دراسة: الفيضانات التي اجتاحت أوروبا مؤخرا قد تكون بسبب التغيرات المناخية المدفوعة بأنشطة بشرية

سيارات غارقة على طريق في إرفتشتات بألمانيا بعد هطول أمطار غزيرة حطمت ضفاف نهر إرفت ، مما تسبب في أضرار جسيمة  في 17 تموز/يزليز 2021
سيارات غارقة على طريق في إرفتشتات بألمانيا بعد هطول أمطار غزيرة حطمت ضفاف نهر إرفت ، مما تسبب في أضرار جسيمة في 17 تموز/يزليز 2021 Copyright Michael Probst/AP
Copyright Michael Probst/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أظهرت دراسة نشرت حديثا أنّ الاحتباس الحراري زاد أضعافا من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في تمّوز/يوليو الماضي وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات

اعلان

أظهرت دراسة نشرت حديثا أنّ الاحتباس الحراري زاد أضعافا من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في تمّوز/يوليو الماضي وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات. وخلصت الدراسة إلى أن تغير المناخ المدفوع بأنشطة بشرية أدى إلى زيادة كثافة الأمطار التي هطلت في يوم واحد في الصيف بنسبة تتراوح بين 3% و19%.

ووفقاً للدراسة التي أجراها علماء "وورلد ويذر أتريبيوشن"، المبادرة التي تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، فإنّ احتمال حدوث الفيضانات الكارثية التي اجتاحت هذه المناطق زاد بنسبة تسع مرات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري. وهذه ثاني دراسة تحمّل بوضوح مسؤولية هذه الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

وكانت المبادرة نفسها خلصت إلى أنّه لولا التغير المناخي لكان من "شبه المستحيل" حصول ظاهرة "القبّة الحرارية" التي ألهبت كندا والغرب الأميركي في أواخر حزيران/يونيو.

ويقول الباحثون إنّهم يتوقعون في ظل المناخ الحالي، وفي أي موقع محدد في أوروبا الغربية، حدوث هطول أمطار مثل تلك التي سقطت في تموز/يوليو مرة كل 400 عام. ومع استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، ستصبح الأمطار الغزيرة التي خلفت أضرارا بمناطق من أوروبا أكثر شيوعاً".

قال مؤلف الدراسة إينو نيلسونمن المعهد الفيدرالي الألماني للهيدرولوجيا: "لقد تجاوز هطول الأمطار الشديد كل ما كنا نعرفه تقريبًا في تلك المنطقة من قبل". مضيفا "لكن عوامل مثل تساقط الأمطار أيضًا على تربة مبللة بالفعل، في منطقة خالية من وجود دفاعات طبيعية تقاوم الفيضانات لإفساح المجال للزراعة أو التنمية الحضرية، جعلت الفيضانات تسبب أضرارا كبيرة".

وفي مطلع آب/أغسطس الجاري توقع خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحتباس الحراري العالمي بمعدل 1,2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدّد بحصول كوارث جديدة "غير مسبوقة" في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.

وحينها قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنّ البشر مسؤولون "بشكل لا لبس فيه" عن الاضطرابات المناخية و"ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير" إن أرادوا الحدّ من التداعيات.

تعكس الدراسة النتائج الأخيرة التي توصلت إليها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتي قالت إن تغير المناخ كان المحرك الرئيسي لزيادة هطول الأمطار الغزيرة. وقالت ليندا سبايت، عالمة الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ : " إن تغير المناخ جعل هطول الأمطار يتسبب في كوارث".

كما ركزت الدراسة الآنفة الذكر على تأثير المناخ على هطول الأمطار، قالت هانا كلوك، باحثة في مجال المخاطر الطبيعية في جامعة ريدينغ، إن الفيضانات القاتلة "ناتجة عن مزيج من سوء الطقس وظروف الأنهار و طبيعة التربة ".

تسببت الفيضانات العارمة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مقتل ما لا يقل عن 190 شخصًا في ألمانيا و 38 في بلجيكا. وفي هذا الصدد، سيتعين على ألمانيا تخصيص 30 مليار يورو لإعادة إعمار المناطق المنكوبة وقد وضعت الكارثة قضية الطوارئ المناخية في قلب النقاش العام بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الحاسمة في نهاية سبتمبر لخلافة المستشارة أنغيلا. ميركل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: نشطاء ألمان يواصلون منذ أسبوعين إضرابا عن الطعام من أجل المناخ

دراسة جديدة تحذر من ذوبان الجليد بسبب الاحتباس الحراري

القمّة الأممية للمناخ تبدأ أعمالها في مدريد لمواجهة الاحتباس الحراري