يقول الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني "إنها لحظات نادرة ومؤشر على أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تريدان منع التصعيد في سوريا".
عن طريق الصدفة وخلال دورياتهم المعتادة، التقى جنود أمريكيون وروس قرب بلدة القحطانية في شمال شرق سوريا، لكنهم لم يكتفوا بسلام عابر بل ترجلوا من آلياتهم ليتبادلوا الضحكات والصور في مشهد غير اعتيادي يعكس تعايشاً استثنائياً بين القوتين.
وتتواجد قوات أمريكية في شمال شرق سوريا منذ العام 2014، في إطار التحالف الدولي دعماً للأكراد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
ودخلت روسيا، التي تنشر قواتها في سوريا منذ العام 2015 دعما لدمشق، إلى المشهد في تلك المنطقة إثر اتفاق على دخول مناطق نفوذ الأكراد لوقف عملية عسكرية تركية.
وباتت القوات الروسية على تماس مع القوات الأمريكية، لتتداخل مناطق انتشارهما، وأصبح اعتيادياً في المنطقة مشاهدة جنود روس يتابعون عبر المنظار تحركات القوات الأمريكية، والعكس صحيح.
وتكررت لقاءات عناصرهم خلال الدوريات، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع تركيا، وأدت في مرات قليلة إلى احتكاكات محدودة.
وفي 2020، تداول رواد الانترنت مقطعاً مصوراً يظهر مدرّعة روسية تحاول تجاوز آلية أمريكية على الطريق قبل أن تنحرفا معاً خارجه بعدما حاولت المدرعة الأمريكية منعها.
والسبت، التقت دوريتان أمريكية وروسية قرب حقل نفطي بالقرب من الحدود التركية في محافظة الحسكة، الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية.
وبدلاً من الاحتكاك، تظهر الصور التي التقطها مصور وكالة فرانس برس الجنود الروس والأمريكيون يتبادلون التحية ويتصافحون.
ترجل العناصر من آليات تحمل علمي البلدين، وقفوا جنباً إلى جنب، أسلحتهم معلقة على أكتافهم، وتبادلوا الأحاديث والضحكات.
ويقول الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني لفرانس برس "إنها لحظات نادرة ومؤشر على أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تريدان منع التصعيد في سوريا".
وسوريا هي البلد الوحيد حيث تتواجد قوات روسية وأمريكية في بقعة جغرافية ضيقة منذ عقود.
ولضمان عدم تطور الاحتكاكات، يتواصل الطرفان عبر ما يُعرف بآليّة فضّ الاشتباك، وهي قنوات اتصال تلعب دوراً رئيسياً في تفادي الحوادث على الأرض وفي الأجواء السورية وتحدّد المناطق الدقيقة للطرفين.
واتُبعت آلية التنسيق هذه منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، بينما كانت الطائرات الأمريكية تشارك في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.