منذ أن فرضت إيطاليا قيوداً وطنية على سكانها البالغ عددهم 60 مليوناً للسيطرة على فيروس كورونا، بدأت معاناة المحلات التجارية في جميع أنحاء العالم، لكن في نابولي، قد تكون قاتلة بالنسية لورش العمل الحرفية في شارع سان غريغوريو أرمينو.
أثبتت القيود المفروضة لمواجهة انتشار فيروس كورونا أنها مكلفة للمحلات التجارية والشركات في جميع أنحاء العالم، لكن في مدينة نابولي الإيطالية، قد تكون قاتلة لورش العمل الحرفية في شارع سان غريغوريو أرمينو.
يقع هذا الشارع الضيق في المدينة التاريخية، وهو أشهر مركز في العالم لإنتاج التماثيل الصغيرة التي تزين مشاهد الميلاد، والتي تسمى "بريسبي"، والموجودة في العديد من المنازل في عيد الميلاد.
منذ أجيال يعمل الحرفيون للمحافظة على هذا التقليد الذي يعود إلى قرون، لكن منذ الإغلاق الأول في آذار / مارس 2020 ، يكافحون من أجل البقاء. مؤخراً، وبعد أسابيع من الإغلاق القسري، أعيد فتحه ، لكن هذا لا يكفي.
تقول سيرينا دي أليساندرو، التي تعمل في ورش عمل جمعية سان غريغوريو أرمينو: "بالتأكيد، تفرض هذه الأسابيع الخمسة من الإغلاق قيوداً على عملنا، لكن النقطة الأساسية هي أن إعادة الافتتاح لها حدودها أيضاً، لأنه لا يوجد سياح هنا".
"يعيش شارع سان غريغوريو أرمينو من السياحة وبدون سياحة، لا فرق بين كوننا منفتحين أو مغلقين، لأن عمليات الشراء في أدنى مستوياتها على الإطلاق."
قبل الوباء، كان الشارع في قلب نابولي يعج بالسياح والزوار على مدار السنة. لكن في اليوم الأول من إعادة فتحه، كان الشارع لا يزال فارغاً.
الآن، يقول العديد من الحرفيين إنهم لن يتمكنوا من البقاء واقفين على قدميهم وقد يضطرون إلى بيع محلاتهم.
وهذا ما يحدث بالفعل فقد قُدمت عروضا لأكثر الحرفيين اليائسين في هذا الشارع. فالشركات من شمال إيطاليا وخارجها مستعدة لتحويل هذا الشارع إلى شيء آخر.
"حتى لو أغلقت إحدى الورش أبوابها لتحويلها إلى نشاط آخر، لا علاقة له بتقاليدنا، فسيكون ذلك بمثابة هزيمة كبيرة لنا، لأنها قد تنتشر كالنار في الهشيم وستختفي تقاليدنا" كما يقول غابرييل كاسيلو، رئيس ورش العمل في جمعية سان غريغوريو أرمينو، ليورونيوز.
تعد حماية منظمة اليونسكو لـ "بريسبي" من الحلول الممكنة، إضافة إلى جعل المركز التاريخي منطقة خالية من كورونا، حيث يتم تطعيم جميع السكان ويمكن فقط للسياح غير المصابين بالمرض أو الذين تلقوا اللقاح الدخول.
يأمل الحرفيون أن تساعدهم الحكومات الإقليمية والوطنية على إيجاد حل لمنع الشارع، وتقاليده التاريخية، من الاختفاء.