رحبت دول عربية وغربية برد حماس على مقترح ترامب، في وقت تواصل إسرائيل تحذيراتها الميدانية لسكان غزة.
وجّه أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنذارًا عاجلًا عبر منصة “إكس” إلى جميع سكان قطاع غزة، قال فيه: “المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة. البقاء في هذه المنطقة يشكّل خطرًا كبيرًا، ولذلك يبقى شارع الرشيد مفتوحًا أمامكم للانتقال جنوبًا”.
وأضاف: “قوات جيش الدفاع لا تزال تُطوّق مدينة غزة، حيث تشكل محاولة العودة إليها خطرًا شديدًا. من أجل سلامتكم، تجنّبوا العودة شمالًا أو الاقتراب من مناطق عمل قوات جيش الدفاع في أي مكان في القطاع حتى في جنوبه”.
وجاء هذا التحذير في وقت أعلنت فيه القيادة الإسرائيلية العليا استعدادها للشروع في تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب. فقد أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "تسعى إلى التنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة"، مشيرًا إلى أن بلاده "ستواصل العمل بالتعاون الكامل مع الرئيس وفريقه لإنهاء الحرب وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل، والتي تتماشى مع رؤية ترامب".
من جانبه، أصدر رئيس هيئة الأركان إيال زامير تعليمات للقوات بـ"تعزيز الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة"، دون أن يشير صراحة إلى وقف النشاط الهجومي في غزة.
رغم ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القيادة السياسية أصدرت تعليمات للجيش بتقليص النشاط الهجومي، في خطوة تُفسَّر على نطاق واسع كاستجابة أولية لدعوة ترامب بوقف القصف فورًا.
تحركات تفاوضية مكثفة.. وويتكوف في طريقه إلى القاهرة
في تطور لافت، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في طريقه إلى مصر.
وأضافت أن القاهرة ستستضيف قريبًا اجتماعًا تفاوضيًّا يضم وفودًا بينها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وربما صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنر، لبحث تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إنهاء الحرب على قطاع غزة.
ولفتت القناة إلى أن هناك تقديرات داخل الأوساط الإسرائيلية باحتمالية مغادرة الوفد التفاوضي خلال اليوم، مشيرة إلى أن المستوى السياسي يعتزم المطالبة بـ"مفاوضات سريعة"، وذلك "لعدم إبقاء القوات في الميدان في وضعية ثابتة".
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، اليوم السبت، بأن فريق التفاوض تلقى تعليمات بالتحضير لإرسال وفد، لكن لم يُحدد موعد مغادرته بعد.
وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية "الشاباك والجيش والموساد" تعمل حاليًّا على صياغة قائمة بالأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم، استعدادًا للمفاوضات المرتقبة.
وقالت القناة 13، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: "سنعلم خلال أيام إن كنا نتجه نحو صفقة للإفراج عن المحتجزين، أم سنعود للحرب".
ترحيب عربي ودولي
ولاقى إعلان حماس ترحيبًا دوليًّا واسعًا. فقد وصف كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني، الموافقة الأولية للحركة بأنها "خطوة هامة إلى الأمام"، بينما رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة باتا في متناول اليد".
واعتبر المستشار الألماني فريدرش ميرتس أن مبادرة ترامب تمثّل "أفضل فرصة للسلام في غزة"، فيما وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين رد الحركة بأنه "مشجع"، ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الموقف الذي أعلنته حماس "يشكّل خطوة إيجابية تستدعي متابعة فورية".
وفي الدوحة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري عبر منصة "إكس" أن بلاده ترحب بإعلان حماس موافقتها على مقترح ترامب، وأنها بدأت التنسيق مع مصر، الوسيط الأساسي، والولايات المتحدة لمواصلة المحادثات حول خطة ترامب.
فيما رحبت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم السبت، بـ "الرد الإيجابي" لحركة حماس على مقترح ترامب، واعتبرته "خطوة هامة نحو إنهاء الحرب".
وفي السياق أكد منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل "ضرورة الوقف الفوري للحرب"، مشددًا على أن "كل ساعة تأخير تهدد حياة أحبّائنا المحتجزين".
عباس يربط إنهاء الحرب بخريطة طريق سياسية شاملة
في سياق موازٍ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان رسمي صادر الجمعة، عزمه إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام واحد من انتهاء الحرب على غزة.
وكشف أن جهات مختصة كُلّفت بإعداد "دستور مؤقت للدولة خلال 3 أشهر"، وتعديل القوانين ذات الصلة بما يضمن الالتزام بالشرعية الدولية وحل الدولتين.
وشدّد عباس على أن الترشح للانتخابات سيكون مشروطًا بالالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية، ووجود سلطة أمنية واحدة ونظام قانوني موحّد.
كما أعلن توجيه الحكومة لـ"تطوير المناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو، وبدء تطبيق قانون جديد لرعاية أسر الشهداء والأسرى عبر المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي".
ترامب يعلن "موافقة حماس"
وكان ترامب قد أعلن، الجمعة، أن حماس "أظهرت استعدادها لسلام دائم"، بعد أن أرسلت الحركة ردًّا على خطته المؤلفة من 20 نقطة. ودعا إسرائيل إلى "التوقف فورًا عن قصف غزة"، مؤكدًا أن "المفاوضات جارية حول التفاصيل التي يجب الاتفاق عليها".
وردّت حماس بأنها "تثمن جهود الرئيس ترامب"، وأعلنت موافقتها على "إطلاق سراح جميع أسرى الأحياء منهم والرفات وفق صيغة التبادل الواردة في اقتراحه"، شرط "توفير الظروف الميدانية اللازمة".
كما أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى "هيئة فلسطينية من المستقلين"بدعم عربي وإسلامي، لكنها لم تُفصّل موقفها من بند نزع السلاح، وهو أحد الركائز الأساسية في الخطة الأمريكية.