في قاعات مغلقة بجنيف، كان التوتر ملموسًا بين الوفود، فيما تدور مفاوضات اللحظات الأخيرة لإنقاذ معاهدة عالمية تحد من التلوث البلاستيكي. على الطاولة، أكثر من عامين ونصف من المحادثات، وخمس جولات لم تنجح حتى الآن في إنتاج اتفاق، في ظل ضغوط تمارسها مجموعات المجتمع المدني.
مع اقتراب المهلة النهائية، أبدت منظمات بيئية خشيتها من أن يتم التضحية بالمجتمعات الأكثر تضررًا، من سكان الخطوط الأمامية والشعوب الأصلية، في سبيل اتفاق يخلو من التدابير الجوهرية والملزمة قانونيًا.
الأربعاء، توقفت المحادثات في مكاتب الأمم المتحدة بعد رفض 80 دولة لمسودة توافقية قدّمها رئيس الجلسة لويس فاياس فالديفييسو، ووصفتها بعض الدول بأنها "غير مقبولة"، معتبرة أنها مجرد أداة لإدارة النفايات، بلا سقوف إنتاج أو معالجة للمواد الكيميائية في المنتجات البلاستيكية.
أما أغلب الدول المنتجة للنفط، وبينها السعودية، فاعتبرت أن المسودة تخطت خطوطها الحمراء ولم تحدد نطاق المعاهدة بالقدر المطلوب.
تحذيرات من "صفقة بأي ثمن"
غراهام فوربس، رئيس وفد "غرينبيس"، قال إن المفاوضات جرت طوال اليوم خلف الأبواب المغلقة، وسط قلق من أن يتمّ التفريط بمطالب المجتمع المدني، مؤكدًا أن الشعوب الأصلية والمجتمعات المتضررة مباشرة "متحدة" خلف مطلب واحد: اتفاق يحمي الصحة العامة قبل أرباح قطاع البتروكيماويات. ووصف أي استعجال نحو معاهدة ضعيفة بأنه "كارثة".
بعض المنظمات غير الحكومية أبدت يأسها من عملية "تتطلب إجماعًا"، حيث تعرقل أقلية صغيرة لكنها قوية من الدول المنتجة للنفط والبلاستيك فرض قيود على الإنتاج.
ورغم التعثر، أعرب بعض المندوبين عن أملهم في التوصل إلى حل، إذ قال سيفيندرا مايكل، السكرتير الدائم لوزارة البيئة وتغير المناخ في فيجي، إنّ الوقت ما زال متاحًا، مضيفًا: "نحن نتفاوض على حافة حالة طوارئ كوكبية".
ويُذكر أن البلاستيك يشكّل "خطرًا جسيمًا ومتزايدًا وغير معترف به بما يكفي" على صحة الإنسان والكوكب، تقرير خبراء نُشر في مجلة "لانسيت"، والذي قدّر الخسائر الصحية عالميًا بـ1.1 تريليون جنيه إسترليني سنويًا، مع كون الرضع والأطفال الأكثر عرضة للمخاطر.