أفادت وزارة الداخلية عبر منصتها على “إكس” أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية تتابع قضية اختطاف الطفل محمد قيس حيدر باهتمام مباشر، وقد أوعزت إلى الجهات المختصة بالتحرك الفوري وبدء التحقيق وجمع المعلومات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الفاعلين منذ لحظة ورود البلاغ.
اختُطف طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، من الصف الثامن، صباح اليوم من أمام مدرسة “جمال داوود” في مدينة اللاذقية، على مرأى من المارة والطلاب، دون أن يُبلَّغ عن أي تدخل لمنع الجريمة.
ووفقًا لمعلومات وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطفل المختطف يُدعى محمد قيس حيدر، وهو من أبناء حي “المشروع العاشر” في المدينة.
وفور وقوع الحادثة، أعلنت مجموعة الطوارئ في الحي حالة استنفار عام، ودعت الأهالي إلى التعاون وتزويدها بأي معلومات قد تساعد في تحديد مكان الطفل أو هوية الخاطفين.
استنفار أمني وتحقيقات جارية
أفادت وزارة الداخلية عبر منصتها على “إكس” أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية تتابع قضية اختطاف الطفل محمد قيس حيدر باهتمام مباشر، وقد أوعزت إلى الجهات المختصة بالتحرك الفوري وبدء التحقيق وجمع المعلومات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الفاعلين منذ لحظة ورود البلاغ.
وأكدت أن الجهود الميدانية متواصلة على مدار الساعة، بالتنسيق مع مختلف الوحدات الأمنية، بهدف الوصول إلى الطفل وتحريره بأمان، والقبض على المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
تزايد مخاوف من تصاعد ظاهرة الاختطاف
تتزامن هذه الحادثة مع تصاعد المخاوف الشعبية من تفشي ظاهرة الاختطاف في محافظة اللاذقية، وسط انتقادات واسعة لغياب الإجراءات الأمنية الرادعة. ويشعر الطلاب وأولياء الأمور بحالة من الخوف والقلق بعد ما جرى أمام المدرسة، خاصةً في ظل تكرار حوادث مماثلة مؤخرًا.
فقد وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان في 4 تشرين الأول الجاري فقدان الاتصال بطفلة تبلغ من العمر 14 عامًا في منطقة “الشاطئ الأزرق” باللاذقية، وسط مخاوف من تعرضها للاختطاف. ولا يزال مصيرها مجهولًا حتى اللحظة.
ويُذكر أن هذه الطفلة نفسها كانت قد تعرضت لمحاولة اختطاف قبل نحو شهرين، حين خرجت من منزل ذويها لشراء كيس ثلج من محل قريب في المنطقة ذاتها.
وأظهرت تسجيلات الكاميرات أنها أُجبرت على الصعود إلى سيارة من نوع “هيونداي سنتافيه” تحمل لوحات إدلب عند دوار الشاطئ، قبل أن تتمكن دورية من شرطة مخفر الشيخ ضاهر من اعتراض السيارة واستعادتها سالمة آنذاك.
اغتيال معلّمة في حمص
في سياق منفصل، قُتلت سيدة تعمل معلّمة جراء إطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أمام مدرسة “وليد النجار” في حي جب الجندلي (طريق كعب الأحبار) بمدينة حمص، أثناء توجهها إلى عملها.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المسلحين لاذوا بالفرار عقب تنفيذ العملية، وسط استنفار أمني في المنطقة. ولم تُسجَّل أي معلومات عن إلقاء القبض على المتورطين حتى إعداد هذا التقرير.
وأثارت الحادثة حالة من الذعر والاستياء بين أهالي الحي، لا سيما في ظل تصاعد وتيرة الانفلات الأمني في المدينة، وازدياد حوادث الاستهداف والاغتيالات التي تستهدف مدنيين وعاملين في القطاعات التعليمية والخدمية وفقاً للمرصد.
شهادات من حمص: "نخاف من صوت الدراجة النارية"
في ظل هذا الواقع، يعيش سكان حمص حالة من الرعب اليومي. يقول أحمد، أحد سكان المدينة، ليورونيوز:"حالات القتل العشوائية في تزايد مستمر. أصبحنا نخاف من صوت الدراجة النارية؛ ما أن نسمعها حتى نعرف أن شخصًا سيُقتل. يأتي شخصان على دراجة، يطلق أحدهما النار أمام المارة، ثم يمضيان دون أن تتدخل أي دورية أمنية أو حتى تلاحقهما".
من جهتها، تصف سيلفا، وهي معلّمة في إحدى مدارس حمص، الوضع النفسي للمواطنين قائلة ليورونيوز: "بعد مقتل زميلتنا، أصبحنا نخاف كثيرًا. الوضع مقلق: خطف النساء والأطفال، قتل الرجال، وجثث تُترك في الطرقات. هذا يؤثر فينا نفسيًّا. أحيانًا لا أستطيع إكمال درسي بعد سماع إطلاق نار، لأننا نعرف أن شخصًا قُتل، دون رادع أو حل من قبل محافظة حمص، ناهيك عن السرقات التي تجتاح البيوت بقوة السلاح".
وفقاً لتقارير المرصد اليومية، تشهد مدينة حمص استمرارًا للتوترات الأمنية، مع تكرار عمليات الاغتيال المتفرقة، في ظل غياب واضح لآليات المحاسبة وانتشار السلاح خارج الضوابط الرسمية، ما يعمّق شعور المواطنين بعدم الأمان ويفاقم مخاوفهم من استهداف عشوائي قد يطال أي شخص في أي وقت.
اغتصاب فتاة والقاتل طليق
وفي منتصف شهر أيلول الماضي أفادت مصادر محلية في سوريا لـ "يورونيوز" بوقوع جريمة اغتصاب مروّعة في مدينة سلحب بريف حماة الغربي، راحت ضحيتها فتاة عشرينية يتيمة، أثناء توجهها من قريتها حورات عمورين إلى مكان عملها في معمل للحلويات داخل مدينة سلحب.
وقعت الجريمة في وضح النهار وعلى مقربة من الطريق العام، في حادثة أثارت موجة غضب عارمة بين السكان، وأعادت تسليط الضوء على الانفلات الأمني المتصاعد في المنطقة.
المصادر أكدت أن الضحية تنتمي لعائلة فقيرة معدمة، وبحكم كونها المعيل الوحيد لوالدتها و لشقيقها المعاق، اعتادت الفتاة قطع المسافة يوميا بين قريتها حورات عمورين ومدينة سلحب للعمل في معمل حلويات. ذلك الروتين اليومي جعلها هدفاً سهلاً، حيث تعرّضت يوم الواقعة والذي صادف يوم الأربعاء لاعتراض ثلاثة مسلحين، أقدموا على تجريدها من ملابسها والاعتداء عليها جنسياً دون أي اعتبار لوجود المارة في المكان، قبل أن يتركوها في الطريق بحالة انهيار تام.
ولم تُسفر التحقيقات حتى الآن عن نتائج، رغم إعلان وزارة الداخلية آنذاك أنها تتابع الكشف عن ملابسات الجريمة عن كثب لتقديم مرتكبيها إلى العدالة.