كشفت دراسة جديدة عن إصابة دلافين جنحت على شواطئ فلوريدا بتلف دماغي مشابه لمرض ألزهايمر، ما أثار مخاوف علمية من تأثير السموم البحرية على النظم البيئية في المحيطات وصحة الإنسان أيضًا.
أجرى باحثون من فلوريدا ووايومنغ وجامعة ميامي دراسة نُشرت في مجلة Communications Biology التابعة لمجموعة Nature بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2025، بعنوان: "توقيعات مرض ألزهايمر في نسخ الجينات الدماغية لدى دلافين المصبات".
حلّل الفريق أدمغة عشرين دلفينًا من نوع الأنف القنيني جنحت في بحيرة الهند شرق فلوريدا، واكتشفوا وجود سموم عصبية تنتجها البكتيريا الزرقاء، وهي كائنات مجهرية تزدهر في المياه الدافئة الغنية بالمغذيات.
وخلال مواسم ازدهار هذه البكتيريا، ارتفعت مستويات السموم في أجسام الدلافين إلى ما يزيد على 2900 مرة مقارنة بالمواسم الأخرى.
وأظهرت التحاليل وجود لويحات بيتا-أميلويد وتشابكات بروتين تاو، وهي علامات مميزة لمرض ألزهايمر لدى البشر، إضافة إلى بروتين TDP-43 المرتبط بأشكال أكثر حدة من المرض.
السموم تتسلل من الماء إلى الدماغ
توضح الدراسة أن البكتيريا الزرقاء تنتج مواد سامة مثل BMAA و2,4-DAB، تتراكم في السلسلة الغذائية البحرية حتى تصل إلى الكائنات الكبرى مثل الدلافين.
ويرجح الباحثون أن التعرض المتكرر لهذه السموم يسبب تلفًا عصبيًا يؤدي إلى فقدان الدلافين قدرتها على التوجيه، فتضل طريقها نحو الشاطئ بدلًا من العودة إلى أعماق البحر.
تحذير من خطر يمتد إلى البشر
يقول الدكتور ديفيد ديفيس من كلية ميلر للطب في جامعة ميامي: "تُعد الدلافين مؤشرات بيئية على التلوث السام، وما يصيبها قد يكون إنذارًا مبكرًا للبشر. فالتعرض للبكتيريا الزرقاء يبدو عامل خطر متزايدًا للإصابة بألزهايمر".
وفي عام 2024، سجّلت مقاطعة ميامي-ديد أعلى معدل انتشار لمرض ألزهايمر في الولايات المتحدة، ما يعزز مخاوف العلماء من علاقة محتملة بين تلوث المياه والاضطرابات العصبية.
ويضيف الدكتور بول آلان كوكس من مختبرات كيمياء الدماغ في وايومنغ: "بين سكان غوام، أدى التعرض الطويل لسموم البكتيريا الزرقاء إلى أمراض عصبية شبيهة بألزهايمر، ويبدو أن ما يحدث للدلافين اليوم قد يكون التحذير القادم للبشر".