من جي فولكونبريدج وباريسا حافظي
لندن/دبي (رويترز) - يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران يوم الثلاثاء للقاء الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في أول رحلة لبوتين خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق منذ غزو أوكرانيا.
ويعتبر بوتين محاولة الغرب شل الاقتصاد الروسي بأكثر العقوبات صرامة في التاريخ الحديث إعلان حرب اقتصادية ويقول إن روسيا بدأت تنصرف عن الغرب متحولة إلى الصين والهند وإيران.
ويزور الزعيم الروسي طهران لعقد خامس اجتماع له مع خامنئي، الذي تولى منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في عام 1989، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية.
وقال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية للصحفيين في موسكو إن "الاتصال بخامنئي مهم للغاية.. فقد نشأ بينهما حوار يقوم على الثقة حول أهم القضايا الثنائية والدولية".
وأضاف "مواقفنا متقاربة أو متطابقة في معظم القضايا".
وتتزامن زيارة بوتين لإيران مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيجتمع الزعيمان في طهران لمناقشة اتفاق يهدف إلى استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود وتهديد أردوغان بشن عملية أخرى في شمال سوريا تعارضها موسكو.
وفي سوريا، انتصرت روسيا وإيران في دعمهما للرئيس بشار الأسد ضد الغرب، الذي دعا مرارا إلى الإطاحة به منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
* الاتجاه شرقا؟
قام بوتين البالغ من العمر 69 عاما بعدد قليل من الرحلات الخارجية في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كوفيد ثم الأزمة التي أثارها غزوه لأوكرانيا في 24 فبراير شباط. وكانت آخر رحلة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق إلى الصين في فبراير شباط.
وبتوجهه إلى الجمهورية الإسلامية في أول رحلة خارجية كبيرة له منذ اندلاع حرب أوكرانيا، يبعث بوتين برسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن روسيا ستسعى إلى بناء علاقات مع إيران، وهي خصم للولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وقبل الرحلة، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إن روسيا وإيران تخضعان منذ فترة طويلة للعقوبات الغربية، مضيفا أن هذا هو ثمن السيادة.
وبالنسبة لطهران، يعتبر بناء العلاقات مع روسيا وسيلة لتحقيق التوازن بين نفوذ الولايات المتحدة وتحلفاتها مع حكام عرب في الخليج وإسرائيل. وسيلتقي بوتين بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي انتخب العام الماضي.
وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن هويته "نحتاج إلى حليف قوي وموسكو قوة عظمى".
وبتشجيع من ارتفاع أسعار النفط، تراهن طهران على أنها قد تضغط، بدعم من روسيا، على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ومع ذلك، أدى ميل روسيا نحو بكين إلى انخفاض كبير في صادرات النفط الإيراني إلى الصين، وهو مصدر دخل رئيسي لطهران منذ أن أعاد الرئيس دونالد ترامب فرض العقوبات في 2018.
* أوكرانيا وسوريا
ستركز المحادثات مع أردوغان على خطة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية مجددا وتهديد تركيا بشن عمليات عسكرية جديدة في سوريا من أجل تمديد "مناطق آمنة" بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود.
وقال مسؤول تركي كبير طلب عدم كشف هويته "المحادثات مع بوتين ستركز على الحبوب وسوريا وأوكرانيا. المحادثات ستحاول معالجة الأمور المتعلقة بصادرات الحبوب".
ومن المتوقع أن توقع كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة اتفاقا في وقت لاحق هذا الأسبوع بهدف استئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.
ومن شأن أي عملية تركية في سوريا أن تهاجم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جزء أساسي من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا وتعتبرها واشنطن حليفا مهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول التركي الكبير إنه سيتم بحث عملية تركيا المزمعة وكذلك تقارير تفيد بأن روسيا والأكراد يعملون معا في بعض مناطق سوريا.