بحسب أحد المصادر التي تحدثت لموقع "أكسيوس"، فإن استعداد ويتكوف وكوشنر للقاء قادة حماس، رغم "المخاطر السياسية"، شكّل مؤشرًا واضحًا على "جدية" واشنطن في التوصل إلى اتفاق وضمان تنفيذه.
كشف "أكسيوس" عن لقاء "مباشر وسري" جرى يوم الأربعاء الماضي 8 تشرين الأول/أكتوبر بين مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من قادة حركة حماس في منتجع شرم الشيخ المصري، وأسهم في إتمام اتفاق السلام في غزة، بحسب ما نقل الموقع عن ثلاثة مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع.
إذن رئاسي وتمهيد للقاء
وفق التقرير، منح ترامب إذنًا خاصًا لكل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر للقاء قادة حماس إذا لزم الأمر لإتمام الاتفاق، وذلك خلال اجتماع في المكتب البيضاوي قبل مغادرتهما إلى مصر.
وبعد وصول المبعوثين إلى شرم الشيخ، أبلغ ويتكوف الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك بأن الرئيس الأميركي أعطى الضوء الأخضر لإجراء التواصل المباشر مع حماس.
وفي ليلة الأربعاء عند الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، وصل الوسطاء القطريون إلى فيلا ويتكوف في فندق فور سيزنز، وأبلغوه بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، واقترحوا عقد لقاء مباشر مع وفد الحركة.
وقال مسؤول قطري رفيع لويتكوف: "نعتقد أنكم إذا التقيتم بهم وصافحتموهم، فسيتم التوصل إلى اتفاق".
تفاصيل الاجتماع
بعد دقائق، توجه ويتكوف وكوشنر إلى فيلا أخرى في المنتجع المطل على البحر الأحمر، حيث كان بانتظارهما رؤساء أجهزة المخابرات المصرية والتركية ومسؤولون قطريون كبار، إضافة إلى أربعة من أبرز قادة حماس المشاركين في المفاوضات، يتقدمهم خليل الحية الذي نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة.
وخلال اجتماع استمر نحو 45 دقيقة، قال ويتكوف لقادة حماس إن الرهائن باتوا "عبئًا أكثر من كونهم ورقة قوة بالنسبة لكم"، ودعا إلى المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق و"إعادة الناس إلى بيوتهم على جانبي الحدود".
وسأل الحية المبعوثين الأميركيين إن كانا يحملان رسالة من ترامب، فأجاب ويتكوف:"رسالة الرئيس ترامب هي أنكم ستُعاملون بعدل، وأنه ملتزم بجميع النقاط العشرين في خطة السلام، وسيتأكد من تنفيذها بالكامل".
وبعد انتهاء اللقاء، اجتمع قادة حماس مع الوسطاء من مصر وقطر وتركيا، قبل أن يعود رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى الغرفة ويقول للمبعوثين الأميركيين: "استنادًا إلى الاجتماع الذي عقدناه للتو، لدينا اتفاق".
يشير تقرير أكسيوس إلى أن لقاء شرم الشيخ هو الثاني من نوعه بين إدارة ترامب وحماس.
ففي آذار/مارس الماضي، عقد مبعوث الرهائن الأميركي آدم بوهلر اجتماعات في الدوحة مع قادة حماس لمحاولة إطلاق سراح الرهينة الأميركية إيدان ألكسندر واستعادة جثامين أربعة أميركيين آخرين، لكن المفاوضات تعثرت بسبب معارضة الحكومة الإسرائيلية التي لم تكن على علم بالاتصالات المباشرة في حينها.
دلالة اللقاء
بحسب أحد المصادر التي تحدثت لموقع "أكسيوس"، فإن استعداد ويتكوف وكوشنر للقاء قادة حماس، رغم "المخاطر السياسية"، شكّل مؤشرًا واضحًا على "جدية" واشنطن في التوصل إلى اتفاق وضمان تنفيذه.
وقال المصدر: "لهذا السبب، عندما أعطى مبعوثو ترامب كلمتهم بأن الاتفاق سينفذ بالكامل، صدّقهم قادة حماس".