يأتي حديث ترامب عن صحته في وقت يتجدد فيه الجدل حول مستقبله السياسي، بعدما قال ستيف بانون، المساعد السابق في البيت الأبيض ومذيع البودكاست المعروف، في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" بتاريخ 23 أكتوبر: "ترامب سيكون رئيساً في عام 2028".
في تصريح مقتضب أثناء توجّهه إلى طوكيو، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، عن خضوعه لتصوير بالرنين المغناطيسي مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، دون أن يحدد الجزء المفحوص من جسده. وقال: "أجريت صورة بالرنين المغناطيسي. وكانت ممتازة".
وأضاف ترامب (79 عاماً)، الذي أصبح في كانون الثاني/يناير الماضي أكبر شخص سناً يتولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، أن "الأطباء قالوا إن هذه النتائج من بين الأفضل بالنسبة إلى عمري، ومن بين أفضل النتائج التي رأوها على الإطلاق".
وتابع: "لم يسبق لأحد أن أعلمكم بتقاريره الطبية كما أفعل. ولو كنت أعتقد أنّها ليست جيدة، لكنت أخبرتكم أيضاً. لن أخفي الأمر، سأفعل شيئاً ما".
ويأتي حديث ترامب عن صحته في وقت يتجدد فيه الجدل حول مستقبله السياسي، بعدما قال ستيف بانون، المساعد السابق في البيت الأبيض ومذيع البودكاست المعروف، في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" بتاريخ 23 أكتوبر: "ترامب سيكون رئيساً في عام 2028".
وأضاف بانون، أحد أبرز وجوه حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً" (MAGA)، أن هناك "خطة" لتحقيق ذلك سيتم الكشف عنها "في الوقت المناسب"، ملمّحاً إلى مساعٍ منظمة لإبقاء ترامب في الحكم لفترة ثالثة، رغم أن الدستور الأمريكي يمنع ذلك بشكل صريح.
فحوصات متكررة وتأويلات واسعة
وفي مطلع تشرين الأول/أكتوبر، أجرى ترامب زيارة طبية بالقرب من واشنطن، أصدر بعدها طبيب الرئاسة، شون باربابيلا، تقريراً أكد أن الرئيس "ما زال يتمتع بصحة ممتازة، وبأداء جيد على المستويات القلبية والتنفسية والعصبية والبدنية".
وكانت تلك ثاني زيارة طبية له منذ عودته إلى البيت الأبيض، بعد فحص سابق في نيسان/أبريل بمركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني، أظهر أن نبضات قلبه طبيعية ولا يعاني من مشاكل صحية خطيرة. ورغم أن الفحوصات الرئاسية عادةً سنوية، فإن وتيرة زيارات ترامب أثارت تساؤلات، وصفها البيت الأبيض بأنها "روتينية".
غياب يُولّد شائعات... وردّ بسخرية
وفي أواخر آب/أغسطس وأوائل أيلول/سبتمبر، غاب ترامب عن الظهور العلني لأيام، وهو أمر غير معتاد بالنسبة له، ما ولّد شائعات واسعة على منصات التواصل، بلغت حد ادعاء وفاته. وعندما ظهر مجدداً في مؤتمر صحفي مطلع أيلول، سُئل مباشرةً: "كيف علمتَ بوفاتك خلال عطلة نهاية الأسبوع؟"، فردّ بأنه لم يكن على علمٍ بالتكهّنات، لكنه سمع أن هناك "مخاوف بشأن صحته"، واصفاً ما يُتداول بأنه "أخبار كاذبة".
وأضاف: "كنت نشيطاً للغاية خلال عطلة نهاية الأسبوع"، وسخر من الرئيس السابق جو بايدن قائلاً: "أجريتُ مؤتمرات صحفية عديدة، وعندما توقّفت ليومين قالوا إن هناك خطباً ما. بايدن لم يُجرِ مؤتمرات لشهور، ولم يقل أحد شيئاً".
تفاصيل جسدية وتصريحات رسمية
في تموز/يوليو، أعلن البيت الأبيض أن ترامب يعاني من "قصور وريدي مزمن"، حالة شائعة وحميدة تظهر عبر تورم خفيف في أسفل القدمين. كما أظهرت صور كدمات على يده اليمنى، غالباً ما تُغطّى بمكياج كثيف. وعزا البيت الأبيض ذلك إلى "المصافحات المتكررة"، مشيراً إلى أن ترامب يتناول الأسبرين "كعلاج وقائي لأمراض القلب والأوعية الدموية".
وفي 17 تموز، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، وجود تورم في ساقيه وكدمات في يده، بعد ظهور صور تُظهر كاحليه منتفخين ويده مغطاة بمستحضرات تجميل.
سجل طبي بين المبالغة والغموض
وفي عام 2015 بعد إعلان حملته الانتخابية، نشر ترامب رسالة من طبيبه وصفت حالته بأن "قوته البدنية وقدرته على التحمل استثنائيتان"، واعتبرته "أكثر شخص يُنتخب رئيساً صحة على الإطلاق". لكن في عام 2020، حجب البيت الأبيض تفاصيل دخوله المستشفى بسبب كوفيد-19، بما في ذلك انخفاض خطير في مستويات الأكسجين، وكُشف لاحقاً أن حالته كانت أسوأ بكثير مما أُعلن.
عند سؤال المرشح لمنصب نائب الرئيس حينها، جي دي فانس، عمّا إذا كان مستعداً لتولي منصب القائد العام في حال طارئ، قال إنه واثق من أن ترامب "بصحة جيدة"، لكنه أشار إلى استعداده للتدخل "في حال حدوث أي مكروه".