انفجار شاحنة يلحق أضرارا بجسر إمداد رئيسي للقوات الروسية في القرم

انفجار شاحنة يلحق أضرارا بجسر إمداد رئيسي للقوات الروسية في القرم
انفجار شاحنة يلحق أضرارا بجسر إمداد رئيسي للقوات الروسية في القرم Copyright Thomson Reuters 2022
Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ماكس هوندر وجوناثان لانداي

كييف (رويترز) - ألحق انفجار شاحنة قوي يوم السبت أضرارا جسيمة بجسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويضم طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة وطريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية التي تقاتل للسيطرة على الأراضي التي استعادتها أوكرانيا في الجنوب.

وبعد الانفجار على الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي لم تُحمل روسيا حتى الآن أي جهة المسؤولية عنه، نشر مسؤولون أوكرانيون رسائل مرحة لكن دون إعلان مباشر للمسؤولية.

وقال محققون روس إن ثلاثة لقوا حتفهم ويُعتقد أنهم بداخل سيارة كانت بالقرب من الشاحنة التي انفجرت.

وعلى الرغم من الضرر الذي لحق بالجسر، استؤنفت حركة مرور السيارات بشكل محدود بعد نحو عشر ساعات من الانفجار، وسمحت وزارة النقل باستئناف حركة السكك الحديدية بعد ذلك بوقت قصير.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربطها بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.

ويمثل الجسر الآن طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، كما يمثل أهمية لمدينة سيفاستوبول الساحلية التي قال حاكمها لسكان المنطقة "التزموا بالهدوء. لا داعي للذعر".

لم يتضح بعد ما إن كان الانفجار هجوما متعمدا، لكن الضرر الذي لحق بهذا الجسر، الذي يعد أحد مرافق البنية التحتية البارزة، جاء في وقت تعاني فيه روسيا من عدة هزائم في ساحة المعركة مما يضعف على الأرجح من قوة رسائل الطمأنة من الكرملين للمواطنين الروس بأن الصراع يمضي وفق ما هو مخطط له.

كما وقع الانفجار بعد يوم واحد من بلوغ بوتين عامه السبعين وتزامن مع تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في العملية العسكرية بأوكرانيا في ثالث تغيير لقيادات عسكرية رفيعة المستوى في غضون أسبوع.

* "عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس!"

نشر أوليكسي دانيلوف رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني مقطعا مصورا للجسر المحترق على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب مقطع مصور لمارلين مونرو وهي تغني "عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس".

ومنذ بدء الغزو في 24 فبراير شباط، ألمح مسؤولون أوكرانيون مرارا إلى رغبتهم في تدمير الجسر الذي يُنظر إليه في أوكرانيا على أنه رمز للاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم. وقالت خدمة البريد الأوكرانية يوم السبت إنها ستصدر طابعا خاصا لتخليد ذكرى تفجيره.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها في جنوب أوكرانيا يمكن "إمدادها بشكل كامل" من خلال الطرق البرية والبحرية القائمة.

وقالت وزارة النقل إن حركة المركبات الخفيفة والحافلات استؤنفت في الاتجاهين المتقابلين على النصف السليم من الطريق، في حين تقرر نقل مركبات البضائع على متن العبارات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن رد فعل كييف على تدمير البنية التحتية المدنية "يشهد على طبيعتها الإرهابية".

وأوضحت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي أن الانفجار وقع في الساعة 0607 صباحا بالتوقيت المحلي (0307 بتوقيت جرينتش) في شاحنة نقل وتسبب في اشتعال النار في سبع عربات لنقل الوقود في قطار متجه إلى شبه الجزيرة.

وأضافت أن قسمين من الجسر انهارا جزئيا، لكن الممر المائي، الذي تنتقل من خلاله السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف، لم يتضرر.

وأظهرت صور نشرتها لجنة التحقيق الروسية تدمير نصف الطريق في حين ما زال النصف الآخر متماسكا لكنه متصدع.

وأظهرت صور دخانا كثيفا يتصاعد من جزء من الجسر.

ونشر مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة على تويتر قال فيها إن الحادث يشكل مجرد "البداية".

وكتب ميخايلو بودولياك "يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل ما سُرق إلى أوكرانيا، ويجب طرد الروس من كل (منطقة) احتلوها".

لكنه قال لرويترز إنه يعتقد أن روسيا هي التي دبرت الانفجار رغم أنه لم يذكر كيف توصل إلى هذا الاستنتاج.

وأضاف "هذا مثال واضح للصراع بين جهاز الأمن الاتحادي الروسي

(جهاز المخابرات) و(الشركات العسكرية الخاصة) من جهة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة لروسيا الاتحادية من جهة أخرى".

* مشاكل لوجستية

تصور موسكو شبه جزيرة القرم، التي يتحدث سكانها باللغة الروسية، باعتبارها جزءا تاريخيا وعزيزا من روسيا، وتم التركيز على ترويج هذه الصورة بشكل خاص في العام الحالي مع تمتع سكانها بإمكانية قضاء عطلاتهم بأعداد كبيرة في مأمن نظريا من الحرب.

وقال كيريل ستريموسوف، نائب حاكم إقليم خيرسون المعين من قبل الروس، إن حادث الجسر "لن يؤثر كثيرا على إمدادات الجيش".

وأضاف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "لكن ستكون هناك مشاكل فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية في شبه جزيرة القرم".

وقال ميكولا بيليسكوف من المعهد الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، والذي يقدم المشورة للرئاسة في كييف، إن الجسر لا غنى عنه لقوات الغزو الروسية.

وعلى الرغم من أن القوات الروسية استولت على جزء من الساحل الأوكراني الذي يربط إقليم خيرسون بشبه جزيرة القرم وروسيا، قال بيليسكوف إن ممرات النقل هناك سيئة، وإن روسيا فضلت إرسال التعزيزات إلى خيرسون عبر الطريق الملتوي الذي يشكل الجسر جزءا منه في شبه جزيرة القرم.

وقال جيمس نيكسي، الخبير في الشأن الروسي في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية البريطانية "لطالما كان الجسر هدفا لأوكرانيا، سواء في العمليات السرية أو ضربات أنظمة المدفعية طويلة المدى التي أرسلتها الولايات المتحدة".

وأضاف "واقعيا يمكن للروس إعادة بنائه، لكنهم لن يستطيعوا الدفاع عنه بينما يخسرون الحرب".

وفي رسالة مصورة، قال سيرجي أكسيونوف الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم إنه يريد "طمأنة سكان القرم بأن جمهورية القرم لديها إمدادات كاملة من الوقود والطعام. لدينا وقود يكفي لما يزيد على شهر وطعام لما يزيد على شهرين".

كما سعى الحاكم الروسي لسيفاستوبول، التي تتمتع بمكانة إقليمية بارزة في شبه جزيرة القرم باعتبارها مقر أسطول البحر الأسود، إلى طمأنة السكان.

وكتب ميخائيل رازفوجاييف عبر تطبيق تيليجرام "نحن لسنا معزولين عن البر الرئيسي! التزموا الهدوء. لا داعي للذعر".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما

أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة

محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ