بيونغ يانغ تُصرّ أمام الأمم المتحدة على أن سلاحها النووي "قانون وطني لا رجعة فيه"، بينما تكشف تقارير كورية جنوبية عن امتلاكها يورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع 20 قنبلة نووية سنويًّا.
أكد كيم سون جيونج، نائب وزيرة خارجية كوريا الشمالية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين، أن بلاده "لن تتخلى أبداً عن برنامجها النووي"، واصفاً ذلك بأنه "يُعادل مطالبتها بالتنازل عن السيادة وحقها في الوجود".
وأوضح كيم في كلمته التي ألقاها نيابة عن بيونغ يانغ: "لن نتخلى أبداً عن السلاح النووي الذي هو قانوننا الوطني وسياستنا الوطنية وقوتنا السيادية، وكذلك حقنا في الوجود. تحت أي ظرف، لن نتراجع أبداً عن هذا الموقف".
وتشكل هذه الكلمة أول ظهور لمسؤول من كوريا الشمالية في الاجتماع السنوي لقادة العالم بالجمعية العامة منذ زيارة وزير خارجيتها إلى نيويورك عام 2018.
الزعيم الكوري الشمالي يوجّه بـ"شحذ الدرع والسيف النوويين"
في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، السبت، بأن الزعيم كيم جونغ أون وجّه باستخدام "جميع الموارد" لدعم البرنامج النووي، بهدف "شحذ الدرع والسيف النوويين" لحماية سيادة البلاد وأمنها الوطني.
وكان كيم قد التقى، الجمعة، مسؤولين وعلماء كباراً في معاهد أبحاث الأسلحة النووية، وقال إن "الأولوية القصوى للبلاد هي مواصلة تطوير موقف الرد النووي"، مضيفاً: "يجب علينا شحذ وتجديد الدرع والسيف النوويين باستمرار لضمان السيادة الوطنية والأمن والمصالح والحق في التنمية بشكل موثوق".
وشدّد الزعيم الكوري الشمالي على أن "الردع القوي، أي منطق حفظ السلام والأمن بالقوة، الذي تُشكّل القوات النووية عموده الفقري، هو الموقف الثابت لكوريا الشمالية".
وأعرب كيم عن ارتياحه لأن "الروابط الرئيسية في التطوير العالي للقدرات النووية للبلاد قد حُلّت تماماً، حيث نفّذ معهد الأسلحة النووية ومسؤولون من مجال إنتاج المواد النووية مهمتين تتعلقان باستراتيجية نووية جديدة وهامة".
كيم جونغ أون: محادثات مع واشنطن مشروطة
وفي خطاب ألقاه مؤخراً خلال اجتماع برلماني مهم، صرّح زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأن بيونغ يانغ "منفتحة على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة"، شرط أن "تخلّي واشنطن عن مطلبها بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية".
لكنه أوضح في الوقت نفسه أن بلاده "لن تتخلى أبداً عن الأسلحة النووية"، مؤكداً أن وضع كوريا الشمالية "الذي لا رجعة فيه كقوة نووية مُكرّس في دستور البلاد".
بيونغ يانغ تعلن إنجازات في تطوير قدراتها النووية
وأعرب كيم جونغ أون عن ارتياحه لكون "الروابط الرئيسية في التطوير العالي للقدرات النووية للبلاد قد حُلّت تماماً"، مشيراً إلى أن "معهد الأسلحة النووية ومسؤولين من مجال إنتاج المواد النووية نفّذوا مهمتين تتعلقان باستراتيجية نووية جديدة وهامة".
وتخضع كوريا الشمالية، التي أجرت أول تجربة نووية في عام 2006، لعقوبات دولية صارمة بسبب برامجها العسكرية المحظورة.
وتشير وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى أن بيونغ يانغ تشغّل منشآت متعددة لتخصيب اليورانيوم، من بينها منشأة في موقع يونغبيون النووي، رغم إعلانها سابقاً عن إيقاف تشغيلها، قبل أن تعيد تشغيلها مجدداً في عام 2021.
صواريخ عابرة للقارات
من جانبه، قال وزير التوحيد الكوري الجنوبي، تشونج دونج يونج، الخميس، مستنداً إلى تقييمات خبراء، إن كوريا الشمالية تمتلك ما يصل إلى 2000 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب، مضيفاً: "يُعتقد أن كوريا الشمالية تُشغّل أجهزة طرد مركزي لليورانيوم في أربعة مواقع مختلفة لتجميع المواد النووية".
بدوره، أكد الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج أن كوريا الشمالية سعت لعقود إلى تنفيذ برنامج للأسلحة النووية، شملت جهودها "عملية سرية لتخصيب اليورانيوم سمحت بإنتاج ما يصل إلى 20 سلاحاً نووياً سنوياً".
وأشار لي إلى أن كوريا الشمالية "في المرحلة الأخيرة من تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي"، رغم أن بيونغ يانغ لم تُتقن بعد تكنولوجيا إعادة دخول المقذوفات إلى الغلاف الجوي.