Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

هل يهدد ارتفاع حرارة الكوكب بزيادة الأعاصير العاتية؟

السكان يخوضون في شارع غمرته المياه في أعقاب إعصار ميليسا في بيتي غواف، هايتي
السكان يخوضون في شارع غمرته المياه في أعقاب إعصار ميليسا في بيتي غواف، هايتي حقوق النشر  AP Photo/Odelyn Joseph
حقوق النشر AP Photo/Odelyn Joseph
بقلم: Craig Saueurs & يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

يقدر الخبراء أن تغير المناخ زاد من شدة إعصار ميليسا بنحو 10%.

ضرب الإعصار ميليسا جامايكا الأسبوع الماضي، مسجلاً أحد أقوى العواصف الأطلسية التي تصل إلى اليابسة، حيث بلغت سرعة الرياح 295 كيلومترًا في الساعة وسقط أكثر من متر من الأمطار على أجزاء واسعة من البلاد.

وتسبب الإعصار في أضرار جسيمة وتدمير البنى التحتية، تاركًا آثارًا واسعة النطاق في منطقة البحر الكاريبي.

وأظهر تحليل سريع أجرته كلية إمبريال كوليدج في لندن أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري ربما ساهم في زيادة احتمال حدوث العاصفة وشدتها.

هل جعل التغير المناخي ميليسا أقوى؟

باستخدام نموذج عالي الدقة لمحاكاة العواصف، قارن العلماء في معهد غرانثام التابع لكلية إمبريال كوليدج لندن بين آلاف الأعاصير المحتملة من نوع "ميليسا" في ظل الظروف المناخية قبل الثورة الصناعية والظروف المناخية الحالية والمستقبلية.

وأظهر تحليلهم أن عاصفة بقوة إعصار ميليسا التي ضربت جامايكا كانت ستكون نادرة للغاية في عالم ما قبل الثورة الصناعية الأكثر برودة، حيث كانت تحدث مرة واحدة كل 8,100 عام تقريباً.

أما في المناخ الأكثر دفئاً اليوم، فيرتفع هذا الاحتمال إلى مرة واحدة كل 1700 عام، مما يجعل مثل هذا الحدث أكثر احتمالاً بحوالي أربعة أضعاف.

ويقدر الباحثون أيضًا أن التغير المناخي الحالي قد زاد على الأرجح من سرعة الرياح القصوى في ميليسا بحوالي 19 كيلومترًا في الساعة. وفي عالم أكثر حرارة بمقدار درجتين مئويتين مئويتين - وهو الحد الأعلى الذي وضعته اتفاقية باريس - يمكن أن تكون العواصف من هذا النوع أقوى بحوالي 26 كيلومترًا في الساعة مما كانت عليه في عالم ما قبل الثورة الصناعية.

وقال رالف تومي، مدير معهد غرانثام في كلية إمبريال كوليدج، إن "درجة حرارة سطح البحر في منطقة البحر الكاريبي أعلى من المعتاد، ونعلم أن تغير المناخ ساهم في ذلك".

وأضاف : "كما نعلم أن المحيطات الأكثر دفئاً تؤدي إلى دعم عواصف أقوى، مما يبرز العلاقة المباشرة بين شدة العواصف والتغير المناخي".

كيف تغذي المحيطات الأكثر حرارة العواصف الأقوى؟

تستمد العواصف الاستوائية طاقتها من المحيطات الدافئة. ووفقًا لمؤسسة Climate Central غير الربحية المعنية بالبيئة، فإن النشاط البشري جعل المحيطات أكثر دفئًا مما ينبغي أن تكون عليه.

وتشير الدراسات إلى أن ارتفاع حرارة البحار يؤدي إلى رياح أقوى، وأمطار أغزر، وعواصف أكثر عنفًا.

ووفقًا للمجموعة البحثية، فقد اشتدت العاصفة ميليسا بسرعة فوق مياه بلغت درجة حرارتها أعلى من متوسط أكتوبر بما يتراوح بين 1.2 و1.4 درجة مئوية، وهي ظروف أصبح حدوثها أكثر احتمالًا بمعدل يتراوح بين 500 و800 مرة نتيجة التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري.

ويزيد ارتفاع منسوب مياه البحر من خطر الفيضانات الساحلية، في حين تؤدي الحرارة المرتفعة للمحيطات والهواء إلى هطول أمطار أشد كثافة، ما يعزز خطر الفيضانات الداخلية المميتة.

وبينما تمت دراسة الظروف الحالية بسهولة، سعى باحثون آخرون إلى وضع قوة ميليسا في سياق تاريخي. فقد شارك عالم المناخ إد هوكينز في برنامجه الفرعي إعادة تحليل تاريخي من عام 1903، عندما ضرب إعصار من الفئة الثالثة اليابسة وتسبب في أضرار جسيمة في جامايكا.

وأعاد الباحثون محاكاة العاصفة في نموذج لعالم أكثر دفئًا، مع محاكاة هطول الأمطار عند وصولها إلى اليابسة، وخلصوا إلى أن "هطول الأمطار الغزيرة كان من الممكن أن يكون أشد غزارة". وبمعنى آخر، تشير النتائج إلى أن العاصفة ربما كانت أشبه بعاصفة ميليسا نفسها من حيث الشدة والتأثير.

ويعلق الباحث هوكينز: "يسلط هذا المثال الضوء على أهمية دراسة الأحداث الواقعية الماضية، وكيف أن محاكاتها في مناخ حديث أو مستقبلي أكثر دفئًا يمكن أن تزودنا برؤى قيمة حول كيفية تسبب الطقس المتطرف الحالي في أضرار أكبر".

هل تلوح المزيد من الأعاصير الوحشية في الأفق؟

لا يعني تغير المناخ بالضرورة زيادة عدد الأعاصير بشكل عام، لكنه يجعل الأعاصير التي تتشكل أكثر قوة وتدميرًا، وأكثر عرضة للاشتداد السريع.

وفقًا لاتحاد العلماء المهتمين غير الربحي، لم يشهد العالم سوى عامين منذ بدء عصر الأقمار الصناعية في 1960 ثلاثة أعاصير من الفئة الخامسة أو أكثر: عام 2005، الذي سجل أعاصير قياسية مثل إميلي وكاترينا وريتا وويلما، وعام 2025 الحالي مع أعاصير إيرين وهامبرتو وميليسا.

ومع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، يحذر الخبراء من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى المزيد من الأعاصير الأطلسية الوحشية مثل تلك التي ضربت هذا العام.

وأوضح الدكتور أكشاي ديوراس، الباحث في المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي بجامعة ريدينغ، أن "المحيطات الدافئة تشكل عنصرًا أساسيًا لتشكل الأعاصير القوية".

وأضاف أن الجزء من المحيط الأطلسي الذي تشكلت فوقه ميليسا كان "مثل غلاية تُركت تعمل لفترة طويلة جدًا"، حيث بلغت درجة حرارة مياه المحيط حوالي 30 درجة مئوية، أي أعلى من المعتاد بدرجتين إلى ثلاث درجات، وامتد الدفء إلى الأعماق.

وأشار ديوراس إلى أن التغير المناخي رفع حرارة المحيطات، مما منحها طاقة أكبر لتغذية العواصف مثل ميليسا مقارنة بالعقود السابقة، مؤكدًا أن "لو حدثت ميليسا قبل عدة عقود فوق محيطات أكثر برودة، لما كانت قادرة على الاشتداد بهذه السرعة أو الحفاظ على قوتها".

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة