التجربة السريرية SunRISe-1 شملت 85 مريضا مصابين بسرطان مثانة سطحي عالي الخطورة ولا يستجيب لعلاج BCG. تلقى المرضى جهاز TAR-200 الذي يطلق دواء جيمسيتابين ببطء داخل المثانة، واختفى السرطان لدى 70 منهم خلال أشهر قليلة.
أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Clinical Oncology أن نظاما جديدا لإيصال الدواء ببطء إلى المثانة حقق نتائج غير مسبوقة لدى مرضى كانوا يعانون من سرطان مثانة سطحي عالي الخطورة (لم يخترق طبقة العضلات) ولم يستجيبوا للعلاجات السابقة.
وتستند الدراسة إلى تجربة سريرية مدعومة من شركة جونسون آند جونسون، وهي الشركة المصنّعة لجهاز العلاج الجديد المعروف باسم TAR-200.
السرطان اختفى لدى معظم المرضى خلال ثلاثة أشهر
أوضحت الدراسة أن السرطان اختفى لدى غالبية المشاركين خلال ثلاثة أشهر فقط من بدء العلاج، بينما بقي ما يقرب من نصف المرضى خالين من المرض بعد عام كامل.
وقال سيا دانشمند، المدير الطبي لأورام المسالك البولية في نظام كيك الطبي بجامعة جنوب كاليفورنيا والباحث الرئيسي، إن هذه الفئة من المرضى "كانت خيارات العلاج أمامها محدودة للغاية"، ووصف النتائج بأنها "اختراق في طريقة علاج أكثر أشكال سرطان المثانة شيوعا، وقد تسهم في إنقاذ الأرواح".
جهاز صغير يطلق "جيمسيتابين" تدريجيا داخل المثانة
جهاز TAR-200، الذي يشبه البريتزل (جهاز صغير على شكل عقدة)، يُدخل إلى المثانة عبر قسطرة، ثم يطلق دواء العلاج الكيميائي جيمسيتابين ببطء وعلى مدى ثلاثة أسابيع في كل دورة علاجية.
وكان جيمسيتابين يُعطى تقليديا كسائل يبقى في المثانة لساعات قليلة فقط، وهي طريقة أثبتت فعالية محدودة في القضاء على الخلايا السرطانية.
الفكرة الأساسية للعلاج الجديد هي أن بقاء الدواء داخل المثانة لفترة أطول يتيح له اختراق الأنسجة على عمق أكبر وتدمير المزيد من الخلايا السرطانية، وهو ما أكدته نتائج التجربة السريرية .
تفاصيل تجربة SunRISe-1 التي شملت مواقع عالمية
أُجريت التجربة السريرية SunRISe-1 في 144 موقعا حول العالم، بما في ذلك مستشفى كيك بجامعة جنوب كاليفورنيا. وشارك فيها 85 مريضا يعانون من سرطان مثانة سطحي شديد الخطورة. ويُعد هذا النوع الأكثر شيوعا من سرطان المثانة، ويُعتبر عالي الخطورة عندما يكون أكثر عرضة للتكرار أو الانتشار إلى طبقة العضلات أو أجزاء أخرى من الجسم.
العلاج المعياري لهذه الفئة هو العلاج المناعي باسيلوس كالميت غيران (BCG)، لكن عددا منهم لا يستجيب له، وجميع المشاركين في التجربة كانوا قد تلقوه دون نجاح. وكان الخيار العلاجي التالي عادة هو الجراحة لاستئصال المثانة والأنسجة المحيطة، وهي عملية كبرى تحمل مخاطر صحية كبيرة وقد تؤثر سلبا على جودة الحياة.
لكن العلاج الجديد قدّم بديلا مختلفا. فقد خضع المرضى لجلسات TAR-200 كل ثلاثة أسابيع لمدة ستة أشهر، ثم أربع مرات سنويا على مدى عامين. والنتيجة: اختفى السرطان لدى 70 من أصل 85 مريضا، وبقي غير قابل للكشف لدى ما يقرب من نصف المرضى بعد عام كامل، مع آثار جانبية محدودة للغاية.
وأظهرت الدراسة أن الجمع بين TAR-200 ودواء مناعي آخر هو سيتريليماب لم يكن أكثر فعالية من TAR-200 وحده، بل أدى إلى آثار جانبية إضافية لا تبرر استخدامه في هذه الفئة من المرضى.
خطوة نحو مستقبل جديد لعلاج سرطان المثانة
دانشمند، الذي يعمل على هذا النهج منذ عام 2016، قال إن النتائج تمثل "لحظة تاريخية"، مضيفا: "مهمتنا هي إيصال الأدوية المضادة للسرطان مباشرة إلى المثانة بطريقة تمنح المرضى فترات طويلة من الهدوء من المرض، ويبدو أننا نقترب كثيرا من تحقيق هذا الهدف".
وستستمر متابعة المرضى المشاركين لمدة عام إضافي، بينما منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مراجعة أولوية لطلب الموافقة على الجهاز، في خطوة تعكس أهمية النتائج وسرعة الحاجة إلى علاجات فعالة لهذه الفئة من المرضى.