لقي مصور فرنسي مصرعه وأُصيب زميله خلال تغطية ميدانية في منطقة نزاع نشط شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات من تزايد استهداف العاملين في الإعلام.
أعلن اتحادا الصحفيين الأوروبي والدولي، إلى جانب النقابة الوطنية الفرنسية للصحفيين، الجمعة، مقتل المصور الصحفي الفرنسي أنتوني لاليكان، البالغ من العمر 37 عاماً، في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، جرّاء هجوم بطائرة مُسيّرة.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الصحفي الأوكراني هيورغي إيفانشينكو أُصيب في الحادث نفسه، الذي وقع عند الساعة 7:20 صباحاً بتوقيت غرينيتش (9:20 بالتوقيت المحلي)، أثناء تأدية الصحفيين لمهمة صحفية في خط المواجهة.
وأكدت النقابة الوطنية للصحفيين أن لاليكان وإيفانشينكو كانا يرتديان سترات واقية تحمل علامة "صحافة" وقت وقوع الاعتداء.
ووصف الاتحاد الأوروبي للصحفيين الحادث بأنه الأول من نوعه منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، موضحًا أن لاليكان هو أول صحفي يُقتل جرّاء هجوم مباشر بطائرة مُسيّرة في البلاد.
وقال سيرجي توميلينكو، رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في أوكرانيا (NUJU):"التهديد الرئيسي للصحفيين اليوم، كما هو الحال بالنسبة لجميع المدنيين، هو الطائرات الروسية بدون طيار التي تطارد الناس. هؤلاء ليسوا ضحايا جانبيين للحرب. ومن خلال استهداف الصحفيين، يتعمّد الجيش الروسي مطاردة أولئك الذين يحاولون توثيق جرائم الحرب".
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه العميق لوفاة لاليكان في منشور على منصة X، قائلاً: "علمت بحزن عميق بوفاة أنتوني لاليكان، المصور الصحفي الفرنسي الذي كان يرافق الجيش الأوكراني على جبهة المقاومة. كان ضحية هجوم روسي بطائرة مُسيّرة".
وكان أنتوني لاليكان، المصور الصحفي المخضرم المقيم في باريس، قد سافر إلى أوكرانيا في مارس 2022، بعد وقت قصير من شن روسيا غزوها واسع النطاق، وعمل منذ ذلك الحين بشكل مكثف في مختلف مناطق البلاد، مع تركيز خاص على سكان حوض التعدين في دونباس جنوب شرق أوكرانيا.
ونُشرت أعماله في أبرز وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية، من بينها لوموند، لو فيغارو، وليبيراسيون، بالإضافة إلى المنشورات الألمانية دير شبيجل، تسايت، ودي فيلت.
وفي يناير/كانون الثاني 2024، فاز لاليكان بجائزة فيكتور هوغو للتصوير الفوتوغرافي الملتزم عن تقريره المعنون "فجأة أظلمت السماء"، الذي يوثّق واقع الحرب في أوكرانيا.
ويُضاف اسم لاليكان إلى قائمة الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تغطيتهم للحرب في أوكرانيا، ليصبح عددهم 16 صحفياً على الأقل منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022، وفقاً لبيانات لجنة حماية الصحفيين.
ويُذكر أن مراسلاً مستقلاً يعمل لصالح صحيفة إزفيستيا الروسية قُتل أيضاً في أوكرانيا في يناير/كانون الثاني الماضي.