين الأول/أكتوبر بسبب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه في الصفّ، غضب بعض الدولة الإسلامية. ووعد ماكرون خصوصاً بأن تواصل فرنسا الدفاع عن نشر هذه الرسوم باسم حرية التعبير.

 ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، بعدما شكّك في "الصحة العقلية" لنظيره الفرنسي مرتين في نهاية الأسبوع الماضي.

في تغريدة له اعتبر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"غير المقبولة"، داعيا تركيا إلى "وقف دوامة المواجهة الخطيرة" مضيفا "خلاصات المجلس الأوروبي تتضمن عرضاً حقيقياً لإنعاش علاقتنا" مضيفاً "لكن ينبغي أن تكون هناك الإرادة السياسية للسلطات التركية على هذه الأجندة الإيجابية. في خلاف ذلك، ستكون تركيا معزولة أكثر".

من جانبه، علّق المتحدث الرسمي باسم المفوضية للشؤون الخارجية بيتر ستانو، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي "حاول تهيئة جو للتفاهم واحترام الآخرين والاستماع أيضا وإيجاد حل من خلال حوار وليس من خلال الاتهامات أو التقليل من شأن الآخرين". مضيفا "" ما هو مطلوب أكثر من أي وقت مضى، ما بين الشركاء إبراز روح التعاون والحوار وإلا فإننا سننزل في دوامة اتهام طرف ضد الآخر من خلال عدم احترام بعضنا البعض وتعميق التوترات وسوء التفاهم بالفعل."

رأي رددته بعض العواصم الأوروبية بما في ذلك برلين

ميركل تندد بتصريحات إردوغان "التشهيرية" ضد ماكرون

نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بهجمات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر تصريحاته بشأن الإسلام، معتبرة أنها "تشهيرية"، وفق ما أعلن المتحدث باسم ميركل. وقال المتحدث باسم المستشارة شتيفن زايبرت "إنها تصريحات تشهيرية وغير مقبولة إطلاقاً" خصوصاً في سياق "القتل المروّع للأستاذ الفرنسي صامويل باتي من جانب متعصب إسلامي".

كما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس،" إن الهجمات الشخصية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تشير إلى "مستوى متدن جديد". وقال ماس "نحن على اتصال وثيق بأصدقائنا الفرنسيين وقد أبلغونا بالإجراءات التي اتخذوها حيال تركيا"، وأضاف أن "تصريحات أردوغان بحق ماكرون غير مقبولة وتمثل انحدارا جديدا". وشدد ماس على أن "ألمانيا تتفهم بشكل كامل الإجراءات التي اتخذتها فرنسا وتدعمها وتقف بجانب أصدقائها الفرنسيين".

رئيس الوزراء الإيطالي يندّد بتصريحات إردوغان "غير المقبولة" ضد ماكرون

كما ندّد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بتصريحات "غير مقبولة" من جانب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مواقف أدلى بها الأخير حول الإسلام. وكتب كونتي في تغريدة باللغة الفرنسية "التصريحات التي وجّهها الرئيس إردوغان إلى الرئيس ماكرون غير مقبولة".

وأضاف "الإهانات الشخصية لا تساعد على (تحقيق) الأجندة الإيجابية التي يريد الاتحاد الأوروبي مواصلتها مع تركيا، إنما على العكس تُبعد الحلول. التضامن الكامل مع الرئيس إيمانويل ماكرون".

من جانبها، اتهمت باريس السلطات التركية بعدم استنكار قطع رأس المدرس صمويل باتي في 16 تشرين الأول/أكتوبر بسبب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد على تلامذته. وقالت أنقرة إنها قدمت تعازيها في اليوم التالي ودانت رسمياً الاثنين "الاغتيال الوحشي" للمدرس.

وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في تغريدة "نندّد بشدة بالقتل الوحشي لصامويل باتي ونرفض هذه البربرية. لا يمكن تبرير هذا الاغتيال إطلاقاً".

ويهاجم الرئيس التركي نظيره الفرنسي لأنه أكد أن فرنسا ستواصل الدفاع عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وهو وعد قطعه ماكرون أثناء تكريم وطني للمدرّس صامويل باتي .

موقف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية

وفي ما يخصّ الرسوم الكاريكاتورية، أوضح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن القانون "لا يجبر على الاشادة بهذه الرسوم، إنما يعطي الحق في كرهها". وقال إنه يدعم موقف الرئيس الفرنسي الذي وفق قوله "يدعو إلى عدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية، كافة الرسوم الكاريكاتورية، تحت ضغط إرهابيين".

اشتعل الخلاف بين الجانبين في ما يتعلق بالقضية الدينية على خلفية مشكلات داخلية، إذ ردت أنقرة بحدة على خطاب الرئيس ماكرون حول "الانعزالية الإسلامية" وضرورة "هيكلة الكيانات الإسلامية" في فرنسا.

وتقول أماندا بول، الباحثة في مركز السياسة الأوروبية في تصريح ليورونيوز: أعتقد أن تركيا بحاجة إلى التحلي بالهدوء والحذر عند الحديث عن مقاطعة التجارة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الذي تمر به تركيا".

من جانبه، يقول علي بكير المحلل السياسي التركي المقيم في أنقرة "إن تصريحات ماكرون حول الإسلام في فرنسا لا يمكن إلا أن تصدم محاوره". ويضيف "كان على إردوغان أن يختار بين الاتفاق مع ما يقوله الرئيس الفرنسي، وبذلك يظهر ضعيفا وعاجزا أمام مواطنيه والمسلمين الذين يؤمنون بقيادته، أو الرد. بالطبع اختار الرد".

وفي سياق متصل، يقول بيار رازو، المدير الأكاديمي لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية: "تتمثل استراتيجية إردوغان في دفع فرنسا إلى ارتكاب خطأ من خلال مضاعفة الاستفزازات اللفظية المباشرة، لإثارة ضجيج وصرف الانتباه" عن الصعوبات الداخلية والخارجية في تركيا. ويضيف: "إردوغان يحاول عزل فرنسا وتقسيم الأوروبيين، لذا يشعل الأمور على كل الجبهات".

اختار إردوغان شن هجوم شخصي على ماكرون السبت، ما أدى إلى تأجيج مشاعر قوية جداً معادية للفرنسيين في العالم الإسلامي. "كل ما يمكن قوله عن رئيس دولة يتعامل مع ملايين ينتمون إلى طوائف دينية مختلفة بهذه الطريقة هو: افحص صحتك العقلية أولاً".

اعلان

والاثنين، نشرت صحيفة ديلي صباح التركية الموالية للحكومة على صفحتها الأولى صورًا مركبة للرئيس الفرنسي وزعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز مع عنوان: "ماكرون وفيلدرز وجهان للكراهية والعنصرية في أوروبا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بومبيو في لقائه مع ماكرون: أفعال تركيا "عدوانية للغاية" وعلى إردوغان "تغيير سلوكه"

برنامج «على الهواء» يطلق تغطية يورونيوز للانتخابات الأوروبية ويكشف النقاب عن استطلاع حصري

مع بدء إجراءات سحب الجنسية منه.. ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي قرب باريس