أي دول من الاتحاد الأوروبي أعلنت مقاطعة أولمبياد بكين الشتوي دبلوماسياً؟

هل ستحذو دول الاتحاد الأوروبي ليتوانيا التي أعلنت مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين
هل ستحذو دول الاتحاد الأوروبي ليتوانيا التي أعلنت مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أي دول من الاتحاد الأوروبي أعلنت مقاطعة أولمبياد بكين الشتوي دبلوماسياً؟

اعلان

ليتوانيا هي الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي التي أعلنت رسمياً تأييدها للمقاطعة الدبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتي ستقام في الفترة من 4 إلى 20 شباط/ فبراير 2022.

ويفيد ناشطون ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أن ما لا يقل عن مليون من الإيغور ومن الأقليات الأخرى الناطقة بالتركية وهم بغالبيتهم مسلمون يحتجزون في معسكرات في شينغيانغ. 

وتُتهم بكين أيضاً بتعقيم نساء بالقوة وفرض العمل القسري. في المقابل تؤكد بكين أن هذه المعسكرات هي مراكز للتأهيل المهني الهدف منها إبعاد هؤلاء الأشخاص عن التطرف الديني.

بإعلانها المقاطعة الدبلوماسية لدورة الإلعاب الأولمبية الشتوية في بكين، تنضم دولة البلطيق إلى الحركة التي أطلقتها الولايات المتحدة التي أعلنت الإثنين الماضي أنّها ستسمح لرياضييها بالمشاركة في الأولمبياد لكنّها لن ترسل إليه أيّ مسؤول سياسي أو دبلوماسي، في مقاطعة عزت سببها إلى "الإبادة الجماعية" التي تتّهم واشنطن بكين بارتكابها في حقّ أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ (شمال شرق الصين) وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان في هذا البلد.

تهديد صيني

وردت الصين على الفور بأن "الولايات المتحدة ستدفع ثمن تصرفها"، لكن لم تتضح حتى الآن تفاصيل الرد الصيني. ورأت مجموعة "أوراسيا" أن الرد سيقتصر غالباً على القنوات الدبلوماسية وقد يشمل فرض عقوبات رمزية الى حدٍ كبير على بعض السياسيين الأميركيين.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الأربعاء، أنّ مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بكين مطلع العام المقبل ستقتصر على الرياضيين ولن تشمل أيّ تمثيل رسمي، لتحذو كانبيرا بذلك حذو واشنطن. وعزا موريسون قرار المقاطعة أيضاً إلى انتهاكات حقوق الإنسان في شينغيانغ ورفض بكين لقاء مسؤولين أستراليين.

الصين خفضت رسميا علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، خفضت الصين رسميا علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا ، احتجاجا على فتح تايوان سفارة باسمها في فيلنيوس. وكان سماح ليتوانيا لتايبيه بفتح مكتب رسمي مستخدمة اسم تايوان شكل خطوة دبلوماسية مهمة تحدت حملة الضغط التي شنتها بكين. 

 وترفض الصين أي استخدام لاسم "تايوان" يضفي شرعيّة دوليّة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها وتوعدت بالاستيلاء عليها يوما ما بالقوة إذا لزم الأمر. 

وفي هذا الصدد، أوقفت بكين أيضا قطارات الشحن إلى ليتوانيا. كما أوقفت إصدار تصاريح تصدير المواد الغذائية. في أيار/مايو، أعلنت ليتوانيا أنها ستنسحب من "منتدى التعاون الصيني 17+1 مع دول وسط وشرق أوروبا"، مبررة قرارها بأن هذا المنتدى "مثير للانقسام". واستبعدت الصين الشركات التي تتعامل مع الموردين الليتوانيين من الأسواق الصينية.

وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس، قال من جانبه أن موقفا أوروبيا موحدا يحذو حذو ليتوانيا "غير مرجح" حدوثه في الوقت الراهن. موضحا "أنا أؤيد دائمًا نهجًا أوروبيًا، لكن في بعض الأحيان يصعب الإجماع عليه في الوقت الحالي" حسب قوله.

فرنسا؟

أعلنت فرنسا الخميس عن عدم مقاطعتها "دبلوماسيا" دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين المرتقبة في فبراير/شباط 2022، حسبما قال وزير التعليم والرياضة الفرنسي جون-ميشال بلانكيه. وقال الوزير لمحطتي "آر آم سي" و"بي أف أم تي في" إن "فرنسا لن تقوم بذلك" مضيفا أنه لن يتوجه إلى الصين في فبراير/شباط لحضور المباريات إنما ستقوم الوزيرة المنتدبة للرياضة روكسانا ماراسينيانو بذلك. وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق عن أنها "ستنسق" مع الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي حول الموقف الذي ستتبعه.

لوكسمبورغ والنمسا وألمانيا أيضاً

كما انضمت لوكسمبورغ والنمسا وألمانيا إلى الموقف الفرنسي. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك "الألعاب الأولمبية احتفال بالرياضة، يجب ألا تغتنم الفرصة لممارسة السياسة".

المقاطعة ليست خيارا لإيطاليا

المقاطعة ليست خيارا لإيطاليا أيضا. ستستضيف البلاد دورة الألعاب الشتوية لعام 2026 في ميلانو وكورتينا دامبيزو. ومع ذلك، وفقًا للتقاليد، يجب أن تنتقل الشعلة الأولمبية من بلد مضيف إلى آخر في نهاية المسابقات. وأبدى، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الإيطالية، جيوفاني مالاغو، عدم تأييده لمقاطعة أولمبياد 2022. وقال مالاغو إن الصين هي الدولة التي تحملت عبء حماية عالم الرياضة خلال الوباء، مذكرا بكلمات رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، بأن الأولمبياد لا ينبغي أن تكون موضوعا للتسييس وأن إيطاليا تلتزم بالبيان.

الإجماع ضروري

موضوع المقاطعة الدبلوماسية لـ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في بكين ليس على جدول الأعمال الرسمي لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل اليوم الاثنين. يبدو أن القرار المشترك بشأن الإجماع بشان المقاطعة الدبلوماسية لـ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في بكين "احتمال بعيد" ذلك أنه لاتخاذ قرار في مسائل السياسة الخارجية، يلزم الإجماع بين الدول السبع والعشرين.

المقاطعات التاريخية

شهدت الألعاب الأولمبية، لاسيما الصيفية، العديد من المقاطعات في العقود الماضية بقرار فردي من الدول أو ككتل منذ أن أقيمت الألعاب الحديثة الأولى في أثينا عام 1896. لم تكن هناك مقاطعة قط في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية. من ناحية أخرى، حدث ذلك سبع مرات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية. بلغت هذه الاشتباكات الدبلوماسية ذروتها في الحرب الباردة. في عام 1980 تخلى ما يقرب من 60 دولة عن المشاركة في ألعاب موسكو بسبب الاحتلال السوفياتي السابق لأفغانستان. رداً على ذلك، قاطع الاتحاد السوفياتي السابق و 14 دولة من دول الكتلة الشرقية أولمبياد لوس أنجلوس 1984 من خلال تنظيم منافساتهم الخاصة في موسكو.

وتنظم الألعاب الأولمبية الشتوية في الفترة ما بين 4 و20 فبراير/شباط، لكن بسبب القيود التي تفرضها الصين على دخول الأجانب في إطار مكافحتها فيروس كورونا، من المرتقب أن يحضر عدد قليل من المسؤولين السياسيين العالميين إلى بكين، باستثناء حضور لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قبل دعوة نظيره الصيني شي جينبينغ.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ستة أحداث بارزة متوقعة للعام 2022.. تعرف عليها

مالطا.. أول دولة أوروبية تشرّع "الحشيش" للاستخدام الشخصي

النواب الفرنسيون يصوتون على مشروع يحظر التمييز على ملمس الشعر وطوله ولونه وشكله