وكانت أنقرة في البداية مهتمة بشراء طائرات "إف-35" الأميركية، لكنها توجهت نحو "يوروفايتر" بعد استبعادها من البرنامج الأميركي بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية "إس-400".
شهدت العاصمة التركية أنقرة توقيع اتفاقية دفاعية ضخمة بين تركيا وبريطانيا، تتيح لأنقرة شراء 20 طائرة مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" البريطاني الصنع، بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار.
الصفقة وُصفت بأنها الأكبر في صادرات المقاتلات البريطانية خلال عقود، وتعكس دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
خطوة لتعزيز التحالفات والدفاع المشترك
جاء توقيع الصفقة بعد اجتماع ثنائي مغلق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في المجمع الرئاسي، أعقبه اجتماع موسع حضره وفدي البلدين.
وأكد أردوغان في المؤتمر الصحافي المشترك أن الاتفاقية "تمثل علامة فارقة في التعاون الاستراتيجي بين تركيا وبريطانيا"، مشيراً إلى أن الصفقة "ستفتح المجال لمشاريع دفاعية مشتركة مستقبلاً".
وأضاف الرئيس التركي: "نسعى لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 30 مليار دولار في المرحلة الأولى، مع إمكانية الوصول إلى 40 مليار دولار لاحقاً".
ستارمر: استثمار اقتصادي وأمني للبريطانيين
وصف رئيس الوزراء البريطاني الصفقة بأنها "إحدى أكبر الاتفاقيات الدفاعية"، مشيراً إلى أنها ستوفر نحو 20 ألف فرصة عمل في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
وأعلن مكتب ستارمر أن الصفقة، التي تبلغ قيمتها نحو 8 مليارات جنيه إسترليني (10.74 مليار دولار)، ستعزز قدرات تركيا العسكرية، كما ستسهم في تعزيز التكامل العملياتي بين القوات الجوية لكلا البلدين ضمن إطار حلف شمال الأطلسي.
ومن المتوقع أن تبدأ بريطانيا تسليم الدفعة الأولى من الطائرات إلى تركيا في عام 2030.
فوائد اقتصادية وعسكرية لبريطانيا
بدوره اعتبر وزير الدفاع البريطاني جون هيلي الصفقة "نجاحاً مزدوجاً"، فهي تضخ مليارات الجنيهات في الاقتصاد البريطاني وتحافظ على خطوط إنتاج طائرات "تايفون" لفترة طويلة.
وأضاف أن تركيا حليف محوري لحلف الناتو في منطقة البحر الأسود، وأن تزويدها بطائرات متطورة يعزز قدرة الحلف على الردع ويزيد الأمن الجماعي.
تحول تركي نحو "يوروفايتر" بعد إف-35
تسعى تركيا لتحديث أسطولها الجوي بشراء 40 طائرة من طراز "يوروفايتر"، الذي تنتجه دول الاتحاد الأوروبي: المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
وكانت أنقرة في البداية مهتمة بشراء طائرات "إف-35" الأميركية، لكنها توجهت نحو "يوروفايتر" بعد استبعادها من البرنامج الأميركي بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية "إس-400".
ورغم المعارضة الألمانية الأولية لبيع المقاتلات بسبب الموقف التركي من حركة حماس، تراجعت ألمانيا في يوليو الماضي، ما مهد الطريق لإتمام الصفقة.
ومن المتوقع أن يلتقي المستشار الألماني فريدريش ميرتس الرئيس أردوغان في أنقرة الخميس لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الوزراء البريطاني إلى أنقرة منذ توليه منصبه، وهو ما يعكس أهمية الصفقة وعمق الشراكة الدفاعية بين البلدين.