تسببت فيضانات مفاجئة ناجمة عن الأمطار الغزيرة، الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 200 شخص في شمال غرب باكستان وأماكن أخرى في البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما أجلى رجال الإنقاذ 1300 سائح عالقين من منطقة جبلية ضربتها الانهيارات الأرضية.
وقام السكان في منطقة وادي سوات بإزالة آثار الفيضانات المفاجئة الناجمة التي خلفت عشرات المفقودين في الهند وباكستان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأنقذ رجال الإنقاذ نحو 1600 شخص من منطقتين جبليتين في الدولتين المجاورتين.
إنقاذ المئات وتحطم طائرة
في شمال وشمال غرب باكستان، أودت الفيضانات المفاجئة بحياة 189 شخصًا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، من بينهم 91 شخصًا لقوا حتفهم في منطقة بونر التي ضربتها الفيضانات في شمال غرب باكستان يوم الجمعة، بحسب بيانات السلطات الرسمية.
أجلى رجال الإنقاذ 1300 سائح عالق من منطقة مانسيهرا الجبلية التي ضربتها الانهيارات الأرضية يوم الخميس.
وأفاد مسؤولون محليون بفقدان 35 شخصًا على الأقل في هذه المناطق.
وقتل خمسة أشخاص، بينهم طياران، في تحطم مروحية تحمل إمدادات إغاثة إلى منطقة باجور الشمالية الغربية المتضررة من الفيضانات يوم الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية، وفقًا لبيان حكومي.
وذكر بيان حكومي أن سيارات الإسعاف نقلت 56 جثة إلى المستشفيات المحلية، بينما قال رئيس وزراء الإقليم، علي أمين غاندابور، إن المروحية التي تحطمت يوم الجمعة كانت في مهمة إغاثة عندما سقطت في الشمال الغربي.
وقال بلال فيضي، المتحدث باسم خدمة الطوارئ الإقليمية في خيبر بختونخوا، إن رجال الإنقاذ عملوا لساعات لإنقاذ 1300 سائح بعد أن حوصروا بسبب الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في وادي سيران بمنطقة مانسيهرا يوم الخميس.
تعرضت منطقة جيلجيت-بلتستان لفيضانات متعددة منذ يوليو/ تموز، مما تسبب في حدوث انهيارات أرضية على طول طريق كاراكورام السريع، وهو طريق تجاري وسفر رئيسي يربط باكستان والصين ويستخدمه السياح للسفر إلى شمال البلاد. وتعتبر المنطقة موطناً للأنهار الجليدية التي تُوفر 75% من إمدادات المياه المُخزّنة في باكستان.
كما أصدرت وكالة إدارة الكوارث الباكستانية تحذيراتٍ جديدةً من فيضاناتٍ مُفاجئةٍ للبحيرات الجليدية في الشمال، مُحذّرةً المسافرين من تجنّب المناطق المُتضرّرة.
أمطار موسمية
تزداد شيوع هطول الأمطار الغزيرة المفاجئة على مناطق صغيرة، والمعروفة باسم "العواصف السحابية"، في مناطق جبال الهيمالايا الهندية والمناطق الشمالية من باكستان، المعرضة للفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية.
تتمتع هذه العواصف بإمكانية إحداث دمار هائل من خلال التسبب في فيضانات وانهيارات أرضية شديدة، مما يؤثر على آلاف الأشخاص في المناطق الجبلية.
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، يقول الخبراء إن العواصف السحابية قد ازدادت في السنوات الأخيرة جزئيًا بسبب تغير المناخ، في حين ازدادت الأضرار الناجمة عن العواصف أيضًا بسبب التنمية غير المخطط لها في المناطق الجبلية.
ووجدت دراسةٌ نُشرت هذا الأسبوع من قِبَل "وورلد ويذر أترينسبيشن"، وهي شبكةٌ من العلماء الدوليين، أن هطول الأمطار في باكستان من 24 يونيو/ حزيران إلى 23 يوليو/ تموز كان أغزر بنسبة 10% إلى 15% بسبب الاحتباس الحراري.
في عام 2022، أودى أسوأ موسمٍ للرياح الموسمية في البلاد بحياة أكثر من 1700 شخص، وتسبب في أضرارٍ تُقدّر بـ 40 مليار دولار.