من أندرو ماكاسيكل وويليام جيمس
لندن (رويترز) - سحبت بريطانيا معظم قواتها من أفغانستان لتنهي بذلك دورها الرسمي في الحرب التي استمرت 20 عاما وسط مخاوف من أن يؤدي رحيل القوات الأجنبية إلى حرب أهلية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للبرلمان "جميع القوات البريطانية المكلفة ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان تعود الآن للوطن"، وأشاد بما حققته القوات البريطانية وأقر في الوقت نفسه "بالمخاطر" التي تواجه أفغانستان.
وأردف قائلا "لأسباب واضحة لن أفصح عن الإطار الزمني لمغادرتنا، لكن يمكنني إبلاغ (البرلمان) أن معظم جنودنا غادروا بالفعل".
وبدأت القوات البريطانية انتشارها في أفغانستان في 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول التي استهدفت الولايات المتحدة، ولعبت دورا كبيرا في العمليات القتالية حتى 2014. وقُتل 457 جنديا بريطانيا هناك.
وقال حلف شمال الأطلسي، الذي تشترك بريطانيا في عضويته، في أبريل نيسان إن قواته ستبدأ الانسحاب بالتنسيق مع قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر أيلول.
وزادت أعمال العنف في جميع أنحاء أفغانستان في الأسابيع التي تلت ذلك.
وتخلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن قاعدة باجرام الجوية وهي قاعدة الانطلاق منذ أمد بعيد للعمليات العسكرية الأمريكية في البلاد مما أنهى فعليا أطول حرب أمريكية. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن انسحاب القوات الأمريكية اكتمل بنسبة 90 بالمئة.
وقال جونسون إنه لم يقلل من شأن التحديات التي تواجه أفغانستان، مضيفا أن الحكومة ستواصل تقديم المساعدات التنموية.
وأضاف "آمل ألا يقفز أحد إلى الاستنتاج الخاطئ بأن انسحاب قواتنا يعني بطريقة ما نهاية التزام بريطانيا تجاه أفغانستان، لسنا على وشك الابتعاد ولسنا تحت تأثير أي أوهام بشأن مخاطر الوضع اليوم وما قد يحدث".
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن عددا صغيرا من القوات سيبقى لحماية الدبلوماسيين.
وحذر رئيس الأركان البريطاني نيك كارتر من احتمال انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وقال بعد الإعلان عن مغادرة معظم القوات البريطانية أفغانستان إنه من "المنطقي" أن تنهار الأوضاع في البلاد في ظل غياب القوات الأجنبية.
وأضاف أن أفغانستان قد تشهد وضعا مماثلا للحرب الأهلية في التسعينيات "حيث قد نرى انقسام بعض المؤسسات المهمة مثل قوات الأمن على أسس عرقية أو قبلية".
وتابع قائلا "إذا حدث ذلك اعتقد أن طالبان ستسيطر على جزء من البلاد، لكنها لن تسيطر على البلاد كلها بالطبع".