وسط ضغوط تمارسها واشنطن لدفع أوكرانيا نحو قبول تسوية يعتبرها كثيرون مكلفة سياسيًا وإقليميًا لكييف، يكشف ترامب عن مواقف أكثر تشددًا تجاه الأوروبيين، مع تأكيده أن قرار عقد لقاء محتمل مع زيلينسكي ما يزال قيد التقييم.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، من البيت الأبيض، أنه تلقى اقتراحًا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لعقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا، لكنه أوضح أن القرار لم يُحسم.
وأضاف: "نريد أن نعرف بعض الأشياء قبل الاجتماع. لا نريد إضاعة الوقت في ما يتعلق بعقد اجتماعات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا".
وأشار ترامب إلى أنه تحدّث مع القادة الأوروبيين بـ"حدة" بشأن الحرب، قائلاً إن بلاده "تبذل الكثير من الجهود والوقت نظرًا لعدد القتلى في حرب أوكرانيا". وتابع: "الحرب في أوكرانيا يمكن إنهاؤها، وأعتقد أن ذلك سيحدث قريبًا".
وشدد على أن قرار عقد لقاء مع زيلينسكي "سيعتمد على ما سيصلنا من الأوكرانيين". واعتبر أن على الأخير "أن يكون واقعيًا"، مشيرًا إلى تساؤلاته حول المدة التي ستفصل الأوكرانيين عن إجراء انتخابات جديدة. وأضاف ترامب أن "82% من الشعب الأوكراني يطالبون بالتوصل إلى تسوية"، في إشارة إلى الضغوط الداخلية المتزايدة في كييف لإنهاء الحرب.
الرد الأوكراني على خطة السلام
قدّمت أوكرانيا لإدارة ترامب، يوم الأربعاء، ردّها المفصّل على أحدث مسوّدة من خطة السلام الأمريكية، وفق ما أكده مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون لموقع أكسيوس.
أرسل مستشار الأمن القومي الأوكراني وكبير المفاوضين رستم أوميروف الرد الأوكراني إلى جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره. وقال مسؤول أوكراني إن الرد يتضمن ملاحظات وتعديلات مقترحة "لجعل الأمر قابلًا للتنفيذ بالكامل".
وأوضح المسؤولون أن كييف بلورت ردّها بعد عدة أيام من المشاورات مع الحلفاء الأوروبيين، ولا سيما الدول الثلاث: فرنسا، ألمانيا والمملكة المتحدة. ويشمل الرد أفكارًا جديدة لمعالجة النقاط العالقة، مثل ملف الأراضي ومحطة زابوريجيا النووية.
ضغوط متزايدة
يواجه زيلينسكي ضغوطًا متصاعدة من واشنطن لققبول خطة السلام الأمريكية المؤلفة من 20 بندًا، والتي تتضمن خسائر إقليمية كبيرة وتنازلات أخرى. وكان ترامب قد صرّح سابقًا بأنه ينتظر الاطلاع على الرد الأوكراني، مضيفًا: "البعض يقول إنها أصبحت أقرب مما كانت عليه في أي وقت سابق".
وفي سياق متصل، أجرى ترامب يوم الأربعاء اتصالًا مع قادة الدول الأوروبية الثلاث وسط توترات بين الجانبين بشأن خطة السلام. وقال ترامب بعد الاتصال: "ناقشنا الملف الأوكراني. سنرى ما سيحدث".
وبحسب ما قاله مسؤول أوكراني لموقع أكسيوس، من المتوقع أن يعقد مسؤولون عسكريون كبار من الولايات المتحدة وأوكرانيا اجتماعًا افتراضيًا يوم الخميس لمتابعة مناقشة أجزاء محددة من الخطة الأمريكية.
ترامب وسياسات الفائدة
خلال الاجتماع نفسه في البيت الأبيض، فتح ترامب النار على مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع رسمي، معتبرًا أن خفض الفائدة الذي أُعلن عنه في وقت سابق من اليوم كان "أقل بكثير مما ينبغي".
وقال إن صناع السياسة كان يفترض أن يقرّوا خفضًا مضاعفًا عمّا صدر، في إشارة إلى أن تقليص الفائدة بـ25 نقطة أساس لا يرقى إلى مستوى الضغوط الاقتصادية التي تتطلب إجراءً نقديًا أكثر جرأة.
ووجّه ترامب انتقادات مباشرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا موقفه بـ"المتعنت"، ومشيرًا إلى أن الخفض الأخير "ضئيل نسبيًا" ولا يعكس حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد الأميركي.
ويعد هذا الخفض الثالث على التوالي الذي يقرّه الفيدرالي منذ بداية العام، في إطار سياسة تعتمد خطوات تدريجية حذرة بدلًا من التحركات الواسعة التي يطالب بها ترامب.
وفي التوقعات المرافقة للقرار، رجّح صناع السياسة قيام الفيدرالي بخفض إضافي واحد فقط خلال العام المقبل، وبالقيمة نفسها البالغة 25 نقطة أساس، ما يعكس توجهًا عامًا نحو الإبقاء على المسار التدريجي.