من باريسا حافظي وجون أيريش
دبي (رويترز) - أذاع التلفزيون الرسمي الإيراني يوم الخميس مقطع فيديو ظهر فيه مواطنان فرنسيان محتجزان في إيران بتهمة "التجسس" منذ مايو أيار وهما يعترفان بأنهما كانا يتجسسان لصالح إحدى الوكالات الأمنية الفرنسية، وسط اضطرابات على مدى أسابيع ربطتها إيران بأعداء أجانب.
واتهمت وزارة الخارجية الفرنسية طهران بممارسات "أسوأ الأنظمة الديكتاتورية" على خلفية الاعترافات المصورة ونفت بشكل قاطع أن المتهمين من أفراد خدمات الاستخبارات الفرنسية.
وقالت وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية في مايو أيار إنها ألقت القبض على أوروبيين لتحريضهما على "زعزعة الأمن" في إيران. وأدانت فرنسا إيران وطالبت بإطلاق سراح سيسيل كولر وشريكها جاك باريس على الفور.
وكثيرا ما تذيع وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية اعترافات مزعومة لمشتبه بهم في قضايا سياسية.
وقالت كولر في مقطع الفيديو مرتدية الحجاب "أنا سيسيل كولر، وأنا عميلة استخبارات وعمليات في المديرية العامة للأمن الخارجي… جئنا إلى إيران لتهيئة الوضع للثورة والإطاحة بالنظام الإسلامي الحاكم".
وقال التلفزيون الحكومي إن الفرنسيين دخلا إيران "بأكوام من الأموال… لتمويل الإضرابات والمظاهرات".
وقال باريس في مقطع الفيديو "هدفنا في الوكالة الأمنية الفرنسية هو الضغط على حكومة إيران".
وفي أحد أقسى بيانات فرنسا منذ عدة سنوات، قالت آن كلير لوجندر "لا أساس لهذه الاعترافات المزعومة المنتزعة بالإكراه، ولا للأسباب المقدمة لاعتقالهما التعسفي".
وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة العدالة لإيران ومقرها لندن في تقرير صدر عام 2020 إن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أذاعت أكثر من 355 اعترافا بالإكراه خلال العقد المنصرم. ورفض المسؤولون الإيرانيون هذه الاتهامات.
ويتزامن ظهور الثنائي الفرنسي في التلفزيون مع أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني (22 عاما) في حجز الشرطة الشهر الماضي.
وهناك أربعة فرنسيين مسجونين في إيران، بينما تحاول فرنسا أن تتأكد مما إذا كان خامس قد اعتُقل خلال الاحتجاجات في أنحاء البلاد. وقالت إيران الشهر الماضي إن تسعة أوروبيين اعتُقلوا خلال الاضطرابات.
وكررت الدول الغربية، بما فيها فرنسا، اتهاماتها إلى حكام إيران ذوي الخلفية الدينية باعتقال مواطنيها بشكل تعسفي.
ولقيت الاحتجاجات الحادثة في أنحاء البلاد دعما دوليا كبيرا، مما دفع طهران إلى كيل الاتهامات إلى منتقديها، إذ اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرارها.