من هم المرشحون إلى انتخابات مجلس الشورى، وما هي سلطة المجلس؟ كم عدد النساء اللواتي ترشحن؟ ومن هم الناخبون؟ وإلى ماذا تسعى قطر من إقامة هذه الانتخابات؟
اعلانفي الخليج العربي، يستخدم الناس عادة كلمة "شورى" للإشارة إلى هيئاتهم التشريعية، والشورى مفردة يعود تاريخ العمل بها إلى زمن النبي محمد. وفي العصر الحديث، تحول مجلس الشورى تدريجياً إلى هيئة تشريعية تستخدمها مختلف الدول الخليجية في سياقات سياسية مختلفة وفق درجات سلطة متفاوتة. وستشهد انتخابات الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في قطر انتخاب المواطنين القطريين ثلثيْ أعضاء مجلس الشورى، وهي هيئة استشارية وتشريعية تعود إلى عام 1972.
ما يجب أن تعرفه في نقاط
- يُجري مجلس الشورى في قطر أول انتخاباته يوم السبت 2 تشرين الأول/أكتوبر، ومن بين 45 عضواً في مجلس الشورى، سيتم انتخاب 30 مقعداً بالاقتراع الشعبي بينما يعين أمير قطر البقية، و كان من المقرر إجراء الانتخابات في عام 2007، لكنها تأجلت.
- الأحزاب السياسية محظورة في قطر، لكن يُسمح للمواطنين بالتصويت في الانتخابات البلدية. ويشارك في الانتخابات 294 مرشحاً من بينهم ما لا يقل عن 29 سيدة من مختلف القبائل والجماعات.
- قسّمت الدولة القطرية البلاد إلى 30 دائرة انتخابية مختلفة.
- يعطي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أهمية كبيرة لصورة قطر دولياً. لقد نجحت الدولية الغنية والصغيرة إلى حد ما ببناء علاقة جيدة مع الغرب ولكن أيضاً مع حركات إسلامية مثل طالبان. ويرى مراقبون أن الأمير يريد أيضاً أن يُظهر للجماهير الغربية والمحلية في الدوحة أن الدولة تتمتع ببنية سياسية حميدة، بحسب تعبير سفير تركيا السابق لدى الدوحة.
- مع ظهور إمكانية انتخاب الهيئة التشريعية في البلاد عن طريق التصويت الشعبي، يمكن تسريع عملية التحول الديمقراطي. وذكر بيان صادر عن وزارة العدل أن الانتخابات تهدف إلى تعزيز الدور التشريعي للحكومة وتعزيز مشاركة المواطنين في العملية السياسية.
- مثل دول الخليج الأخرى، سيكون لمجلس الشورى في قطر سلطات تشريعية محدودة مثل الإشراف على السياسات العامة للدولة والميزانيات الحكومية حيث لا يزال الأمير يتمتع بحق النقض (الفيتو). ولن يكون لمجلس الشورى سلطة حقيقية على المجالات المتعلقة بالدفاع والأمن والسياسات الاقتصادية والاستثمارية.
من هم الناخبون؟
- سيتمكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً من التصويت لانتخاب المرشحين الذين يجب ألا تقل أعمارهم عن 30 عاماً. هذا ما يشير إليه قانون الانتخابات.
- المواطنون الذين لم يولد أجدادهم في قطر، لن يكونوا مؤهلين للتصويت أو الترشح لمنصب تشريعي. ما يعني أيضاً أن الأكثرية الساحقة من الأجانب في البلاد، الذين يبلغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة، لن يصوتوا.
- أحد الشواغل الرئيسية للانتخابات هو أن الناخبين سيختارون المرشحين على أساس الولاء القبلي، وليس على أساس الأفكار السياسية.
أحد المسؤولين في الكبار في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، قال إنه كان من الممكن أن تكون الانتخابات القطرية "لحظة للاحتفال" ولكنها "تلطخت بحرمان العديد من القطريين من حقوق المواطنة الكاملة". وكان كوغل قال في أيلول/سبتمبر الماضي إن القوانين الجديدة ذكرت "بأنهم ليسوا جميعاً متساوين".
- تخوض المرأة القطرية هذه الانتخابات، لكن بأعداد أقل بكثير من عدد الرجال ما ينذر بأن يكون تأثيرهن على القضايا التي تهم النساء محدوداً.
خاتمة
في الأخير، يبدو أن قطر تقدر أهمية العملية الديمقراطية، التي تعزز شرعية أي حكومة ودعمها بين السكان، لا سيما بعد ما يقرب من 4 سنوات من الحصار الإقليمي على الدوحة الذي فرضه بشكل أساسي جيرانها، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.
وانتهى الحصار بعدما وقّعت قطر ودول خليجية أخرى اتفاقاً لتطبيع العلاقات في كانون الثاني-يناير الماضي. لذلك، يبقى أن نرى كيف ستؤثر انتخابات مجلس الشورى حقاً والمشهد السياسي في البلاد.