أدان القضاء الألماني ممرضا بقتل عشرة مسنين كانوا يتلقون الرعاية الليلية داخل مستشفى قرب آخن، بعد أن حقنهم بجرعات عالية من المهدئات بهدف تخفيف عبء العمل عنه. التحقيقات كشفت أيضا محاولته قتل 27 مريضا آخر.
أصدرت محكمة في ألمانية حكما بالسجن المؤبد على ممرض يعمل في قسم الرعاية التلطيفية بعد إدانته بقتل عشرة مسنين ومحاولة قتل 27 آخرين، في واحدة من أكثر القضايا التي هزت النظام الصحي الألماني في السنوات الأخيرة. التحقيقات كشفت أن الممرض كان يحقن مرضى مسنين بجرعات قاتلة من المهدئات خلال دوامه الليلي بهدف تقليل حجم العمل.
جرائم ارتكبت خلال أشهر قليلة
القضية تعود إلى الفترة بين كانون الأول/يناير 2023 وأيار/مايو 2024، حين كان الممرض يعمل في مستشفى فورزيلين قرب مدينة آخن.
ووفق التحقيقات، كان يعتمد أسلوبا واحدا وثابتا: حقن جرعات عالية من المورفين والميدازولام لمرضى يحتاجون رعاية أكبر أثناء الليل.
بدأت الشبهات تظهر بعدما قدّم عدد من عائلات المرضى شكاوى عن ملاحظات غير طبيعية في الرعاية الليلية.
وفي شباط/فبراير 2025، فتحت النيابة العامة أول تحقيق في خمس جرائم قتل، ليتوسع لاحقا ويكشف عن عشر جرائم مكتملة و27 محاولة قتل.
دوافع صادمة وتحقيقات مستمرة
خلال جلسات المحاكمة، وصف الادعاء الممرض بأنه كان يظهر انزعاجا واضحا من المرضى الأكثر اعتمادا على الرعاية، وأنه كان يفتقر تماما إلى التعاطف.
وأشارت المحكمة إلى أنه كان يسعى ببساطة لجعل دوامه الليلي "أكثر هدوءا"، معتبرة أنه تصرف كمن "يملك قرار الحياة والموت".
السلطات الألمانية قالت إن التحقيقات لم تنته بعد، وإن هناك حالات أخرى قيد الفحص، إضافة إلى عمليات نبش قبور للتحقق من وفيات قد تكون مرتبطة بسلوكه المهني، ما قد يرفع عدد الضحايا.
المحكمة شددت في حكمها، واعتبرت أن الجريمة ذات “خطورة خاصة”، ما يعني أن الممرض لا يحق له طلب الإفراج المشروط بعد 15 عاما، كما يسمح القانون الألماني في العادة.
قضية تذكّر بجرائم بارزة في القطاع الصحي
هذه الجريمة أثارت مقارنات بقضية الأميركي تشارلز كالين، أحد أكثر القتلة المتسلسلين فتكا في تاريخ القطاع الصحي، الذي قتل مئات المرضى بين 1988 و2003 عبر حقنهم بجرعات قاتلة أثناء عمله في عدة مستشفيات. كالين تمكن لسنوات من تفادي الشبهات بالتنقّل بين المستشفيات قبل أن تتم إدانته في نهاية المطاف.