ولد في بريطانيا لعائلة يهودية، وتعلم في أستراليا، وأصبح دبلوماسياً في أميركا وتخصص في قضية الشرق الأوسط.. رحيل سفير واشنطن الأسبق لدى إسرائيل مارتن إنديك.
اعلانرحل السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، عن عمر ناهز 73 عاماً، بعد مسيرة دبلوماسية وبحثية في شؤون الشرق الأوسط امتدت عقوداً.
وتوفي إنديك، الخميس، في منزله ببلدة فيرفيلد بولاية كونيتيكت، نتيجة مضاعفات إصابته بسرطان المريء، بحسب ما أكدت زوجته.
وكانت آخر تغريدة كتبها الدبلوماسي الأميركي الراحل على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) في 20 يونيو/حزيران الماضي، وكان يعلق فيها على تقرير للصحفي الإسرائيلي، باراك رافيد، يتحدث عن "استعداد" نتنياهو لتحمل "هجمات شخصية مقابل حصول إسرائيل على الذخيرة التي تحتاجها في الحرب".
وكتب إنديك: "إن بيبي (لقب منسوب لنتنياهو) يؤدي دور الشهيد في الأزمة التي اصطنعها".
وإنديك من مواليد عام 1951. انتقلت عائلته اليهودية البريطانية إلى أستراليا حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، ثم انتقل هو إلى الولايات المتحدة عام 1982، حيث برز في ميدان سياستها الخارجية.
وعمل مساعداً خاصاً للرئيس الأسبق، بيل كلينتون، ومديرا أول لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بين عامي 1993 و1995. وتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية بين عامي 1997 و2000.
وأصبح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل بين عامي 1995 و1997، وعاد إلى المنصب ذاته بين عامي 2000 و2001.
وكان مبعوثاً خاصة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بين عامي 2013 و2014، إبان الولاية الثانية للرئيس الأسبق، باراك أوباما.
وبعد استقالته عام 2014، انضم إلى معهد "بروكينغز" البحثية في واشنطن، واعتبرت تلك الخطوة حينها بمنزلة رمز لفشل أحدث الجهود الأميركية التي بذلتها الولايات المتحدة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومع ذلك ظل مستشاراً خاصاً لأوباما في قضايا الشرق الأوسط.
وأصدر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، بياناً نعى فيه إنديك، وقال فيه: "إن السفير إنديك استثمر عقوداً من حياته المهنية غير العادية في مهمة مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على تحقيق السلام الدائم. إنها كانت قضية سيرة إنديك المهنية".
ووصفه مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية مقرها نيويورك، بأنه "صوت نادر وموثوق فيما يتصل بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وذلك في ظل بيئة يسودها النقاش المستقطب"، علماً بأن إنديك عمل منذ عام 2018 باحثاً في المجلس.
وكان إنديك المدير التنفيذي المؤسس لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الموالي لإسرائيل عام 1985، وقال خلفه، روبرت ساتلوف: "إنه مواطن أسترالي جاء إلى واشنطن ليترك أثراً على السياسة الأميركية في الشرق، كما فعل ذلك بالتأكيد عندما كان باحثاً بارزاً".
وأّلف عدة كتب منها "سيد اللعبة: هنري كيسنجر وفن دبلوماسية الشرق الأوسط"، ومن أبرز تصريحاته: "أنا مقتنع منذ أربعين عاماً بأن السلام ممكن"