نجح رجال الإطفاء يوم الأربعاء في الحد من امتداد حريق هائل اندلع على مدار يومين ودمر 20% من الغابة الوطنية الواقعة في العاصمة البرازيلية برازيليا، ليغطي دخان يميل لونه إلى الأبيض الرمادي سماء المدينة، بحسب المسؤولين الذين يشتبهون في إمكانية أن يكون مفتعلو الحرائق قد أشعلوها.
اعلانتعتبر الغابة الوطنية في برازيليا منطقة محمية تمتد على مساحة 5600 هكتار (560 ألف دونم) من الغابات وتحمي الينابيع التي تعد مصدرًا لـ70% من المياه العذبة في المدينة. اندلع الحريق في ذروة موسم الجفاف عندما تكون النباتات جافة ودرجات الحرارة مرتفعة مما يسمح للنيران بالانتشار السريع.
وقال فابيو دوس سانتوس ميراندا الذي يدير الغابة: "لقد أخمدنا ثلاثة حرائق من أصل أربعة ونأمل أن تتم السيطرة على الحريق بحلول نهاية اليوم".
وأضاف:"نحن متأكدون من أنها جريمة بيئية، لكننا لم نتأكد ما إذا كان الحريق متعمداً أم لا"، وأضاف أن ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم مشعلو حرائق شوهدوا في المنطقة التي اندلع فيها الحريق.
واجه رجال الإطفاء صعوبات في احتواء حريق الغابة ومنع انتشاره إلى البساتين المجاورة حيث يزرع المزارعون محاصيل البندورة والزهور. قال رجل الإطفاء الرائد غودوي: "نحن نعمل على حماية البساتين، لكن الرياح تدفع النار باتجاهها ويتطاير منها الشرار لمسافة طويلة".
وقالت إميليا فاسكونسيلوس التي تربي الماشية والدجاج في مزرعة معرضة لخطر الحريق، إنها تعتقد أن الناس أشعلوا النار لإخلاء الأرض لأنفسهم، لكن ليس عندها أي دليل.
قصلت الحكومة السابقة مساحة الغابة إلى النصف تقريبًا في عام 2022 لإفساح المجال أمام التنمية الحضرية. وقلل الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو من الضوابط البيئية وسمح بإزالة الغابات في غابات الأمازون المطرية.
أظهرت بيانات حكومية يوم الأحد أن الجفاف القياسي في منطقة الأمازون أدى إلى زيادة الحرائق في الغابات الاستوائية المطرية خلال شهر أغسطس/آب إلى أعلى مستوى منذ عام 2010.
وجاءت أمطار العام الماضي في وقت متأخر وكانت أضعف من المعتاد بسبب نمط الطقس المعروف باسم النينو الذي زاد من حدة تغير المناخ، ما جعل الغابات المطرية عرضة بشكل خاص للحرائق هذا العام.