نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصدر في الناتو قوله إن: "تعديلات الوضعية العسكرية للقوات الأمريكية ليست أمرًا غير مألوف، وحتى بعد هذا التعديل، يظل التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا أكبر مما كان عليه خلال السنوات الماضية".
أعلنت وزارة الدفاع الرومانية أن الولايات المتحدة أخطرتها وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنها ستقلص عديدها في شرق أوروبا، مع الإبقاء على نحو ألف جندي أمريكي في رومانيا بعد إعادة التمركز لضمان الردع والأمن الإقليميين.
وإذ يمثل القرار تحولًا في نهج إدارة ترامب تجاه أوروبا، أوضح الجيش الأمريكي أن التخفيض لا يعني انسحابًا، مؤكدًا التزامه بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تلزم الأعضاء الـ32 بالدفاع عن أي دولة تتعرض لهجوم.
بدوره، أشار وزير الدفاع الروماني، يونوت موستيانو، إلى أن قرار واشنطن، الذي سينعكس على بلاده وبلغاريا وسلوفاكيا والمجر "كان متوقعًا لأن رومانيا تحافظ على اتصال دائم مع الولايات المتحدة"، لضمان التنسيق الكامل حول أي تغييرات تتعلق بالوجود العسكري المشترك.
ورأى موستيانو أن الخطوة هي "ثمرة السياسات الجديدة للإدارة الأمريكية، التي أُعلن عنها في فبراير الماضي"، مطمئنًا بأن القدرات الاستراتيجية في رومانيا لم تتأثر.
كما أكد الوزير أن منظومة الدفاع الصاروخي في ديفيسيلو تعمل بشكل كامل، وأن قاعدة كامبيا تورزي الجوية ستظل مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية والتعاون بين الحلفاء.
وفي السياق نفسه، أشار موستيانو إلى أن رومانيا تواصل تطوير قاعدة ميخائيل كوغالنيتسيانو، حيث ستحافظ قوات الناتو على وجودها كما كان قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مشددًا على أن العلم الأمريكي سيبقى مرفوعًا في جميع المواقع العسكرية الثلاثة.
من جهته، قال وزير الدفاع البولندي، واديسواف كوسينياك كامييش، إن وارسو لم تتلق أي معلومات حول تخفيض محتمل للقوات الأمريكية على أراضيها.
في غضون ذلك، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصدر في الناتو قوله إن: "تعديلات الوضعية العسكرية للقوات الأمريكية ليست أمرًا غير مألوف، وحتى بعد هذا التعديل، يظل التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا أكبر مما كان عليه خلال السنوات الماضية".
ويوضح المصدر أن: "الناتو والسلطات الأمريكية على اتصال وثيق بشأن وضعنا العام لضمان أن يظل للحلف قدرة قوية على الردع والدفاع، وقد أبلغت السلطات الأمريكية الناتو بهذا التعديل مسبقًا".
وكان وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، قد أشار إلى أن عملية إعادة تركيز الولايات المتحدة بدأت منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، موضحًا أن واشنطن تضع المنافسة الاستراتيجية مع الصين على سلم أولوياتها، فيما يجب على الدول الأوروبية ضمان أمنها وتطوير قدراتها الدفاعية الخاصة.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن خفض بعض القوات الأمريكية في شرق أوروبا في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، كان ترامب قد صرّح في سبتمبر الماضي بأن واشنطن قد تزيد وجودها العسكري في بولندا إذا اقتضت الحاجة.